الصدفة قادتني لحضور المقابلة التي اجرتها القناة الحكومية الشروق من الدكتور قطبي المهدي ، رئيس المخابرات والدبلوماسي والوزير والخبير ، من الذي قادوا بلادنا إلى التهلكة باستشاراتهم الخاطئة وادعاء المعرفة في كل شيء ، حتى وصلنا إلى ما وصلنا اليه، واجريت هذه المقابلة بقصد تحليل الاحداث الهامة التي تجري بالبلاد ، فقد استمعت لجزء كبير من هذا الحديث ، فقد ذهلت في أن هؤلاء كيف تحكموا فينا طوال هذه الفترة الطويلة . وعاثوا فينا فسادا ، وطبقوا فينا نظريات عبدالرحيم حمدي الاقتصادية الفاشلة ، وباعوا مقدرات البلاد واصولها، من مشاريع زراعية وصناعية ، وخدمات وشركات استراتيجية ولم ترمش لهم عين ن وهم بهذه السطحية.
هؤلاء القوم استعجلوا الطريق للثروة وتلاعبوا بنا وبمقدراتنا ، ولم يكن فيهم من هؤلاء مؤمن او حتى عنده ذرة من الضمير يحاسبه على الخطأ ، جمعوا المليارات ومن الدولارات ، من ثروات البلاد دون وجه حق ، ولم يكن بينهم من يمنعهم السير في الطريق الخطأ ويهديهم للطريق القويم. مشروع الجزيرة الذي اقامه المستعمر الانجليزي الكفار ، فقد كان صمام الامان للبلاد منذ قرابة المائة عام ، ووفر العملة الصعبة ووفر الوظائف لمعظم ابناء الشعب السوداني ، بالاضافة إلى أنه كان يوفر الأمن الغذائي لنا جميعا. بسبب الفساد والعمل على حل مشاكلهم الخاصة تم القضاء عليه تماما ، وحتى اصوله بيعت وذهبت إلى الابد.
وعلى الرغم من ذلك والبلاد تعيش مرحلة هامة في تاريخها ، والشعب السوداني كله في الشارع يعلن سقوط الحكومة ، لأنها فشلت طوال الثلاثين عاما الماضية في الخروج بالبلاد إلى بر الأمان ،وهناك اصرار منها في الاستمرار حتى تغرق البلاد أكثر ، ويأتيك قطبي المهدي ، ويقول لماذا لم يذهب المتظاهرون إلى السفارة الامريكية ،وماهو ذنب امريكا في فشلكم ، وانتم الذين اقمتم المليشيات وناديتم بسقوط امريكا ودنا عذابها ، واعلنتم الحرب عليها ، حتى وإن كان ذلك من مخاطبة مشاعر البسطاء من اهلنا ، الا ان هؤلاء يأخذون كل كلام محمل الجد ،وانتم دفعتم تعويضات عن التفجيرات التي تمت في السفارات الامريكية في نيروبي و ودار السلام في هذه البلاد الآمنة والمستقرة ، ارسلتم من قام بتفجير هذه السفارات ، وحتى المدمرة كول ، دفعتم التعويضات للقتلى ، كيف تقومون بكل هذه الاعمال ضد امريكا وتمنحكم هدية وتستقبلكم بالورد.
ويعلم قطبي المهدي وأنه من الذين قادوا التمكين وقمتم بفصل افضل الكفاءات السودانية وفقدوا وظائفهم ، ولعلمكم لم يموتوا جوعا ، فذهبوا لبلدان أخرى ومنظمات عالمية واقليمية ، وكانت بصماتهم واضحة , وفقدتهم بلادهم التي احبوها وعملوا من أجلها بكل اخلاص ، وعندما فشلتم اصبحتم تبحثون عنهم ولم تجدوهم ، واغرقتم البلاد التي كانت من الدول التي يشار إليها بالبنان في افريقيا والشرق الاوسط والعالم اجمع.
واصراركم على أن الشيوعيين والمندسين واسرائيل هم الذين اخرجوا هؤلاء المتظاهرين ، قال عبدالواحد نور لو اسرائيل وقفت معي لدخلت الخرطوم خلال يومين ، وكلامه صحيح مائة بالمائة ، لأن اسرائيل لما قامت بضربنا في قلب الخرطوم ، لم تقموا بالرد عليها حتى باللسان ، واكتفينا بتصريحات هزيلة السكوت كان افضل منها.
الشعب خرج ولن يرجع ، حتى يقلعكم ، لأنه فقد الأمل فيكم ، وكل من كان لديه ذرة من التعاطف معكم فقدها . من الافضل لكم الذهاب غير مأسوف عليكم حتى تقوم ثورة الجياع بأشياء ليست في الحسبان ، وتتحول الثورة السلمية إلى مواجهة ليست مأمونة الجانب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة