ثورة ديسمبر ، إنما هي المزيد من كل شيئ فحسب بقلم عادل إسماعيل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2019, 02:08 PM

عادل إسماعيل
<aعادل إسماعيل
تاريخ التسجيل: 09-08-2014
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ثورة ديسمبر ، إنما هي المزيد من كل شيئ فحسب بقلم عادل إسماعيل

    01:08 PM January, 02 2019

    سودانيز اون لاين
    عادل إسماعيل-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    هؤلاء الفتيان و الفتيات الأشداء الذين رماهم تافهون وجبناء بالرصاص الحي ، إنما هم يرفضون سياسات الحزب الحاكم ، و يرفضون حتى وجوده ، لإدراكهم أن الحزب الحاكم و أعوانه قد سمموا حياتهم و أتلفوا أحلامهم بالعيش في وطن يفخرون بالانتماء إليه ، و يكونون شركاء في صياغة معناه و مبناه . و هذا الوطن الذي يفخرون بالانتماء إليه ، إنما هو وطن يتساوى فيه أبناؤه في الحقوق و الواجبات و الفرص . و لذلك هو ، بالضرورة ، وطن يحكمه عقل سياسي جديد مبرأ من سخافات الماضي و أثقاله ، عقل حر بقدر توق هذا الشعب الكريم للتغيير . و لذلك تخبو المظاهرات الاحتجاجية كلما أراد العقل السياسي القديم ، الذي تمثله الأحزاب و التجمعات السياسية الحالية تبنيه . و السر في هذا الأمر هو ما أوضحناه مرارا ، و هو أن مرارة التجربة التي فرضت على الشعب السوداني ، قد أنتجت وعيا متجاوزا للعقل السياسي القديم .
    و هو ما عنيناه حين قلنا إن ثورة ديسمبر إنما هي المزيد من كل شيئ : المزيد من رفض سياسات "المؤتمر الوطني" ، و المزيد من رفض العقل السياسي الذي أنتجته انطلاقة استقلال السودان المعووجة و غير الصحيحة ، منتصف القرن الماضي ، ممثلا في القوى السياسية المعارضة . و قلنا ، من قبل ، إن آباءنا المؤسسين للاستقلال لم يكونوا سيئين و إنما كانت تلك الانطلاقة البائسة لبناء الدولة السودانية ، بتلك الطريقة ، هي قصارى فهمهم و إدراكهم السياسي ، و كان على الجيل الذي تلاهم تصحيح الخطأ في انطلاق الدولة السودانية ، و هذا الخطأ إنما هو الخلل الكبير توزيع الثروة و السلطة و ما شمل ذلك من تشوهات على المتصل السياسي و الاجتماعي ، الذي عبر عن نفسه حروبا أهلية فظيعة و مدمرة .
    إن النغمة المحببة التي يود المتعطشون للتغيير و الساسة المعارضون سماعها ، هي الصمود و مواصلة الاحتجاجات ، إلى اقتلاع النظام من جذوره ، و إن من يقول بغير ذلك يبدو منشقا عنيدا في نظر كثير من من تعودنا على وصفهم بالمثقفين . و لكن لا يصح عندي إلا الصحيح . و كما يقول السيد المسيح ، عليه السلام ، ماذا ينفع الإنسان إن ربح العالم كله و خسر نفسه ؟؟ و لذلك نكتب ما نرى أنه طريق قويم لتقليل زمن وكلفة عملية التغيير ، أليس ذلك دورنا ؟؟ بل هل لنا دور غيره في هذه الحياة ؟؟
    إن الشعب السوداني الكريم لم يخرج في ثورته الحالية استجابة لأحد و لن يقلع عنها استجابة لأحد ، فهو يود اقتلاع النظام من جذوره بالفعل ، بيد أنه يعرف أن جذور هذا النظام تمتد لتشمل الكيانات السياسية الموجودة الآن . كما إنه لا يرغب في تسويات فوقية تعيد ذات العقل المأزوم الذي ولد من رحمه النظام السياسي الحالي . و في حقيقة الأمر ، ما النظام السياسي الحالي إلا تجلي لقصور و فشل العقل السياسي الذي أدار شئون الدولة السودانية منذ صرخة ميلادها .
    إذن ، ليس هناك من سبيل للتخلص من هذا العقل السياسي الفاشل إلا بالتغيير الآمن و التدريجي بأقل الدماء و أقل الدماع .
    فما هو التغيير الآمن و التدريجي ؟ و ما وسيلته ؟
    و التغيير الآمن ، إنما هو الذي يضمن مستقبلا سياسيا خاليا من آفات هذا النادي السياسي القديم الذي يريد أن يتطور الأمر إلى تسوية فوقية تبقيه ضروريا و مقبولا و لو إلى حين ، و ذلك لعدم وجود البديل الجاهز حاليا . فالتسوية التي تحقن الدماء في نظر هذا النادي ، تقتضي وجوده طرفا فيها دون أن يسهر على تطوير نفسه ليلحق بوعي الشعب السوداني المتجاوز له ، و دون أن يدفع ثمن هذا اللحاق الذي هو إحداث تغيير جوهري يطال تنظيره و تطبيقه لهذا التنظير . و أما التغيير التدريجي ، فهو الإطاحة السلسة بالحزب الحاكم . فعندما قام الإسلاميون بالانقلاب العسكري في يونيو 1989 ، احتلوا كل مؤسسات الدولة بعد أن طردوا ساكنيها ، ثم غاصوا في أعماقها حتى قعرها . و لذلك ، فالإطاحة الفورية ، مرة واحدة ، تجعل سلخهم من مؤسسات الدولة مؤلما و نزافا ، حقيقة و مجازا . و هو ما يقتضي إزاحتهم إزاحة تدريجية حفاظا على تماسك الدولة و المجتمع السوداني ، خصوصا و هم قد سهلوا لنا الأمر بانشقاقاتهم و تعرية بعضهم البعض .
    فالشعب السوداني بوعيه المتجاوز للمواعين السياسية التي بلورتها سني الاستقلال ، و الذي تحدثنا عنه كثيرا من قبل ، لم يدفعه الغضب و الحنق للتخريب و الفوضى ، إنما وجه غضبه و حنقة على ممتلكات الحزب الحاكم بدقة ، تعبيرا منه أنه إنما يعرف أسباب مآسيه و أسباب حرمانه من الحياة الطبيعية ، فلن تنطلي عليه أكاذيب الحكومة مجددا . على سبيل المثال ، عندما اتهمت الحكومة و حزبها الحاكم حركة عبد الواحد بعمليات قتل المتظاهرين ، سخر منها الشعب السوداني و تساءل: من قتل إذن ثوار سبتمبر 2013 ، حيث كان القتلة يتجولون بسيارات بغير لوحات ؟؟ فالشعب السوداني ، إذن ، يدرك أن حركة عبد الواحد و بقية الحركات المسلحة ليسوا مجموعة من قطاع الطرق ، إنما هم أصحاب قضايا عادلة و هي نفس قضايا الشعب السوداني في توقه في خلق وطن محترم يساوي بين أبنائه في ثرواته و سلطاته و يفخرون بالانتماء إليه ، و يشاركون في صياغة معناه و مبناه .
    أما وسيلة التغيير الآمن و التدريجي ، إنما هي الانتخابات .
    كان و ما يزال من أهداف الفعل الانتخابي ، إحداث خلخلة في تربة العقل السياسي السائد من أجل استزراع فكر وطني نير ، يبلور مشروع نهضة غاب عنا منذ صرخة الاستقلال في يناير 1956 . و رغم الثمن الغالي و الفادح الذي قدمه شبابنا في ثورته هذه ، إلا أنه لن يضيع سدى . فقد أحدث هذه الخلخلة التي نتحدث عنها ، و جعل الحزب الحاكم في أضعف حالاته ، و تشقق و وهن عظمه و جثا على ركبتيه ، بل مرغ أنفه في التراب و إن تظاهر بغير ذلك . فها هو الحزب الحاكم نفسه يبتدر تحقيقا عن مطلقي الرصاص الذين يتظاهر بأنه لا يعرفهم ، و ها هي دوائر المال المرتبطة به تعلن تغذيتها للبنوك بالسيولة ( من أين جاءت بهذه السيولة ؟ و أين كانوا يحتفظون بها ؟ ) ، و ها هم بعض أتباعهم يتبرأون منهم ، و بعض آخر يطالبهم بدعم الخبز و الرعاية الصحية و التعليم .
    إن ثورة سبتمبر التي قدمت المزيد من كل شيئ ، إنما هيأت الوضع تهيئة مثالية لاكتساح الانتخابات لمصلحة برنامج التغيير ، و التخلص من النادي السياسي القديم بأكمله ، خصوصا بعد التعاطف الواضح للتغيير الذي أبداه حماة مؤسسات الدولة . و لن يستطيع قيادة برنامج التغيير إلا شخصية مستقله مبرأة من سخافات الماضي ، و منفتحة على المستقبل ، و قادرة على التعلم المستمر ، و قادرة على التفاعل الايجابي مع المتغيرات ، و قادرة على استعادة ملف أزمات السودان من الخارج و إشراك أطرافها في حلول مرضية . و لا يوجد ، حتى الآن ، ما يحمل هذه الصفات الضرورية سوى برنامج "حملة سودان المستقبل" و مرشحه الأستاذ عادل عبد العاطي ، فهو برنامج بسيط و سهل يتمحور حول بناء دولة يتساوى فيها مواطنوها ، و تحقيق السلام و العدالة ، و خلق فرص العمل ، و حل المليشيات و دمجها في هياكل القوات المسلحة السودانية ، و توفير الرعاية الصحية التعليم الأساسي مجانا ، و توظيف موارد الدولة للعيش الكريم لهذا الشعب الكريم ، و العلاقات المتوازنة مع العالم .
    و يمكن البناء على ثورة ديسمبر لجهة تحسين شروط خوض الانتخابات . ذلك أمر حيوي لأنه ، في خاتمة المطاف ، سيحسم الأمر فعل انتخابي . على سبيل المثال ، يمكن الضغط لمراجعة قانون الانتخابات و مفوضيتها ، و محاصرة الحزب الحاكم لاستخدامه موارد الدولة و إمكاناتها في العملية الانتخابية . كما يمكن لمن هم خارج السودان توظيف ما لديهم من علاقات و موارد في دعم و تطوير برنامج التغيير الانتخابي هذا . فقد حمل هؤلاء المغتربون و المنفيون ، الذين شردهم العقل السياسي المأزوم ، مشاعر جياشة تجاه قتلانا و جرحانا في هذه الأيام المتوترة ، حيث يمكن لهم توظيف علاقاتهم الدولية لإقناع المجتمع الدولي بأن هزيمة النظام في الانتخابات لن تعرض مصالحهم للخطر ، إنما هي مصالح مشتركة لتحقيق السلام و الاستقرار في المنطقة ، و الحفاظ على ما تم من اتفاقيات إحلال السلام في السودان و تطويرها بما يخدم هذا السلام . و يمكن لهم ، أيضا ، توظيف علاقاتهم مع وسائل الإعلام لنشر برنامج "حملة سودان المستقبل" و استدراج و سائل الإعلام هذه لتغطية العملية الانتخابية ، و ذلك لكسر احتكار مركز كاتر و من لف لفهم لمراقبة سير العملية الانتخابية ، و بالتالي ، إحداث مزيد من الضغط على من يتلاعبون بنتائجها .
    و عندها فقط ، و فقط عندها ، يتحقق انطلاق جديد لوطن محترم لشعب كريم . و ذلك أجدى من انتفاض عالي الكلفة ، ثم انتقال عالي القلق ، ثم أحزاب منخفضة الكفاءة ، ثم انقلاب منخفض الطموح ، ثم آمال مهيضة .
    هذا هو رأينا ، و هذا هو ما نطرحه من حلول جذرية و آمنة ، و كان الله يحب المحسنين .
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de