لقد اصبح من الصعب جداً من بعد الان بقاء نظام الرئيس عمر البشير فى السلطة حتى لسنة واحدة اخرى. لان الحراك الشعبى يرفض منح الرئيس عمر البشير مهلة اخرى فى كرسى الرئاسة الذى استولى عليه بقوة السلاح فى يونيو عام 1989 نظام الانقاذ مولع بالحروب والفساد والافساد واللصوصية وجعلها من أولوياته القصوى. نظام الرئيس عمر البشير قاد البلاد الى كوارث كثيرة لا حصر لها. الشعب يموت يوميا من الجوع والمرض فالى متى سيستمر الوضع دون تغير فى ظل هذا الوضع المأساوى نتيجة للاقتصاد المتدهور يوما بعد يوم وكما يرجع ايضا سبب ذلك كله لغياب المشاريع الانتاجية بالاخص المشاريع الزراعية المروية من اهم مصادر ازدهار وانعاش الاقتصاد وثباته. ولكن لماذا يسدد الشعب واطفاله فاتورة ما يعرف بالقطاع السيادى قرابة الثلاثون سنة .فلذلك لايمكن لأحد ان يمنع الشعب من الخروج الى الشوارع مطالباً اسقاط النظام الحاكم. لان الشعب يريد دولة المؤسسات والقانون والمواطنة, وليس من سيحكم السودان. الانتفاضتان التى خضوهما الشعب الاولى عام 1964 والثانية عام 1985 قدم الشعب ارتالاً من الشهداء من اجل التغير الجذرى لأزمة الحكم فى السودان. ولكن للاسف الشديد كانت الطائفية تخطف ثورة الشعب وتعلن ملكيتها على الثورة وتركب ظهور الشعب دون ان تحقق اهداف الشعب فى قيام دولة المؤسسات والقانون والمواطنة. انما كانت دائما تعيد الشعب الى المربع الاول مرة اخرى. ويبدأ الشعب من جديد رحلة العذاب و الجوع والمرض واسحاق ارواحه ودمائه من جديد وهكذا الى يومنا هذا .ولكن الشعب قد عزم هذه المرة على ان لا يترك أحداً يختطف ثورته حتى ان تحقق اهدافها . ولكن ما ذهبنا اليه من تحليلات كسيناريوهات سياسية فيما يتعلق بمصير النظام الحاكم فى بقائه او زواله. فها هو السيناريو الاول هو ان يحدث تغيراً على المستوى الرئاسة فقط عبر تنحى الريئس عمر البشير الذى تولى السلطة كما ذكرت منذ عام 1989 ويحل مكانه شخصية موالية له ويكون من ضمن الدوائر اللصيقة به من خلال وجه رئاسى جديد. السيناريو الثانى هو حدوث انقلاب داخلى ففى الاوان الاخيرة عمد الرئيس عمر البشير الى احداث قرارات ثم العودة الى الحزب لاحقاً ولعل اوضح مثال لذلك هو اقالة بكرى على صالح من رئاسة الوزراء, ولكن دخول الجيش على الخط باعلان ألتفافه حول قيادته يجعل هذا السيناريو مستبعداً فى الوقت الراهن. فاما السيناريو الثالث هو تسوية سياسية ولكن الحراك الجماهيرى غير مامون العواقب يمكن ان يطيح بالكثير حتى داخل المعارضة ودفع بقوى سياسية وقيادات جديدة ويحدث تهديداً لقيادات تاريخية فى المشهد السياسى السودانى. السيناريو الرابع الاطاحة بالرئيس عمر البشير وهو السيناريو الذى يريده الشعب ليس مهماً اذا كان الاخطر والذى تخشاه دول عديدة أقليمية ودولية كما ان نجاح الجماهير الغاضبة المحتجة غير مامون النهائيات. فاما السيناريو الخامس والاخير هو تدخل خارجى علاقات السودان الخارجية ظلت فى تناقض مستمر ومتقلبة حسب مايراه النظام الحاكم قد طاف النظام فى تحالفته مع الأضاد الدولية والاقليمية متناقضاً فى مواقفه مع الولايات المتحدة الاميركية تاراً مع روسيا وتاراً ايران وتاراً السعودية. ولكن لم تعد هذه السيناريوهات تهم الحراك الشعبى العازم على اسقاط النظام الحاكم من خلال الهبة الاخيرة فى مقبل الايام القادمة. وقيام دولة المؤسسات والقانون والمواطنة. وليس من سيحكم السودان. قوات الشعب المسلحة ستقف الى جانب الشعب ومكتسباته.
أختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 30/12/2018
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سليم عبد الرحمن دكين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست