2019 عساه عام الشموع بلا دموع..! وعام2019، رغم دمامة شموع الظلام حوله، إلاّ أننا وبشمعة الحب والعطاء قادرون على تحويله من عام الحريق الى عام الحب بمناطق كثيرة من العالم، وقادرون على إحلال حدائق الواحات محلّ حرائق الغابات المشتعَلة في مناطق كثيرة من العالم .. · نعم أنها شمعةٌ كانت تُحرَق لتَحرِق.. · شمعةٌ طالما أشعلتها الأعوام الماضية لتوليد الحرائق.. · وقد نُشعلها هذا العام (عام التسامح) لتوليد الأضواء..
وكريمس(عيدالميلاد) إن كان هو ثاني أكبر الأعياد بعد الفصح(عيدالقيامة) على جانب من كوكب الأرض لدى المسيحيين، فإننا نرى الجانب الآخر منها أيضا تؤمن بالقيامة ولايرفض المسيح عليه السلام، بل وكلٌّ من الجانبين تجمعهما نقاط إتفاق أكثر مما تفرّقهما نقاط إختلاف، وأن طقوس الطرفين موحّدَةٌ بمناجاة المساجد والكنائس إلى سماءٍ تُرفع الأيادي تحتها لسلام الأرض وسلامة أهل الأرض..
الإمارات إمتلكت شجاعة التجربة الفعلية لإشعال تلك الشمعة الأولى، فأنطلقت بها وبالتسامح الروحي الفكري وبالعِرقي العقائدي، على الساحتين الدولية والمحلية في الإطارين الرسمي والشعبي من الداخل، والدّولي الدبلوماسي من الخارج، إنطلقت بشموع الدعم والحب والسلام معاً للمساجد والكنائس في كل مكان..!
والإمارات كان قد منّ الله عليها قبل 47 عام، بجمال الحب من الداخل والخارج، فأحبّت الجار قبل الدار، وأحبّت الداخل بالإتحاد والترابط (البدني) والخارج بالتعاون والتآزر (الوطني) .. أكرمت مواطنيها بالرفاهية والحياة الكريمة، والمقيمين على أراضيها من الوافدين والزائرين بالإحترام وتوفير الأمن والأستقرار، وهكذا بالحب زرعت الإمارات البذرة الأولى لنقطة التحول في حياة إنسان الجزيرة العربية مع نفسه، مع أسرته، ومع مجتمعه..
(حاء) الحب و (حاء) الحرب، شقيقتان شقيّتان، لم تلدا معاً فلن تموتا معاً، والحرب مهما طالت، قإنها تموت يوماًمّا ولو بالإنتحار على طاولة السلام .. ولكن الحبّ على الأرجح إن وُلد سليما بجناح الولادة دون القيصرية والتخدير، فإنه يلد ولن يموت، وهذا ما نأمله للوطن الحبيب من الخليج الى المحيط.
ومن أبوظبي إنطلقت من جديد حمام السلام بتاج (عام التسامح)، شعارٌ إنفردت به الإمارات بالسِبق وسِبق الإصرار على إمتداد تاريخ إمارات زايد الخير، تلكم الإمارات التي رفضت دائماً حفرة الإنسان لأخيه الإنسان منذ الشرارة الأولى على إمتداد جغرافيا الخليجية والعربية والعالمية.
أبوظبي عام التسامحي2019، هى ذاتها التي كانت قد طالبت العراق الشقيقة يوماً أن لا تحرق الأخضر واليابس قبل فوات الأوان، وذاتها التي لملمت جروح شطرى اليمن قبل يوم الشرخ الأخير، ودعت الفصائل اليمنية المتناحرة كلها على مائدة القهوة اليمنية المُمتدّة فيها لليمنين بيمنٍ واحدة، وأبوظبي كانت دائماً بحمام السلام من القاهرة الى دمشق وصنعاء وطرابلس وبنغازي، وكانت قبل ذلك في مقديشو والبوسنة وكشمير وأخيرا وليس آخراً أفغانستان التي نصبت لفصائلها طاولة السلام في أبوظبي قبل نهاية عام2018..!
والإمارات إن كانت تحلم يوما على لسان زايدالأب، بإنقشاع الغمامة السوداء بين الأشقاء العرب للأبد، فإنها لازالت تحلم وتجزم اليوم على لسان أبناء زايد، بأن الحفريات بكل مسمياتها العرقية والقبلية والطائفية والحزبية بين الأشقاء العرب والمسلمين ماهى الا قاع جهنّم والنار لجحيم الدنيا قبل الآخرة..
والإمارات ذاتها تنهض اليوم من جديد في وجوه العرب والعجم بثوب عام التسامح من عاصمتها (أبوظبي) عسى ان تتبعها عواصم أخرى بطبول السلام، فإنّ طبول الحرب إن توقفت في بغداد ودمشق، ولحقتها صنعاء وحديدة وبنغازي وطرابلس وغيرها على أقل تقدير..
فإننا لانريد لهذه الطبول فواصل إعلانية جَشِعة، تسيل لها لُعاب طابور الطمّاعين والنصّابين لتجّار الحروب، الذين كانوا يربحون يوما من تجارة الكفن والجُثث والنعوش، أن يربح نفس الطابور من تجارة الدواء والماء والخبز والرغيف..!
*كاتب إماراتي بودّي وإحترامي .... أحمد إبراهيم – دبي رئيس مجلس إدارة مجموعة يوني بكس إنترناشيونال http://http://www.unipewww.unipe
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة