اي سرا هذا يا تري الذي تريد ان تحدثنا عنه منى بنت مبارك الكواري في اولى اطلالتها بمعرض الدوحة الدولي للكتاب وهي التي جالت ردحا من الزمان عبر كتابة العمود الصحفي بصحيفة الراية القطرية وكان لكتابيها ( مبارك بن ناصر الكواري - السفير الكاتب ) نصيبا وافرا في اتقان كتابة السيرة والتوثيق وربما خروجا علي التقليد الخليجي والعربي عموما ان تتسنم النساء حكايات ارث الاسرة وتوثقها وتنشرها .. سر امراة يطرح علامات استفهام اوليس النساء هن سر هذا الكون وعظمة العطاء وهن سيدات الامومة والمودة والعطاء فيا تري اي سرا هذا والذي امسكت فيه المولفة خيوط الحكاية وكانها تنسج ما يعرف بالسدو الذي تتداخل الوانه وخيوطه وتنسجم بعضها بعضا برونق جذاب فلم يكن هناك ارتباك بين فصول الرواية التي حدثت تفاصيلها بين الدوحة مسقط راس بطلة الرواية مها والتي تولت تربيتها عمتها نورة حيث تغادر اسرتها لمدينة لندن وهي ما زالت يافعة تحتاج الحضن الدافي لتعيش صراعا خفيا وعاطفة مكتومة حينما تفقد اخوتها وامها لم تجد تفريغ سلس لعاطفتها المكلومة المدسوسة بين اضلها حتى وهي زوجة وام فاستخدمت التداعي والتذكر ، والوله ووظفته بشكل جيد يشعر الــقــارئ بالانسياب المترابط للأحداث والتي وقعت في عدة مدن بـيـروت واسطنبول ولندن وبرشلونة ، تنقل القاري لامكنة الاحداث ورزاز البحر وزخات المطر ورايحة خبز المدن ومعجناتها فكل الأمـــكنة تــلــونــت بـأمـزجـة الشخصيات الـتـي مــرت بها ، وربـمـا بحسب التأثيرات النفسية والصراعات والهواجس التي كانت تعصف بمها التي تقر بان الحب هـو قــدر ولـيـس خـيـار ، لأنه يحدث رغمًا عنا ، يقودنا بلا مقاومة إلـى مصير نجهله ، مهما حاولنا تغيير اتجاهنا،نجد اننا مسلوبي الإرادة أمام إرادته ، فنتبعه بسعادة أينما توجه بنا وبرغم ذلك نجد ان قوة ارادة بطلة الرواية مها اقوي من سحر الحب وحاسمة لا مجال فيها للانسياق وراء الاهواء واقتراف الموبغات وقد وقعت الكاتبة مني الرواية بدا بمدينة عمان والتي تقع في ٢١٣ صفحة من الحجم الصغير والصادرة عن دار الفارابي – بيروت ٢٠١٨ في دار الانــدى – جبل اللويبدة برعاية وحضور صاحبة السمو الملكي الأمـيـرة دانــا فـراس وبـحـضـور عـبـد الـعـزيـز بن محمد الساده القائم بالأعمال للسفارة القطرية في عمان ، وبـحـضـور نخبة مـن كبار الـشـخـصـيـات فــي المجتمع الأردني وانجز الغلاف بايحاء رمزي وبالوان هادية لا تخلوا من الرومنسية مستمدة هي الاخري من روح الرواية وتفاصيلها الفنان العراقي باقر الشيخ وكان امراة تدفن راسها وبكل اسرارها في بحر متلاطم المياه . لتوقع مني الراية ايضا باروقة معرض الكتاب الدولي بالدوحة اول امس والحوار الذي دار بين الروائية والــحــضــور فالكبير حـول روايـتـهـا سـر امـــرأة ، و تجربتها الـروائـيـة، وانتقالها من كتابة السيرة الذاتية الي الرواية قالت ان كتابتها لسيرة والدها السفير الكاتب ربما كانت بحسب مقتضيات محددة ولكن كتابتها للعمود الصحفي والتي هي اقرب للخواطر والسرد والحكايات وهذه الرواية امتداد لها حيث تغوص في شان ظل مسكوت عنه طويلا الا وهو العلاقات العاطفية خارج اطار ما يرسم لها بسبب تقاليد الزواج المعروفة فالبطلة التي تزوجت زواج تقليدي وعاشت في كنف زوج مقل عاطفيا ناجح مهنيا فانزلقت البطلة في علاقة مع منصور جبر ( الأديب والروائي المشهور ، تقدم لنا الرواية كيف بدأت هذه العلاقة الغريبة المبنية على التوافق الفكري والانسجام النفسي ، لتصل إلى ما يشبه التماذج ، او كـأن كل منهما قد خلق للآخر وفي زمن غير الزمن الصحيح والمناسب الا بما هو مكتوم في القلب سرا من اسرار النساء وفـي نهايات الـروايـة ، تقول مها : ) مع الوقت يتحول الألم الي سر والسر هو صمتك حين يرميك الـعـشـق وحــيــدا فــي بـراثـن صمتك، والصمت برد الروح وغسولها ، بدأت مني الكواري رواية سر امرأة بلغة رشيقة وبجراءة بعيدة عن الابتذال والحشو الانشايي وبلغة سرد عادية أخذتنا فيها رويدا رويدا ً وبهدوء لعوالم الحكاية ، وقدمت شخصيات روايتها بسلاسة تتناسق مع أالاحداث وبإيقاع سرد هـادئ ودون ضجيج مفتعل ،مستخدمًة اللغة المتداولة لا بالعربية المقعرة ولا باللهجة القطرية المنمقة فوفقت بينهما وانسابت الــحــوارات المعبرة عن المشهد الروائي ومعايشة الاحداث، واسرفت في وصف ساعات البطلة التي تقضيها في جوف المدن وازقتها بحيث تعيش الاحداث وتستنشق رايحة الورود وتبعثر بين تفاصيلها الهدايا والاوراق الملونة بين الاسطر والحكايات تدفق الكاتبة بين الفينة والاخرى تدفق الكاتبة جمل انيقة ومختارة بعناية دون ان يختلت ميزان السرد لتختم الغلاف بقولها نتعلق بالاماني والاحلام ونحن نعلم جيدا بان الدنيا لم تكتمل لاحد وكثير غيره من الجمل والعبارات التي تجعل من هذه الرواية سيدة للموقف في ظل اصدارات فاقت المعقول لان جوفها خواء لا تقدم متعة ولا تعالج قضايا وما اكثرها في زماننا هذا وفي حوار صحفي علي شرف توقيع رواية ( سر امراة ) قالت المولفة ان الادب الذي لا يحمل رسالة لا قيمة له هي اذن دعوة للتبحر بين ثنايا سر امراة اولس المراة من اسرار الكون .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عواطف عبداللطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست