*وبعدين تعالي غني #القطار__دور___حديدوووو* هذه الطرفة يتم تداولها هذه الايام على الواتساب هذه الايام ، على الرغم من الطريقة التي تم تناولها بها وتحاملها على البنات ، لكن ذلك لا يعفي الحكومة والمجتمع من المسؤولية حول هذه الظاهرة الخطيرة التي يمكن ان يؤدي إلى مابعدها. فقد اصبح معظم الشباب من الجنسين بلا عمل منذ التخرج من الجامعة وعدم وجود وظائف ، ووظائف تمنح اجرا مجزيا ، يعني لايوجد امل للزواج ، بالاضافة إلى تكلفة الزواج الباهظة هذه الايام ،التي فوق طاقة الجميع ، من استئجار القاعة الغالي جدا جدا ، واستجلاب فنانة اجرها يعادل اجر فنان عالمي في امريكا وهي لاتسوى خمسة جنيه ، واستئجار ناس حلوين لاضفاء المزيد من الرونق للحفلة واظهار أن اهل العرس من الطبقة المخملية الراقية في المجتمع، غير الشيلة والعشاء وشهر العسل في جنوب شرق آسيا أو اوروبا ، واشياء أخرى. واستمرار الاوضاع الاقتصادية غير الطبيعية وتركيز الثروة في يد مجموعة قليلة من اعضاء الحزب الحاكم ، وعدم اتاحة الفرصة للجميع بالعمل وممارسة الاعمال الحرة وتوفير فرص العمل لجميع افراد المجتمع ، سيؤدي بلاشك إلى استفحال القضية وازدياد الحالة ، ووانتشارها سيكون سببا في اشياء كثيرة لايحمد عقباها .وحتى المتزوجين ازداد بيهم حالات الطلاق بسبب الاعسار ، وبسبب عدم توفر الوظائف المجزية والضائقة الاقتصادية التي تستفحل يوما بعد يوم ، والسلطات ،( سادة دي بطينة ودي بعجينة) ولا حياة لمن تنادي. كما ان حالات الطلاق التي تعتبر ظاهرة غريبة على مجتمعاتنا لها اكثر من سبب ،لدرجة انه لا تستطيع تحديدها ، وعلاجها ظاهرة صعبا ، لأن انصراف هيئة علماء السودان لجمع الثروة والبحث عن مخارج للحزب الحاكم ، وحمايته صرفتهم عن الواجب الاساسي المنوط بهم لتقديم النصح والمشورة للسلطات المختصة والعمل على تحديد مواطن الخلل. وبمحض الصدفة وجدت سهرة في احدى الفضائيات تناقش موضوعا يدمي له القلب بعيدا عن السياسة وتشعباتها والرياضة ومهاتراتها ، موضوع شخصي لكنه يلقي بظلالها على السياسة والاجتماع والاقتصاد واشياء اخرى ، الموضوع هو ان احد الآباء احضر طفليه بمحض ارادته إلى دار لرعاية الايتام حتى يتخلص منهم لأن السيدة حرمه المصون الجديدة لا تريد أن ترى أي شيء من ريحة زوجته الأولى التي انفصل عنها عشان خاطر عيون المحبوبة الجديدة. كل واحد فينا يتخيل هذا الأب الذي انتزع الشيطان منه عاطفة الأبوة والانسانية وغيرها من القيم حتى يستمتع بمحبوبته الجديدة التي كانت تعذب هؤلاء الابرياء الذي تبلغ اعمارهم الرابعة والثانية من العمر ، ولاتدرى إن هذا الشخص المجرد من عاطفة الأبوة من الممكن أن يتخلص منها مثلما تخلص من زوجته الاولى وفلذاته كبده بكل هذه السهولة. وكيف تأمن لمثل هذا الشخص المنزوع الكرامة والحب والاحساس بالمسؤولية ومهما ظنت انها ستستطيع المحافظة عليه ولا اظنها تقدر.
وقد اظهرت الاحصائيات ارتفاع حالات الطلاق بشكل غير مسبوق ، وتبين ان هذه الظاهرة في تنام وازدياد بسبب اشياء كثيرة على رأسها عدم تحمل المسؤولية من قبل الطرفين واللامبالاة والحالة الاقتصادية بالاضافة إلى الكثير من المشاكل بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي بقدر ما هي اسهمت في التوعية والتواصل الا انها لها بعض السلبيات التي لا داعي لذكرها لأن الجميع يعلمها. وهناك العديد من النكات والطرائف التي تتداول في الواتساب وغيره من وسائل التواصل الكارثية عن اسباب الطلاق ، وقد اضحكتني نكتة اظن معظمكم اطلع عليها لكن سأقوم بسردها للتذكير (:ﺍﺗﻨﻴﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺣﻨﺎﻛﻴﺶ ﺍﺗﻼﻗﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ بعرفو بعض من زمااان ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﻮﺭﻛﺖ ﻟﻲ ﺍﻟﺘﺎﻧﻴﺔ ﻳﺎ رنا ﻳﺎ رنا رنا ﺍﺗﻠﻔﺘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ﻣﻴﺴﻮﻥ ﺍﺻﻠﻮ ﻣﺎ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻛﻴﻔﻚ ﺗﻤﺎﻡ ﺑﻮﺳﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﻭﺑﻮﺳﺔ ﻳﻤﻴﻦ رنا ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭﻳﻦ ﺍﺧﺘﻔﻴﺘﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﺧﻮﺗﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻮة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺲ ﻣﻴﺴﻮﻥ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﺲ ﻛﺎﻥ ﺍﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭﺗﻄﻠﻘﺖ ﻣﻲ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭﺍﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﺍﺗﺰﻭﺟﺖ ﻭأﺗﻄﻠﻘﺖ اها ﺳﺒﺐ ﻃﻼﻗﻚ ﺷﻨﻮ يا ميسو؟ ﻣﻴﺴﻮﻥ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﺗﺼﺪﻗﻲ ﻟﻘﻴﺘﻮ ﺑﺴﻒ ﺻﻌﻮط ﻭﺑﺨﺖ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺼﻌﻮط ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻼﺟﺔ : رنا ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭاااﺍ .. ﺍﻭﻭﻭﻭﻭﻉ يخسي عليهوو ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺗﺴﻠـميـﻪ ﻟﻲ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻣﻴﺴﻮﻥ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ﻭﺍﻧﺘﻲ ﻳﺎ رنو ﺳﺒﺐ ﻃﻼﻗﻚ ﺷﻨﻮﻭ رنا ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻴﻬﺎ ؛ ياااي ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﻓﻈﻴﻊ ﺗﺼﺪﻗﻲ ﻟﻘﻴﺘﻮ ﺑﻴﻠﺒﺲ ﺟﻼﺑﻴﺔ وعندو ﻋﺮﺍﻗﻲ ﻭالسروال ﺍلبربطوه بالحبل داك . يربطوك ف حظيرة الدندر بركه إلهي مولاي..
شتان ما بين هذا الحوار الذي يخلو من الأدب والاحترام ،والذوق واللياقة ، مهما كانت تصرفات الطرف الآخر ، اذا لم يصبر الطرفين على بعضهما لن يستمر زواج في الدنيا ، لأن الزواج هو رسالة وتضحية وتكوين عائلة وانجاب اطفال لعمارة الكون ورسالة ، ، كل طرف يأتي من بيئة مختلفة ومن عائلة مختلفة ، اذا لم يمنح اي منهما الاخر فرصة لتعلم التضحية وفهم الاخر لن تستمر الحياة . ووصية أم حكيمة تعلمت من الزمن وتجارب الحياة الكثير التي قالت كلاما رائعا لابنتها في ليلة الزفاف حيث قالت لابنتها ليلة زفافها وهي تودعها .." أي بنيّــة .. إنك قد فارقت بيتك .. الذي منه خرجت .. ووكرك الذي فيه نشأت .. إلى وكر لم تألفيه .. وقرين لم تعرفيه .. فكوني له أمة .. يكن لك عبدا .. واحفظي له عشر خصال .. يكن لك ذخرا .. أما الأولى والثانية .. فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة .. أما الثالثة والرابعة .. فالتعهد لموقع عينيه .. والتفقد لموضع أنفه .. فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح والكحل أحسن الحسن الموصوف والماء والصابون أطيب الطيب المعروف وأما الخامسة والسادسة .. فالتفقد لوقت طعامه .. والهدوء عند منامه .. فإن حرارة الجوع ملهبة .. وتنغيص النوم مكربة .. وأما السابعة والثامنة .. فالعناية ببيته وماله .. والرعاية لنفسه وعياله .. أما التاسعة والعاشرة .. فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا .. فإنك أن عصيت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره .. ثم بعد ذلك .. إياك والفرح حين اكتئابه والاكتئاب حين فرحه .. فإن الأولى من التقصير والثانية من التكدير .. وأشد ما تكونين له إعظاما .. أشد ما يكون لك إكراما .. ولن تصلي إلى ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك .. وهواه على هواك .. فيما أحببت أو كرهت .. والله يصنع لك الخير واستودعتك الله .
وارتفاع نسبة الطلاق خلال هذه الفترة كارثة بمعني الكلمة سواء كان هناك ابناء ام لم يكن ، لذلك على الجهات المختصة أن تعمل على دراسة هذه الظاهرة المدمرة التي تنذر بانهيار مجتمع وضياع امة ، وعلى علماء المسلمين بدلا من تجنيد الشباب للضياع وادخالهم الجنة بفتاوى غير معروف مدى صحتها ، وخلق فوضى في المجتمع والعمل على جمع المال الحرام باسم الدين ،يجب أن يعمل الجميع معا على توعية الشباب لمواجهة التحديات بكل منطق وواقعية وحمايته من اخطار المخدرات والتفكير غير السليم ، والعمل على تسليحه ضد التحديات المحتملة وخلق اجيال واعية وقوية للمستقبل بالتخطيط السليم وتعليمهم القيم والاخلاق السمحة وقبول الرأي الآخر في مجتمع معافى بعيدا عن العنف والضرب والقتل وتكفير الآخر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة