العملية السلمية كواحدة من آليات التغيير تلعب دورها في تحقيق وإنجاز تفكيك دولة الحزب الواحد الفاسد ، إستخدمت المعارضة السودانية كل الوسائل لمقارعة النظام السياسي القائم لكنها لم تتنهى بمحصلة "التغيير" وما زال تجري المحاولات ، وإن دل هذه الفشل يدل على ان هنالك فخ وداء يصيب المعارضة وبالمقابل لها صدمة داوية من طرف الاخر . بالرغم من أن النظام القائم اوالمؤتمر الوطني لم يكن هو الاقوى، و دكتاتوريته عظيمة بحد يعجز القوى الثورية إقتلاعه، وركائز حكمه ليست ثوابت إلاهية موهوبة او منزلة ومتقية عليه، لا يهز او يقلع ، ثمة عثرات تتمثل في ابجدية إستخدم الآلة المناسبة في اونها الضارب يحدد سريان امور المعارضة السودانية غالباً ونحن فى عتابه الآن . فحجم السرطنة التي تلوي بالمجرمون في النظام ،وتفاقم القضايا العالقة تحدد أي عملية سلمية حقيقية تفضى للتغيير لتمكن العملية من التحول الديمقراطي وبناء دولة القانون ومعالجة كل المشكلات و الصعود نحو السلام والإستقرار والتنمية،هي محالة تماماً بان تحققها العملية السلمية التى تضع حدوداً ويشمل بعض الشي من ذات الورق القديمة المتمرد عليه المعارضة ضمن بدائل الآتية في مشروع الوفاق في سلسلة للتغيير ، هي العملية التي تعرف وتحدد كل محتوى ومجريات الإصلاح ، يصعب للنظام ورؤسه من الحكام الكبار بإن يمررو عبارة تنص على محاسبة المجرمين في الفساد المالي والإداري والجنائي الذي إرتكبه كبار وفي رأس السلطة الطاغمة ، ومن الاصل شرعية حكومتهم نيلو عبر القتل و التشريد والحرق والتنكيل والكبت وإنتهاك جميع حقوق مواطن السوداني وذلك بدءاً منذ أنقلابهم المشؤم في 30 يوليو 1989م. فتجارب العمليات السلمية التي خلصت باتفاقات السلام كثر ومستمرة ويؤشر التقيمات لذلك كلها بالفشل في تنفيذ مع اتفقت وعهدت عليها ،نتيجةً لغياب الإرادة السياسية وجدية النظام في تنفيذه . بمعنى للنظام بتنفيذه للاتفاقيات هزيمة لمشروعاته وحكومته وهذا شي فعلى لذلك سيستمر نهج المراوغة والمزاولة للمؤتمر الوطني في تعامله مع المنابر بوعيه الفطير هذا وسلوكياته القذرة لضياع الوطن وإجهاض كل المحاولات و وتفويت الفرص الممكنة لححلة القضايا لان الحل سوف لن يفيده ما دام هو الداء. مزاعم الهبوط ، ناعماً او خشناً ليست من تمنيات المعارضة السودانية بالنظر لظروفها المعقدة ، من التشرزم والشتات والتراجع المفارق لها ، ولا يفيده بشئ ،وفي هذه المرحلة الغير مشرفة لخوض العمل السلمي المفاوض عليه ، العملية السلمية مهما كانت سهولته وبساطة ثمنها إلا إنها ما عليها من لوازم لابد تقتضيها وتفيها في كفها امام ميزان القوى الصادمة. تصر القوى الدولية عبر الية الافريقية الرفيعة المستوى بقيادة ثامبو امبيكي _الوسيط المشترك_ لأحلال الوفاق والسلام عبر منابر العملية السلمية المطروحة بين بريلن والدوحة واديس ابابا وربما جوبا لاحقاً، ولكن سوف تتعثر كل هذه المحاولات ، لسبب لأن الآلية تقود مبادرة متناقضة للوقائع ، واوجه متضاربة اي متقاطعة في سلم الاحلام والنفوذ الذي يسعى إليه بعض دول المنطقة ، بذلك يتضارب مصالح الحرب والسلام في المحيط الأقليمي والدولي سياسياً وامنياً وينتهج الوسيط نظماً للتوسط على الاطراف (معارضة وحكومة) احياناً بالتقاعس من دورها الحيادي ومرة بالمزايدة وإفراط من حق بين الطرفين ، والحياد عنها في محل ضعف نسبتاً لغياب الثقة وتنفيذه بشكل غير مباشر اجندة لطرف الحكومة _ووجهت المعارضة اتهامه لثامبو على هذه الشاكلة . كما تنتقص الآلية من اعتبار ودعوة لمجموعات وحركات موجودة لها انشطتها وحجمها في ميدان القوى من تمثيل دورهم ، بجانب المقاطعين والرافضين للعملية، وبغياب اي جسم من العملية السلمية سوف تكون هي العثرة الاولى في عرقلة التسوية التي ينشده الآلية. ثمة موجة ضغط تضخها القوى الدولية للاطرف للأنخراط واحلال السلام يتجاوز الإرادة و الأمكانات اللتان يحققان التغيير والتحول الديمقراطي ، هو تحدي للإرادة وسعي سافر لآمال وتطلعات الشعب السوداني في الحرية والكرامة ومحاسبة المفسدين والمجرمين ورد المظالم ، عندما يأتي الضغط فوقه مصالح واهدف يخص الدوليين وإمبراليتهم ، حيث يتحاشى النفوذ حال شعبنا المزري لخوض قصري وتحميل عواقب وخيمة مكشوفة حيال هذه النبكة التي يحاك فيه مصير الشعب السوداني عبر هذه العملية. تتكمن الفرصة الوحيدة للوساطة والداعمين الدوليين والاقليمين في تعزيز دورهم في حزمة واحدة لجهودهم و فى تجاه واحد، بعيدا عن مصالحهم ، لأنقاذ الشعب السوداني من الأنهيار ويسهمو بشى للانسانية . نحن بشئ لنصارح النفس ، ان السودان يمر بمنعطف خطير ، وازمات شائكة ومستمرة هدامة وكل المؤشرات يعول نحو الأنهيار الكلي ، نتيجةً لفشلنا في ادارة مشكلاتنا و وتعنت النظام لحلها، تعد ايضاً هذه المرة للعملية السلمية "فرصة" لترك كل السلوك والمناهج الذي يتعامل به النظام سابقاً، عليهم ان يتخذو موقفاً وعملاً حاسماً للازمات السودانية مع المعارضة السودانية ، الوضع لم يتحمل اكثر من ذلك ، هو يصرخ وينزف ويزرف ، ويكفي المماحكة والتكاتيك الخدع ، والزيف البربري الذى صوغ به كل سابق وطنياً وسياسياً ، الآن تدق ساعة إنتشال الوطن من حافة الهاوية،ليست عيباً الاعتراف والتراجع عن خطاية ، عيبكم هو التمادي والإصرار على المضى قدماً في الدمار والهلاك والتهميش والظلم، السودان للجميع وينبقى ، ولا خيار للنظام امامه سواء الإستعداد في دفع مستحقات العملية السلمية،ويحسن نواياه ،ويتنازل لصالح التغيير ،والتغيير مسألة حتمية،ليقبل بأقل الخسائر ، وليفادي نفسه والوطن من الصدمات ، والمزيد من الحتك والدمار ،وتخفيف عباء الاهانة والذل عن شعبنا العظيم ، هيا اتركو العنانية والإبتزاز للوطن والمواطن ، اقصر ملفكم في هذا الحد من الجرائم والظلم والعنجهية بأسم الدين بواسطة السلطة،يكفيكم ثلاث عقود فيه راءت الشعب موته حياً ومهاناً،وطفتو بالوطن بشلالات دماء شعبه ، وبحار من دموع اليتامة والآرآمل ، وذاق الشعب مرارة الحياة والدنيا في ظل حكمكم الباطش . وإلا. يتطر المنطر مواطناً ومعارضاً من خيوري الوطن المد بكفاحهم في معركة حاسمة او هازمة يلحقكم هزيمة نكراء ، تقتص الوطن وانتم إلي ماوراء الشمس ، حان الآوان لنثبت موقفاً وطنياً كأبناء وطن واحد ،وتحويل كل الطاقات نحو الوطن الواحد الموحد حراً كريماً عظيماً يسع كل أبناءه او حتى يكتمل الطوفان . [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة