· رأيي الثابت هو أن قرار الاتحاد الخاص بتحجيم مشاركة المحترفين الأجانب والمجنسين لن يضر الهلال بالدرجة التي يتصورها البعض. · وحين قلت في مقالي السابق مشاركة اثنين في مباراة وغياب الثالث لا تضير، فذلك معناه أن يشارك هذا الثالث في المباراة التي تليها ليغيب أحد المشاركين الأولين، وبذلك يكونوا جميعاً قد استعدوا للمباريات الأفريقية، فليس بالضرورة أن يشارك اللاعب في جميع المباريات حتى يكون جاهزاً. · هذا طبعاً بافتراض أن جميع المحترفين الأجانب الذين سجلهم الهلال سيكونوا مؤهلين فنياً للمشاركة كأساسيين. · وهذه الجزئية الأخيرة بالذات أغفلها الكثيرون حين ثاروا ضد قرار الاتحاد. · نسوا أنه حتى يومنا هذا يجلس مجنس مثل جيوفاني احتياطياً للاعبين صغار مثل الشعلة. · وأغفلوا أن مدافعاً مثل أوتارا سبق أن جلس على دكة البدلاء حتى تعبت منه الدكة نفسها. · استغربت لحديث اللاعب السابق وعضو مجلس الإدارة الحارس القدير زغبير الذي يقارن حالنا ببلدان مثل فرنسا، وهو يعلم تمام العلم أن الفارق بيننا وبينهم كالمسافة بين الأرض والسماء. · صحيح يا كابتن أن (الكورة) هناك تتطور بوجود اللاعبين الأجانب. · لكن أين المنظومة التي تعين على تطور الكرة عندنا! · وهل يقارن زغبير محترفي فرنسا بأنصاف المحترفين الذين تأتي بهم أنديتنا كل عام أو ستة أشهر؟!ّ · من حق اللاعب السوداني أن يجد فرصته الكافية، سيما في وجود محترفين جلهم أقل منه موهبة. · لذلك لا يفترض ان نستنكر على الاتحاد ورئيسه البروف شداد فكرتهم ومحاولاتهم لإتاحة المزيد من الفرص للاعبينا المحليين. · وأي كلام غير هذا أعتبره شخصياً شغل بروباجاندا إعلامية ودعايات انتخابية ومحاولات لاستمالة جماهير الكرة. · علينا أن نعترف بأن غالبية المحترفين الأجانب الذين يأتون لبلدنا بمبالغ زهيدة ليسوا على ما يرام. · ومثل هؤلاء لن يفيدوا لاعبينا كثيراً. · بل على العكس، ففي أغلب الأحيان تجدهم قد تأثروا ببيئتنا غير الاحترافية في كل شيء ليصبحوا مثل لاعبينا المحليين في تعاملهم مع مفهوم الاحتراف المنقوص دوماً عندنا. · وسرعة تأثر هؤلاء اللاعبين بالسلوك السالب للاعبنا المحليين مؤشر واضح على أن هذه ليست النوعية التي يمكن أن تفيد كرة القدم السودانية. · فالمحترف الجاد الموهوب حقيقة لا يأتي بمبلغ زهيد. · كما أنه لا يتحمس للعب في بلد يجره للوراء بدلاً من دفعه للأمام على صعيد مهنته. · لسنا سذجاً لدرجة تصديق تصريحات بعض اللاعبين الأجانب من شاكلة " الهلال أو المريخ بوابتي للاحتراف في أوروبا". · فنحن الأكثر بعداً عن أعين كشافي المواهب في قارتنا الأفريقية. · ولم يعد هناك من يهتم بمواهبنا لأن ( الفينا اتعرفت) بالنسبة للآخرين. · أي لاعب سوداني وجد فرصة للاحتراف، حتى في بعض الأندية الضعيفة فنياً، لم يستغلها كما يجب لأن الفكر مختلف تماماً، بل منعدم في الكثير من الأحيان. · ولهذا لن نصدق حكاية أن الهلال كبير أفريقيا. · إذ ليس منطقياً أن تسمي نفسك كبيراً لقارة لا تحظى بأي بطولة فيها. · فبأي منطق تكون أنديتنا بوابة للاحتراف الخارجي لأي لاعب أفريقي؟! · ده كلام جرائد، لا يجدر بنا تصديقه وإلا أصبحنا مجرد مشجعين عاطفيين لا يحق لهم أن يملأوا مساحات الصحف لكي يقرأ لهم الآخرون. · أخلص من ذلك إلى أن كلام الكابتن زغبير لا يختلف كثيراً عن كلام المشجعين العاديين. · وإن كنا نرغب في أن تتطور كرة القدم السودانية حقيقة، علينا في الأول أن نطور مفاهمينا ونصدق مع أنفسنا والآخرين. · أما أن نكون على تخلفنا المفاهيمي وتعاملنا العاطفي مع كل ما له علاقة بأنديتنا، ثم ننفق بعض الأموال لجلب محترفين من هنا أو هناك ونتوهم أنهم سوف يسهمون في نهضة مفترضة لكورتنا فهذا هو الوهم بعينه. · حمدت الله كثيراً على أن بعض الزملاء انبروا للدفاع عن البروف شداد ومحاولاته لتقديم ما يرضي الرياضيين. · فقد واجه الرجل حملات شعواء. · كنت أعلم منذ انتخابه أن بعض المحيطين به سيكونوا خصماً على تاريخه. · لكن منتقدي الرجل نسوا أنه عبر في أول تصريح له بعد فوز مجموعته عن أسفه للجوء الناس في السودان لرجل اقترب من المقابر لكي ينقذ لهم الكرة في البلد. · ما قاله شداد يومها عكس زهده في المنصب. · وبدلاً من الانتقادات والهجوم الشديد عليه كنت أتوقع من هؤلاء المنتقدين أن يبحثوا في الأسباب التي جلعت الناس يستغيثون بالبروف بعد كل سنوات غيابه عن الساحة. · لماذا فشل الشباب ومن لم ( يهرموا) أو ( يخرجوا من الشبكة) في إدارة الكرة في البلد؟! · حين يفشل الصغار، يتوجب علينا أن نحترم الكبار ونخاطبهم بشيء من التقدير لما قدموه خلال مسيرتهم الطويلة، لا نطلق في حقهم العبارات غير اللائقة وغير المهذبة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة