كان ضد الإنقاذ حتى منتصف الليل، ومع عوعاي ديكٍ كذوب، ألفيناه مشاركاً في حكومة الخرطوم بدرجة وزير.. هذه هي خلاصة رحلة هذا المجاهِد، ذرب اللسان في نقد النظام.. المجاهد الذي دخل التاريخ بـ (كيس نايلون). اليوم وبعد التنزيلات والتخفيضات التي حدثت في الجسد الوطني والشعبي معاً، هل نجده ضمن قائمة النّقاوة، هل تأكد صعوده للتشكيلة المنتقاة، أم ظهر مع المستشارين؟ هل حصل شيخ حسن، على ترقية في ناحية أخرى ضمن الطاقم الانقاذي المُستتر، ما يمكنه من حرية الحركة، تحت شعار تفكيك الشمولية من موقع متقدِّم، أسوة برفيق دربه – حبيبه – في المُدافَعة من أجل مستقبل واعِد للديمقراطية والحياة الحرة الكريمة في هذه البلاد؟. هذا المجاهد– البيئة- فرض على البسطاء من أبناء شعبنا شراء كيس النايلون بجنيهين، لحمل خبز بربع وزنه وبأضعاف سعره المُعلن… من أجل هذا لن تلفظه الثورة ولن تأكله كما أكلت شيخها، كيف ذلك وانجازاته تتحدث؟. بقرار منه أصبح كيس النايلون أغلى من الرغيفة، حتى يعود الفضل لأصحاب المصانع.. منعَ الأكياس لتلويثها البيئة، وكان في إحدى انفعالاته الأركانية يقول: إما أن يبقى النظام ونحن نقعد في بيوتنا ونلبس طِرَح ونديهو قروشنا، أوهو – النظام – يمشي!. مرت السنوات عجافاً وبقي النظام حتى تأنقَذَ (الأنصاري)… تأنقَذَ حتى فقدَ الرّقبة.. تأنقَذَ حتى نسي الرّاتِب وقبضَ الرَّواتِب!. نسي أقواله، وحيّرنا في سلوانا مع الأكياس.. انخرط ككومبارس في مكنة معطوبة، دونَ أن يستوعب أنه مجرد ورق. أنه نوعاً من مناديل السياسة لمسح تعرُّق السلطة. من وماذا ولماذا، وكيف؟. من هو السياسي المؤهل لمغالبة مصلحته الشخصية في سبيل قناعاته الجمعية تجاه الشعب والوطن؟. ماذا عليه أن يكون، في سبيل تحقيق هذا الهدف؟. لماذا يكون هو عينه من يؤمن بذلك، وكيف يكون ذلك؟. ظلت الخرطوم في عهده تهرش أقدامها.. كانت أحوج ما تكون للنظافة.. كانت أحوج ما تكون لجيوشها الجرارة مِن عربات وبراميل وعمال محترمي الرواتب. أدخلها هذا المجاهد في اجراءات، ورسوم نفايات، حتى أصبحت في حوجة لإستيراد شركة مغربية للنظافة.. ومع ذلك، مع ذلك لم تغدُ الخرطوم نظيفة كالدار البيضاء، ولا عملت الشركة المستورّدة على فرز النفايات وإعادة البلاستيك والحديد والورق، ولا أفادت من مخلفات النبات وبقايا الطعام، ولا اضطلعت باتلاف علمي للمخلفات غير المفيدة بما يحمي البيئة. لو اجتهد هذا المجاهد في حزم الخرطوم بالأشجار.. لو ملأت ثورته الإنقاذية شوارعنا خُضرة، أو أخرجت من بين الأنهار قنوات تشق عنان المدن الثلاث، لو فعل ذلك لتغيرت بيئتها ومناخها ومزاج ساكنيها.. كان يريد فعل ذلك. كان من الممكن أن يفعل ذلك، لو أنكم صبرتم عليه قليلاً. ولكنكم لم تصبروا على مساعيه وجهوده الحثيثة في إصلاح البيئة.. الله المستعان- يا شيخ حسن- وعليه التكلان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة