متى نُصدِّر الفاكهة ؟ بقلم اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 07:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-04-2018, 04:21 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
متى نُصدِّر الفاكهة ؟ بقلم اسماعيل عبد الله

    03:21 PM November, 04 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    أن نسمع خبراً عن إستيراد بلد مثل السودان للمنتجات الزراعية من جيرانه , لهو الفضيحة الكبرى التي ترقى إلى مستوى العار , في الوقت الذي ما تزال فيه البلاد غنية بالتربة الخصبة و المياه الوفيرة , ابتداءً من المياه المندفعة نحونا من بحيرتي تانا وفكتوريا , و انتهاءً بالأمطار الغزيرة المنهمرة على سهول السافنا الغنية على امتداد مساحات شاسعة و واسعة , من آلآف الهكتارات المربعة في جنوبي كردفان و دارفور لوحدهما , ما يمثل عاملاً طبيعياً لا تحظى به كثير من البلدان التي تشاركنا هذا الكوكب , ففي الصين مثلاً , المزارعون يمارسون نشاطهم الزراعي على سفوح وقمم الجبال , مما يزيد من الجهد الذي يبذله هؤلاء المزارعون الصينيون أكثر مائة مرة من مجهودات مزارعينا , الذين حباهم الله بأرض بكر سهلة ومنبسطة التضاريس , و محتوية على كل العناصر الداعمة لإنبات أي بذرة تسقط في جوفها , هذا بالإضافة إلى التنوع المناخي الذي يوجد في هضبة وسلسلة جبال مرة , التي تعتبر المنطقة الوحيدة بالبلاد في تمتعها بمناخ البحر الأبيض المتوسط , وهو الطقس الذي تنمو و تثمر فيه غالب أشجار الفاكهة , وعلى ذكر منتجات الفاكهة فإنّه من الواجب علينا أن لا نتجاوز منطقة جبال النوبة , فهذه الجغرافيا ذات الطبيعة الساحرة و الجاذبة , بها ثروة عظيمة من فاكهة الليمون و البرتقال و القريب , خاصة عندما ننحدر شرقاً باتجاه مدينة (ابو جبيهة) , سيدة إنتاج المانجو , فلو يعلم الناس أن التالف من فائض إنتاج هذه الفاكهة الشعبية , والذي يلقى في القمامة نهاية كل موسم , لضحكوا قليلاً ولبكوا كثيراً , فهذه الفوائض غير المستفاد منها من فاكهة المانجو تعادل تماماً تلك الكميات المهولة من الموز ,الذي يجنى سنوياً من حدائق كسلا و سنار ولا يجد السوق الكفيلة باستيعابه , فيذهب فائضه إلى حيث ذهب مانجو ابو جبيهة.
    ما تمتليء به أسواق المدن الخليجية من فواكه قادمة من مصر و بلاد الشام , يمكن ان تشارك فيه منتجاتنا الوطنية الزراعية بقيمة تنافسية عالية و بجدارة منقطعة النظير , و السبب يكمن في أن هذه الفواكه السودانية المنتجة في كل من أبو جبيهة و جبل مرة و كسلا وسنار , بريئة وخالية من الأسمدة و الكيماويات , و ناضجة بنموٍ طبيعي دون أي تدخل من تدخلات العقل البشري , فالمستهلك في هذه المدن الخليجية يعي تماماً قيمة وجودة ما تنتجه البيئة السودانية , من ثروات زراعية و حيوانية , فهو صاحب تجربة طويلة الأمد مع الماشية التي يستوردها من بلادنا في مناسبات أعياد الأضحى , و على علم تام بأن الخراف السودانية شربت وارتوت من مياه امطار نقية , و أكلت من عشب المراعي البرية التي نبتت بسقيا ذات المياه المطرية العذبة , وبما ان عالم اليوم قد اجتاحته فوبيا المواد الغذائية المسرطنة , فان منتجاتنا لن تبور اذا ما اقتحمنا بها السوق الاقليمية و العالمية على حد سواء , لأنها تمتلك التميز في الجودة , وهي بعيدة كل البعد عن الخطر الصحي أو احتمالية الإضرار بالإنسان , وفوق هذا وذاك قلة تكلفة صناعة وتجارة الفاكهة في بلادنا , فعندما ترى كلمة (صنع في) على كرتونة الجوافة مثلاً , في أي سوق من هذه الأسواق آنفة الذكر , فانّ هنالك سؤال بديهي يتبادر إلى ذهنك , وهو كيف تصنع الفاكهة ؟ , وفي حقيقة الأمر إنّ عملية صناعة الفاكهة هي عملية بسيطة جداً , تبدأ بجمعها وحشوها في كراتين ثم وضعها داخل براد (ثلاجة كبيرة على ظهر شاحنة) , ليتم ترحيلها إلى ميناء المستورد عبر الطريق المعبّد إلى ميناء المصدر (بورتسودان) , هذه بكل بساطة عملية صناعة الفاكهة , فكلفة انتاجها تنحصر في اجور العمال الذين يجنونها من أشجارها , ثم قيمة الكرتونة التي توضع فيها (التغليف) , و تكلفة ترحيلها الى المحطة الاخيرة , فصناعة الفاكهة ليست كصناعة السكر أو الزيت , وعملية إجراء تصديرها من أسهل العمليات , فهي ليست كالماشية والثروة الحيوانية التي تكون بحاجة إلى رعاية ممرحلة , و تغذية وسقيا مستمرة تبدأ من المراعي التي تعيش فيها , وصولاً إلى المستهلك في البلد المستورد , فإنّ كل ما تحتاجه الفاكهة هو ان توضع في داخل (براد).
    ففي ظل الأوضاع الإدارية المتردية التي تشهدها البلاد , لن نستطيع أن نصدر المانجو و البرتقال و الموز و القريب فروت , أقول الأوضاع الإدارية المتردية وليست الاقتصادية , لأنه وبحسب قناعتي الشخصية أن الإشكال في بلادنا هو إشكال إداري أكثر من كونه معضلة إقتصادية , ذلك لأن الأرض ما زال يتفجر باطنها ذهباً و وعداً و تمني , و بساتين الغرب و الشرق تؤتي اكلها كل عام , فيأكل فائض ثمارها الطير , وملايين البراميل من الذهب الأسود ما زالت كامنة في جوف الأرض , تستغيث حتى تخرج لكي تضخ عبر الأنبوب , إلى أسواق الدنيا اللاهثة وراء الحصول على الطاقة و مصادرها , لكنه سوء الإدارة و الفساد المقنن و الممنهج , الذي غرس أنيابه عميقاً في جسد هذه البلاد الغنية والطيب أهلها , فالشركة التي تمتلك الأصول الثابتة و المتحركة والذبائن و العملاء الراغبين , لن تفشل أو تخفق إلا بفشل وإخفاق المدير التنفيذي المتواضع في مهاراته الإدارية , و الفاقد للرؤية الحصيفة والثاقبة , فنحن هنا قد أخذنا عنصر الفاكهة كأنموذج فقط , حتى ندلل به على (كسل) العقل الإداري لدينا , وليس كسل الانسان السوداني , كما ظلت تروج لهذه الفرية كثير من دوائر الإعلام المجتمعي لدول الإقليم , فمزارعونا يزرعون حقولهم في البكور , و رعاة الجمال و الأبقار و الأغنام يرعون فجراً مع مسارب الضوء , ليتخيرون لحلالهم السمين من الغث من العشب , إذاً المشكلة إدراية محضة , وتتعلق بالتكلس الذي اصاب المؤسسات المفصلية للدولة , فبلادنا غنية بموردها الطبيعي , فقط ينقصها ذلك المدير النابه والحاذق , الذي يعرف كيف يحرك عجلة المنفعة ويقوم بتدويرها داخلياً و خارجياً , بحيث تعود مخرجاتها بالفائدة على المزارع و الراعي و الموظف ثم التاجر , فالمشكلة السودانية برمتها تشبه إلى حد بعيد الجلطة الدموية , التي تقف حائلاً دون تدفق الدماء المؤكسدة إلى بقية اجهزة الجسم الحيوية , من قلب و مخ و رئة , فالمنظومة الإدارية لدى بلادنا هي مثل هذه الجلطة الدموية التي شلت جسد الوطن شللاً كاملاً , فاقعدته وجعلت قيادته في رحلة طواف دائمة ودائبة , حول أقطار وعواصم الدنيا من مشرقها إلى مغربها بحثاً عن الطبيب المداوي , جاهلة أو متجاهلة أن الطبيب والدواء كلاهما موجودان على سطح تربة الوطن الخصبة , لا المحيط الخارجي , وأن الحل ينبع من صميم الضمير الحي لأبناء الأمة , و من مواردها الطبيعية الكائنة فوق وتحت أرضها.
    المشهد العام لظاهرة انسداد الأفق لدى المنظومة الحاكمة في بلادنا , وفشلها الكبير في إيجاد الحلول الناجعة لهذه الأزمات الخانقة في كل الأصعدة , والتي ادخلت المواطن السوداني في دوامة مملة من الحيرة و الإحباط , وفقدانه لثقته بنفسه و بالنظام , هذا مع علمه ويقينه التامين من أن أرضه تكتنز الذهب , وتنبت فوقها اشجار المانجو و الموز و البرتقال , هذا المشهد التراجيدي يجسده بيت شعر , للشاعر الجاهلي صاحب إحدى المعلقات السبع , وهو طرفة بن العبد , حين قال :(كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ , والماء فوق ظهورها محمول) , فبرغم ما تجود به ديارنا من ثروات إلا اننا قد فشلنا في إدراة هذه الثروات المتنوعة , كفشلنا في إدراة تنوعنا الإثني و الجغرافي و المناطقي , فاندلعت الحروب الأهلية جراء هذا القصور و الإنتكاس الإدراي , على الرغم مما نحمله على ظهورنا من مقدرات إقتصادية واعدة.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]



























                  

11-04-2018, 05:20 PM

حبوبة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: متى نُصدِّر الفاكهة ؟ باقلم اسماعيل عبد ال� (Re: اسماعيل عبد الله)

    بل قل متى نأكل الفاكهة ؟
    الفاكهة صارت ترفا وامنية بعيدة المنال لمعظم الشعب السوداني جبل مرة وجنوب كردفان كانا مصدر الفواكه الرئيسية في البلاد والآن اشعلها الاخوان المسلمين واتباعهم حربا فلم يعد هناك انتاح الحرب العنصرية القذرة
    زمان كانت تصلنا( منقة ) جبل مرة و(برتقان )جبل مرة (منقة ابو جبيهة ) لا وكمان حتى ليمون بارا سمعنا بان المجرم هارون يريد نزع المزارع من اصحابها فلم يعد هناك ليمونا تخيلو الليمونة الواحدة مرات بتكون ب5000 جنيه !!!! (خدعة الاصفار ) ما بتمشي علينا .موز كسلا اختفى بعد ان اصاب اهلها (الشكينغونيا ) بل وقبل ذلك لكثرة الجبايات والرسوم عليه
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de