*تكتسب الفنون الجميلة أهمية خاصة في المساعدة على تربية الناشئة على القيم والاخلاقيات الحميدة على الأخص في ظل إنشغال الأمهات والاباء وأولياء الأمور باللهث المادي وراء تلبية الحاجات المادية وتراجع الإهتمام بالأطفال. *مع تراجع بل إختفاء دور الأمهات والحبوبات" الجدات" عن حكي بعض الحكايات المشحونة بالدلالات والمعاني والقيم الاخلاقية والسلوكية تزداد أهمية البرامج التربوية الموجهة للاطفال وحُسن توظيفها ل"سدالفرقة" في العملية التربوية. *هناك مبادرات طيبة للقيام ببعض الممكن لتعويض الأطفال والأجيال الناشئة من البنات والأولاد بتأليف بعض القصص والحكايات المزودة بالرسومات الإيضاحية التي تيسر فهم الرسالة التربوية وتعمق في دواخلهم القيم والمضامين الأخلاقية التي تحملها لهم. *من بين المبادرات المقدرة في هذا الصدد ما قامت به معلمة مادة الفنون الجميلة رندا عبد المطلب محمد يس خريجة كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا التي أعدت مجموعة قصصية من تأليفها ورسمها وتصميم وإخراج هاجر إبراهيم. *إضافة لذلك فإنها شاركت في عدد من الورش الفنية للرسم والتلوين الموجهة للأطفال وتدريس ذوي الإحتياجات الخاصة، وقد شاركت مع إحدى الدارسات في المهرجان الدولي للموسيقيين والمبدعين الذي عقد بتونس في الفترة من 27 - 30 سبتمبر الماضي. *من بين المجموعة القصصية التي ألفتها حكاية رمزية عن ضرورة المحافظة على صحة البيئة من التلوث تحكي فيها كيف أن مجموعة من الضفادع الخضراء الجميلة ضاقوا ذرعاً من أفعال الإنسان في المياه التي لوثتها وأصبحت رائحتها كريهة. *إتفقت الضفادع مع الأسماك والطيور على ضرورة إخطار الإنسان بما فعله في المياه والبيئة من تلوث وأضرار باتت تهدد حياتهم، وقررت ملكة الضفادع "الساحرة" معاقبة صاحب مصنع لأنه ظل يلقي مخلفات المصنع في المياه، وحولت صاحب المصنع إلى نصف إنسان ونصف ضفدع . *بعد ان تحول صاحب المصنع إلى نصف إنسان ونصف ضفدع صحبته ملكة الضفادع ليشهد بنفسه الاثار الضارة التي سببها بإلقاء مخلفات المصنع في المياه، وشاهد بنفسه كيف أن بعض النباتات بدأت تذبل بسبب التلوث، وغاص معها في البحار ووقف بنفسه على الأضرار التي سببتها مخلفات السفن والبواخر وكيف أن بعض الأسماك نفقت وإنقراض أنواع نادرة من الحيولانات البحرية . *بعد ذلك طلب صاحب المصنع من ملكة الضفادع الساحرة إعادته لطبيعته البشرية، وما أن عاد إلى طبيعته حتى قاد بنفسه حملة واسعة لحماية البيئة من كل أنماط التلوث التي يسببها البشر بأفعالهم غير المسؤولة. *مثل هذه المبادرات التربوية تستحق الدعم والمساندة وتعميها في المناهج الدراسية خاصة في مرحلة الأساس التي تسهم إسهاماً كبيراً في تشكيل وجدان الأجيال الناشئة وبلورة شخصياتهم في المستقبل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نور الدين مدني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست