في هذه الحلقة وحلقتين أخريين نستعرض تجارب سودانية وعالمية في مجال تعميم الخطط والاستراتيجيات. نهدف من وراء هذا الأستعراض عدة أشياء : المنهجية (الأسلوب) الذي أتبع في صياغة الخطة / الاستراتيجية . تكاملية خطوات مراحل/الخطة/الاستراتيجية (هنا نشير للخطوات التي ذكرناها في الحلقة (1) : تصميم/صياغة : تنفيذ: متابعة وتقييم). المشاركة في وضع الخطة/ الاستراتيجية. الي أي مدي تطورت قدرات السودانيين (بشر ونظم ومؤسسات) في مجال التخطيط. التجارب التي سنستعرضها للأستفادة والاستهداء بها). اولاً: التجارب السودانية : الخطة الخمسية للتنمية الأقتصادية والاجتماعية (75/1974 – 71/1970). إخترنا لهذه الخطة لسببين : إنها صممت بواسطة فريق خبراء روس ]مكون من رئيس و (16) خبير و (6) مترجمين و (2) سكرتيرين[ . ] ننبه لما ذكرناه في الحلقة (2) ان الروس هم من ابتدعوا نظام التخطيط المركزي وصياغة الخطط الخمسية علي وجه التحديد [ . لانها مهدت لافكارها وقراراتها انطلاقاً من الخطة الخمسية التي سبقتها ] 66/1965 – 70/ 1969[ وفري هذه حسنة تحسب لها . بعد ان بينا لماذا أخترنا الخطة الخمسية (75/1974 – 71/1970) ندخل في تباين حالها وتحليل بغية وتقييمها عمليا وعلمياً. خصص الباب الأول لاهداف الخطة حيث ذكر ان الخطة تهدف لتحقيق أهداف قدمتها ثورة مايو التي أتخدت الفكر الاشتراكي طريقاً للتنمية وطريقاً لخلق اقتصاداً وطنياً يحقق نمواً وزدهاراً للشعب السوداني كما يحقق تطوراً في الثقافة والتعليم والصحة. أنطلاقاً من تلك الديباجه الفلسفية المعبرة عن الفكر والنهج الاشتراكي حددت الخطة (17) هدفاً يراد تحقيقها اثناء فترة الخطة وهي : السعي لزيادت الناتج القومي بمتوسط معدل سنوي قدرة 8.1% مقارنة بمعدل سنوي 4.7% في الخطة الخمسية السابقة . زيادة الايرادات الحكومية بنسبة مئوية 11.9% مقارنة بنسبة . زيادة مساهمة الانتاج الحيواني للناتج القومي بنسبة 77.3% . زيادة مساهمة الانتاج الحيواني للناتج القومي بنسبة 75.5% (يقصد بهذا الهدف الانتاج الحيواني الموجود في الأسواق ). زيادة نسبة الإنتاج الصناعي للناتج القومي بنسبة 57.4% وادخال منتوجات جديدة لتلبية متطلبات الاستهلاك المحلي بواسطة تطوير ونمو الانتاج الصناعي القومي . تطوير حجم رأسمال العام وزيادة مساهمة في المجالات الخدمية والمجالات التعليمية والثقافية بنسبة 60% والصحية بنسبة 82% والمنافع العامة بنسبة 58% وكذلك المساهمة في تطوير المجالس المحلية والمؤسسات العامة والوزارات المركزية . تطوير شيكات الكهرباء في المدن والقري . تحسين الميزان التجاري وميزان المدفوعات. زيادة حجم حركة نقل الناس والبضائع في كل وسائل النقل العامة . الإسراع في إنجاز مشروع مياه الشرب وبخاصة في مناطق الريف (حملة محاربة العطش). اعطاء أسبقية لقطاع الخدمات الاجتماعية الحكومية وقطاع التعاونيات الانتاجية تمشياً مع النهج الاشتراكي للتنمية . اشراك القطاع الخاص في المشروعات الاقتصادية والخدمية ذات الأهمية القومية (في حدود مبلغ 170 مليون جنيه سوداني). تأمين زيادة في الناتج القومي بنسبة 31% بنهاية الخطة في (75-1974) . تحقيق استخدام كامل للقوي العاملة القادرة ومؤهلة اقتصادياً ]القضاء علي العطالة[ . النهوض برفاهية الشعب وذلك بزيادة انتاجية العمال وزيادة الخدمات الاجتماعية. ورد في الصفحة (3) ]من وثيقة الخطة باللغة الانجليزية [ان كل الاهداف والوسائل جاءت متداخلة ومترابطة ومتوازنة مكونة كياناً عضوياً متكاملاً. ثم تناولت الخطة بشكل مبسط الأهداف المقترحة لكل قطاع : زراعي ، حيواني ، الصناعي ، الطاقة، النقل ، الاتصالات ، الثقافي ، التعليم والتريب ، التجارة الخارجية ، العلاقات الخارجية . أفرزت الخطة سطوراً معدودات لكيفية تنفيذ الخطة: تمت الافادة ان اهداف الخطة والمعايير والنسب المئوية المقترحة تأسست علي إمكانات واقعية – احتمالية (Realistic Potentialities) لواقع البلاد. ألزمت الخطة جميع الوزارات والمؤسسات العامة والتعاونيات والقطاع الخاص بتوسيع وتفصيل اهداف ومعايير الخطة لتصبح اكثر عملية وان تأخذ هذه الكيانات في الحسبان مايتم إنجازه في كل عام لمعالجة القصور الناتج من التجربة والواقع العملي . هكذا حول الفريق الروسي مسئوليته المتعلقة بتحويل الخطة الخمسية الي "برنامج عملي" تؤدي لتفعيل الخطة . من بعد هذة المحطة المحورية الخاصة بتفعيل الخطة قام فريق الخبراء بتخصيص بقية فصول الخطة (- XIVΠ ) لمقارنة ارقام الخطة الخمسية (70/69 – 66/1956). يلاحظ غياب قوائم لمراجع او مصادر المعلومات التي اعتمدت عليها الخطة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة