*أحياناً أحس بأنني أتابع مسرحية عبثية لا يعرف حتى أبطالها متى تنتهي وسط مشاهد مقلقة لايكاد المشاهد أخذ أنفاسه من التداعيات المأساوية التي تجابه المواطنين بشراسة على أرض الواقع. *وسط لعبة شد الحبل التي شهدتها الساحة الإقتصادية في السودان عقب قرار "صناع السوق" - وهذا هو إسم اللجنة التي شكلت وكلفت بإعلان سعر الدولار وليس تحديده، لا تسألوني كيف ؟ فأنا مثلكم ومثل صناع القرار الحقيقيين لا أعرف .. تجري مشاهد سياسية أخرى أكثر عبثية. *من ذلك ما حدث تحت قبة المجلس الوطني "البرلمان" الذي شكلته مخرجات حوار قاعة الصداقة بالخرطوم بأغلبية من نواب حزب المؤتمر الوطني وأقلية مخترقة من "خوارج" ذات الحزب وممن والاهم من أحزاب الحوار. *فاجأتنا صحف الخرطوم صبيحة الأربعاء الماضي بخبر مفاده أن نواب هذا المجلس فوجئوا برئيسهم البروف إبراهيم أحمد عمر يعرض عليهم قانون الإنتخابات في مرحلة السمات العامة، ومع ذلك أجازوه بالأغلبية، رغم إعتراض "كتلة التغيير" التي لايعرف أهل السودان ماهو برنامجها للتغيير.. وكيف!!. *تستمر المشاهد السياسية العبثية التي يؤديها أبطال من داخل المجلس خاصة وسط كتلة التغيير وتحالف 2020م الذي يقوده القيادي الإنقاذي الدكتور غازي صلاح الدين العتباني للترشح في إنتخابات 2020م .... إلخ من المشاهد المضحكة المبكية. *هذا عدا التسريبات التي يتم نشرها وبثها عمداً في الصحف وأجهزة الاإعلام ووسائط التواصل الإجتماعي -المتهمة بأنها وراء نشر الشائعات والأخبار المغرضة كي تشغل إنسان السودان الذي لم يعد يثق في كل هذه الأنباء والتصريحات - عن الواقع المأساوي الذي يجثم على كاهله ويزيد معاناته اليومية كل ساعة. *مع ذلك لن نمل التبشير بالأمل المتجدد في إمكانية الخروج من هذه الدوامة الجهنمية الحقيقية عبر تغيير جذري يخرج بالسودان من متاهات الحز الغالب"الغائب" إلى رحاب الحكم الديمقراطي الرشيد، من أجل الحفاظ على السودان الباقي بدلاً من اللهث اللامجدي لإجراء إنتخابات 2020م التي لن تغير الحال الواقع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة