* إن كنت من القوات النظامية، فإن وظيفتك المكشوفة تكفل لك استعراض القوة أمام الحق في أي مكان في السودان.. إنها ثقافة إنتشرت بكثافة بين العديد من القوات النظامية في زمن الذل و الانكسار هذا! * فالخاكي و صقر الجديان و السيوف و النجوم المرصعة على الكتفين تضخم حجم بعض الشخصيات ( النظامية) و تجعلها تكسر الحواجز أو تقفز فوقها.. و تتخطى الصفوف و الخطوط الحمراء " إختيالا ً على (رقاب) العباد" ٌ * تتجاوز صفوفنا و نحن نحدق فاغري الأفواه في صمت عاجز.. فيزداد النظامي عتوا و ينظر من علٍ إلينا.. * و للحق، ليسوا كلهم هكذا! * ضابط ثلاثيني تخطى بسيارة خاصة الصف في الطلمبة فتصدى له شاب أربعيني و أخرج بطاقة من جيبه و أراها للضابط الثلاثيني.. ثم أشار إلى الصف.. حياه الضابط الثلاثيني و رجع القهقرى، و كأن شيئا لم يكن! * إستعراض العضلات لا يتوقف عند الصفوف فقط، بل يتعداها إلى قاعات المحاكم: * دخل الضابط ( العظيم) إلى قاعة إحدى محاكم أم بدة ( منفوشا).. و في ذهنه أن مقام النجوم على كتفه أرفع من الكرسي الذي يجلس عليه القاضي.. * زوجة شقيقه رفعت دعوى ضد زوجها.. و مع بداية الجلسة أخبرت القاضي أن محاميها في الطريق و طلبت إمهاله بعض الوقت، فانبرى الضابط ( العظيم) معترضا، قبل أن يرد القاضي على طلب الزوجة، بدعوى أن ( سيادته) على عجل.. * سأله القاضي عما إذا كان هو زوج المدعية.. فأجاب بأنه شقيق زوج المدعية.. و باستهتار، طلب من القاضي الاستمرار في القضية دون تأخير.. * لم يكن أمام القاضي إلا أن (يأمره) بمغادرة القاعة.. فرفض المغادرة.. قام القاضي من على كرسيه، في غضب، و نادى شرطة المحكمة آمرا إياهم بإخراج الضابط ( العظيم) من القاعة.. * إنتصرت قوة العدل الخفية على قوة الوظيفة المكشوفة.. * و الوظيفة المكشوفة قد توقع صاحبها في مصيبة كما أوقعت ذاك الرائد الأحمق.. حين استعجل إحدى فنيات المختبرات الطبية ( المدنيات) بأحد معامل السلاح الطبي.. لإعطائه نتيجة فحص طبي، فأفادته بأن النتيجة سوف تأخذ بعض الوقت.. فدخل معها في مشادة انتهت بأن صفعها.. * كان أحد رجال الاستخبارات العسكرية يراقب ما حدث، فاقترب من الرائد ليعلمه أن العاملين المدنيين في السلاح الطبي يعاملون معاملة العسكريين و أن نتيجة إهانة أي عامل مدني لا تمر دون معاقبة الجاني.. و أن..... * هاج الرائد في وجه رجل الاستخبارات.. ما دعا الرجل للذهاب إلى فنية المختبرات داعيا إياها لتقديم شكوى ضد الرائد.. * نصح البعض الرائد بالاعتذار للفنية، لكنها أصرت على استمرار القضية و التي انتهت بإنزال رتبة الرائد إلى رتبة نقيب.. * و لا زال كبير النظاميين يسوط النظام في السودان.. و نحن نحدق إليه فاغري الأفواه في صمت عاجز.. فيزداد عتوا و ينظر من علٍ إلينا.. فيرانا أصغر من النمل و أتفه من خشاش الأرض!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة