*الفساد، حقيقة لم نجد له تعريفاً دقيقا تستكين له النفس بشكل دقيق، لكن مانوقن به أن أضعف حلقة فيه هو الفساد المرتبط بالمال، والفساد السياسي يمثل الركن الاهم لكل أنماط الفساد، ومنظمة الشفافية العالمية قداحتاجت لعشرين عاماً حتى اخذت وضعها كجسم رقابي يسن القوانين والتشريعات المرجعية التي صار العالم المعاصر يحتكم اليها اليوم، ونظام الانقاذ الذي جثم على صدر بلادنا ثلاثون عاماً دون ان يعترف بالفساد ووجوده في الوقت الذي كانت معظم شعاراته تحتوي على درجة من درجات الفساد الذي إحتاج بالضرورة لآلية من آليات مكافحة الفساد، ووضح أن ألدولة العميقة ومؤسسات الفساد أقوي وأكبر من المكافحة، وعندنا أن المحسوبية والاثرة وحب الذات هي خصائص إنقاذية ذات علاقة عضوية بهذه الجماعة، لذا نجد أن أي محاولة لمكافحة الفساد محكوم عليها بالفشل إبتداءاً لأنها لم تستصحب معها الاليات التي تواجه قضايا الفساد بشكل جاد. *ولدى التشريح الدقيق نجد أن الفساد السياسي قد أعشى الاعين عن رؤية الفساد البيئي، فعندما ثارت ثورة القطن المحور وراثياً والزيوت المحورة وراثياً كان خلفها الفساد السياسي الذي لم يدرك أن الفساد الذي سيدمر بنية الانسان يعتبر من أسوأ المفاسد لأنه سيهزم بشكل رئيسي كل محاولات مكافحة الفساد، فالمواد المسرطنة والتي تتسبب في السرطان والذي بدوره يؤثر سلبا على الاقتصاد بتكلفة العلاج العالية والتي ترهق المريض والخزينة العامة معاً، والاتجاه الذي يتجه اليه تفكيرنا ونحن نبحث عن مخرج حقيقي يخرجنا من هذا المأزق هو هل نحن مستشعرين حقيقة الكارثة المحدقة ببلادنا وانسانها واقتصادها؟! *ففي ظل هذه الحكومة الجديدة ينبغي ان تكون الأولوية القصوى لاعلان الحرب على الفساد، ولطالما أعلنت الحكومة عن آلية مكافحة الفساد وكذلك تفعيل قوانين محاربة الفساد فإن الارادة الشعبية والسياسية لابد من أن تتضافر جهودهما ضد العدو المشترك الذي قعد ببلادنا وتأخر بها عن المرتجى لها من ريادة الكوكب الحائر الذي نعيش فيه معيشة الاعداء في وقت احوج مانكون فيه لنحيا حياة الإخوة، ولن نبارح مقامنا هذا دون ان نؤكد على أن البشرية التي إستشرفت عهد انسانيتها، لم يكن الطريق مفروشاً بالورود ، انما كان الدرب محفوفا بالدم والدموع، فنرجو ان تكون مسيرتنا منذ اليوم وكل يوم متحدة في توجهها لمكافحة الفساد في كل انواعه، فهل طلبنا الكثير؟! وسلام ياااااااااوطن.. سلام يا زيارة رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت للسودان تبشر بان الدولتين الفاشلتين في الطريق الي إعادة اللحمة للجمع بين السودان القديم والجديد.. وهذا أمر لامحالة واقع.. وسلام يا.. الجريدة الاثنين 24/9/2018م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة