+ خمس زهرات يانعات من أسرة واحدة يغرقن هكذا مع زملائهن وزميلاتهن الصغار نتيجة الاهمال والتقصير وكراهية حكومتك لإنسان هذا البلد، وتلحق بهن والدتهن المفجوعة بعد أن عجز فؤادها عن احتمال فراقهن وما زال لديكم القدرة على مواجهة عائلات الصغار المكلومة وكأن شيئاً لم يكن! + حسبنا الله فيكم جميعاً. + لما لا يضع أي واحد منكم كمسئولين نفسه في مكان الأم المفجوعة التي لحقت بصغيراتها خلال أيام، أو موضع الأب الموجوع الذي لا أتخيل حياته داخل جدران المنزل الذي ضمه وبناته وأمهن ليصبح هذا البيت بين عشية وضحاها خالياً إلا من الأحزان! + ليتخيل أي منكم لو أن ما أصاب الأب المحزون عمر وقع له، حتى تشعروا كما بقية البشر وتفهموا أن أبناء هذا الوطن أناس لا يستحقون كل هذا الأذى. + كيف قبلت حكومتكم أن تعرض كل هؤلاء الصغار لمثل هذه المخاطر دون أن تحرك ساكناً وتعبد لهم طريقاً بجزء يسير من موارد البلد المسروقة حتى يصلوا لمدرستهم بأمان! + أبعد كل هذا ما زلتم عند رأيكم بأنكم تنتمون لحزب إسلامي كامل الدسم! + أي إسلام هذا الذي لا يتحرك ولاته لمجرد التعزية الا تحت ضغط الآخرين والأغراب! + أي دين هذا الذي تمتلئ قلوب ولاته بكل هذه القساوة! + هذه الحادثة المؤلمة القاسية هزت الحجر والشجر. + أدمت المأساة أفئدة الكل الا انتم ومسئولي حكومتكم. + وإلا فكيف تتجاسر وزيرة التربية لتقول في مثل هذا الوقت العصيب أن وزارتها غير مسئولة عما حدث لأن ذلك كارثة من رب العالمين! +ومن المسئول عن موت الصغار غير وزارة وحكومة ظلت تتفرج على مثل هذه الأوضاع اللا إنسانية! + أطفال في عمر الزهور يصارعون أمواج النيل كل صباح من أجل الوصول إلى مدرسة تقع في ذات الضفة من النيل، ليغرق بعضهم بهذا الشكل المأساوي والوزارة غير مسئولة! + وكيف حشد الوالي كل طاقات الشر الكامنة في دواخله في وقت تمتلئ فيه المآقي بالدموع ليقول أنهم سيفرضون على مديري المدارس مرافقة التلاميذ في المراكب! + هل يعني هذا الجاهل أن أمواج النيل العاتية ستهاب المديرين وتهدأ كلما مر مركب يتقدم ركبه أحدهم، أم ماذا! + هل هذا كل ما فتح الله به على واليكم المنتمي لذات الحزب الذي تقولون عنه " إسلامي كامل الدسم"! + والله لو كنا في أكثر بلدان العالم كفراً وإلحاداً لأطاحت مثل هذه الحادثة برؤوس عديدة، ربما كان أولها رئيس البلد نفسه. + لكن لأنه سودان المؤتمر غير الوطني فمن غير المستغرب، بل من المألوف أن تقتلوا القتيل وتتقدموا جنازته. + حكومتكم بوزيرة تربيتها وواليكم وكل من فيها هي من قتلت هؤلاء الصغار. + ونقول لوزيرتكم التي يبدو أنها في حاجة ماسة لتربية دينية واعية قبل أن تسألنا عما إذا كنا نؤمن بأقدار الله أم لا، نقول لها نحن أكثر إيماناً منك ومن أمثالك، لكننا نؤمن أيضاً ونفهم أن المولى عز وجل سخر الموارد في كل بلد لكي تخدم أهلها لا لأن يستأثر بها بعض اللصوص تاركين الآخرين عرضة للجوع والجهل والمرض والمخاطر التي تهدد حياتهم. + رب العالمين عز وجل هو من أمرنا بأن نبعد عن الخطر، لكن أنت وأمثالك دفعتم هؤلاء الصغار لما هو أبعد من الخطر. + دفعتموهم للموت المباشر بطمعكم وجشعكم وشرهكم لمال السحت لكي يلحقوا بآخرين قضوا ظلماً وإهمالاً أيضاً.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة