منذ وقوع ماساة غرق المركب الذي يقل الاطفال في نهر النيل، يعيش شعبنا حبيس هول الصدمة ومرارة الفجيعة، وفي حين تنهال التعازي من كل صوب وحدب في العالم على رئاسة النظام، يبدو النظام وكأنه آخر من يعلم بما حدث! لابد أنّ النظام نفسه فوجئ بحجم التعاطف العالمي مع الضحايا! فالنظام يؤمن وبالتجربة أنه ليس هناك ارخص من دم المواطن السوداني! وأنّ موت عدد من المواطنين لا يستدعي ولا حتى وقفة لتلقي العزاء، ناهيك عن التفكير في إعلان الحداد الوطني!
يعرف النظام جيدا أنه لو أعلن الحداد الوطني، فسيتعين عليه تركه معلنا، فالموت في وطننا هو الانجاز اليومي الوحيد الثابت للنظام، هو ثمار الحصاد اليومية لما ظل النظام يزرعه في بلادنا من فشل وتدمير وفساد وحروب. لا خبز ولا دواء ولا مدرسة ولا كتاب ولا قلم رصاص، لدينا فقط خدمة الموت السريع في جمهورية بني كوز.في مملكة آل البشير ومؤتمرهم الوطني.
الشئ المؤكد ان بقاء هذا النظام في السلطة يفاقم في كل ساعة تمر من مصائب هذا الوطن المنكوب.
جريمة غرق التلميذات في نهر النيل، يتحمل النظام مسئوليتها الكاملة.
الآلاف المستوزرين وجيوش الدستوريين والبرلمانيين والموظفين ، يعيشون على ظهر هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره، ولا يفعلون شيئا (يحلّلون) به ما يحصلون عليه من أموال. (يحلّلون) فقط النزر اليسير مما يتم إكتشافه من سرقاتهم.
نُسب ل(برلماني) قوله في تبرير الجريمة أن تشييد المدارس من مسئولية المواطن! هذا المرتزق الجاهل يصدّق أنه برلماني! مهمته الدفاع عن مصالح ناخبيه، يجهل حتى أنه يعيش عالة على هؤلاء الذين يمثلهم، لا يعرف حتى أنه مجرد فاقد أخلاقي أتت به إنتخابات مزورة في بلد لا يحكمه قانون أو دستور، بل تحكمه عصابة شيطانية تعتاش على دم أهلنا الغلابة. عصابة تختبئ من خلف أمثال هذا (البرلماني) بإعتبار أن هذا بلد ديمقراطي، وهؤلاء هم نوّاب شعبنا، في برلمانه!
أطفال في عمر الزهور يبتلعهم النيل، لأنّ الدولة فشلت في أن توفر لهؤلاء الصغار المدرسة، فشلت أن توفر لهم مؤسسات التعليم التي هي من صميم حقوق المواطن، ومن صميم واجبات الدولة. أي دولة.
أطفال في عمر الزهور هم عماد هذا الوطن وثروته، هم فلذات أكباد أسر لم تجد من الدولة الظالمة سوى الحرمان والتشريد من أراضيهم التي يتصرف فيها سماسرة الحكومة الفاسدة وكأنهم ورثوها من أهاليهم.
هذه الجريمة المروّعة لا يجب أن تمر دون حساب، يبدأ برأس النظام الذي (أضاع وقته ووقت أمته في الرقص والكلام وإرهاب المناوئين لترشيحه في حزب اللصوص الوطني، حيث يتحول الرافضين لترشيح الرئيس الأبدي الى قطط سمان، ويتحول بقية اللصوص الى شرفاء طالما أنهم يوافقون على ترشيح الرئيس في الانتخابات المزورة سلفا! ) وينتهي بأصغر منسوب لهذا النظام، كلهم شركاء في جريمة تدمير وطن، وها نحن نجني ثمار هذا التدمير المنظم، نجني ثمار الفساد الذي نخر في عمود الدولة الفقري. مدارس تنهار فوق رؤوس التلميذات، وأطفال يموتون غرقا وهم يصارعون البحر للوصول الى مدارسهم.
إما الحساب والتغيير، أو ستتوالى الانهيارات وتزداد وتيرتها، فالنظام الفاسد المفلس، الذي يتصارع منسوبيه فوق بقايا جيفة السلطة والثروة، لم يعد لديه ولا حتى الفتات ليقدمه لشعبنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أحمد الملك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست