حتمية نهوض اليسار ومفاهيم جديدة بقلم أحمد الفاضل هلال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 10:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2018, 08:26 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2042

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حتمية نهوض اليسار ومفاهيم جديدة بقلم أحمد الفاضل هلال

    08:26 PM August, 06 2018

    سودانيز اون لاين
    مقالات سودانيزاونلاين-phoenix Arizona USA
    مكتبتى
    رابط مختصر


    نكذب على أنفسنا اذا قلنا أننا لا نشعر بالخوف وينفرد بنا القلق ونحن نواجه التحديات ونتحسس طرقا وعرة نحو مستقبل لم نُعد له مساهمة، ونحن في هذا الفضاء الواسع من تدفق المعلومات والمعرفة.. ولا زالت توجد صور كاركاتورية قديمة في مؤخرة أدمغتنا عن المستقبل وإنكفأنا على الماضي نزور ونختلس بعض الإجابات للحاضر، وكأن الحاضر لم تشكله ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية مختلفة، وفي الفكرة صالحة لكل زمان ومكان في مجال السياسة هذه الاشكالية هي التي أعاقت كل محاولة في الاجتهاد والتحرر من أثقال الماضي، وهذا الاعتقاد لا يستطيع مقاومة حقائق العلم والمنطق ولا تصاعد الاعتراف بحقوق الإنسان وحتمية التطور.

    نحن اليوم أمام تحديات كبيرة في كيف نطرح طرحا جديدا متقدما وراقيا مستصحبا انجازات العلم والتكنولوجيا، ومستجدات الواقع في حاضر جامح منفتح لا يعرف احتكارا للمعرفة، ندرك بأن الفكر هو نتاج العقل الإنساني وهو ملكية عامة، ولا يمكن وضع علامة حصرية أو إدعاء الملكية الفكرية المطلقة التي لا تؤمن بحق الانتفاع. إن التحدي هو كيف يمكن تجاوز الأدوات والأساليب القديمة التي ما عادت تحمل شيئا من الإشعاع والإلهام. كل شئ في هذه الحياة مرحلي وأن الفكرة إذا لم يطالها إعمال العقل تصبح ماضوية.. نحن اليوم في حاجة لهذا النوع من الملهمين والمبدعين لإضاءة قضايا فكرية إنزوت بعيدا في ظل الاهتمام المفرط بتفاصيل السياسة وبرزق اليوم باليوم، والتكدس اليومي للأحداث الذي لا يعطي فرصة للتحليل.

    هنالك تحولات عميقة جرت ولا زالت تجري مثلا تركيبة الطبقة العاملة في ظل القدرة التكنولوجية تركيب الفلاحين في ظل الاستيلاء على الأراضي وتهجير واضمحلال دور الطبقة الوسطى وصعود المجموعات النازية الجديدة، وتكدس الثروة في يد القلة وعدوانية رأسمالية والكثير من المهن سوف تختفي دور المرأة في المجتمع...الخ.

    لا يمكن تقييم السياسة من وجهة النظر الاخلاقية الصارمة وهي في حالتها الدينامية وحالة تساميها التي تقبل أن توضع في قالب جامد.

    إن وضع بعض المفردات والمفاهيم في حالة من التضاد والتناظر يخلق حواجز أحيانا يصعب كسرها، وفي حالة مفهومي اليسار واليمين فأن التوصيف والتقسيم المتعسف الذي لا يراع تداخل خطوط التلاقي والتلاشي، ويخلق تعقيدات أكثر من أن يقدم حلولا ومشاريع ذات معنى وفي ظل اختلاط المفاهيم والتشويش تبقى هنالك ضرورة للمراجعة، وإضافة معاني ومضامين جديدة للفهم وليس هنالك مفهوما واحدا جامدا. فان الكل في حالة تبدل وتغيير ومن يتوقف أو يتكلس سوف تعصف به أيضا رياح التغيير وقوانين التطور الاجتماعي العابرة للجمود.

    إن اعتماد معايير حديدية في التصنيف كما في حالة مملكتي الحيوانات والنباتات لتقسيم البشر وإضفاء سمة خالدة، هذا يتعارض مع ديالكتيك الأشياء.

    إن الجمود آفة صامته تتخلق ايضا في رحم التجديد هذا اشتباك قديم بين قبول الافكار الجديدة والتوقف عند محطة الجمود، التي تريد قطع المسافات بنفس خيول الفكر المنهكة بالشيخوخة. الحديث عن الدور المرتقب لليسار حتمي وهنالك مؤشرات وحصيلة ملموسة على الارض، وخاصة بعد انهيار المنظومة الاشتراكية تتمثل في محاصرة الدولة الوطنية تركيعها بالعقوبات الاقتصادية والابتزاز في سداد المديونيات والحروب ونهب الموارد وانتهاك سيادستها الوطنية بفقدان القرار الوطني أو باقامة القواعد العسكرية أو جعلها جزءا من تحالفات عسكرية تتعارض ومصالح شعوبها.

    تجد تبعا لتلك السياسات تمركزا للثروة في ايدي اقلية ونجد ان الفقراء والمهمشين هم الذين يدفعون ثمن الرفاهية وتراكم رأسمال الهمجى لهذه النخب وهذا يحرمهم من الحق في الخدمات الاساسية ويضعهم في خانة البطالة والتشرد ومتلقيِّ للصدقات والتعاطف الكاذب وهم يخسرون يوميا حقوقهم وممتلكاتهم.

    هنالك بلا شك تراجع عن مفاهيم العدالة الاجتماعية وقضايا التنمية لتحل محلها مفاهيم حرية السوق وهيكلة المؤسسات والاصلاح المؤسسي وبناء القدرات وتمكين المرأة وأن المنظمات الدولية أسند إليها مهمة إعادة تدوير وتسويق هذه المفاهيم وهذه التوجهات.

    هنالك تراجع ملحوظ في مجال القيم الإنسانية كاحترام حقوق الإنسان وخيارات الشعوب، بل زادت الفجوة المعرفية والمعلوماتية ويتم دعم الاستبداد والمستبدين بحجة حماية المصالح الحيوية للغرب، وتجرى محاربة الاحزاب عبر صيغ جديدة كتمكين منظمات المجتمع المدني والجماعات ذات التوجهات النيوليبرالية.

    وفي ظل تراجع وانحسار اليسار وجدت الجماعات اليمينية المتطرفة والنازية والشعبوية المسرح معدا تماما للعبث، واستغلت بذكاء فشل المؤسسات اليمينية التقليدية وفقدان الثقة في قياداتها، هذا وفر لها معبرا لتسرق وتستلف شعارات اليسار في العدالة الاجتماعية، ونظام الرعاية الصحية والنظام الضرائبي العادل وبيئة نظيفة ومستدامة والحق في العمل وبجانب حماية الصناعات الوطنية.. الى هذا التشوش الذي ساوى بين اليسار واليمين المتطرف وبين الشعبويين والقوميين أعطى زخما للشعبويين والقوميين والنازيين الجدد على حساب اليسار لاعتبارات ليس منها مخاطبة الحساسيات التاريخية، لكن بأن هذه الجماعات تختبر لأول مرة وان اليمين التقليدي واليسار قد اختبروا من قبل، وهنالك شكوك حقيقية حول مصداقيتهم عندما يجلسون على كراسي الحكم، وأن الجديد في هذه الحالة يجد قبولا لان البرنامج مبني في الأساس على العواطف وحسابات الأنانية والإقصاء.

    وعلى الرغم من هذا الارتباك في المشهد السياسي في الجماعات الشعبوية والنازية ومستقبلها لأنها صدى لحالة وردة فعل وتحصن نفسها بالعواطف والحساسيات والكراهية وتأجج لانقسام المجتمعات على أسس عرقية وطائفية، وتدعو علنية للحرب واستعمال القوة في استبعاد الشعوب، أن الممارسة كشفت زيف هذه الأكاذيب وأنهم مع حرية السوق والنهب ومع رأسمالية بلا كوابح إنسانية.

    إن أحاديثهم عن القيم الإنسانية هو مجرد أوهام ودعاية لا تصمد أمام الممارسة. أن اليسار في المنطقة العربية وعلى رغم من انحساره وتراجعه يمكن أن ينهض مجدداً وعندما نتكلم عن اليسار فهو لافتة كبيرة ومدارس متعددة، وليس مطلوبا منه أن يذوب في كيان واحد، فالتعدد والتنوع سمة المنطقة وهذا يحتم الاستقلالية. وهو كتحالف ليس ضد أي قوى آخرى كتعبير عن أشكال الاستقطاب السابقة- يمين/ يسار.

    إن من الأسباب التي تجعل لدينا يقينا بأن اليسار يمكن أن يطلع بمهمة النهوض وإحداث حراك في المنطقة، أن اليسار نشأ في رحم معارك النضال من أجل الاستقلال والتحرر، ونشأ ضد الظلم والاستغلال ولقد وجد اليسار نفسه في قلب قضايا التحرر الوطني، وعدم مهادنة المستعمر وبقاياه من العملاء المحليين، وظل اليسار يناضل من أجل أوطان تسودها القيم الإنسانية والعادلة الاجتماعية، وإن لليسار السبق في نشر الوعي والاستنارة.

    ان كل هذا لا ينفى بان بعض الاطياف قد ارتكبت بعض الاخطاء في تحالفاتها او ساهمت في دعم انظمة مستبدة.

    وهذا يتطلب منها الشجاعة في نقد كل ممارسة خاطئة في حق الشعب والوطن مهما كانت مبررات تلك الخطوات.

    ولكن لا يمكن ان تشكك أي جهة كانت في مواقف اليسار المبدئية ضد الظلم وقضايا العدالة. وهذا بالضبط ما يؤهله لان يلعب دورا جديدا في قيادة الجماهير اذا ما قام بإجراء مراجعات شاملة لأدوات وأساليب عمله وقراءة احتياجات اللحظة التاريخية- وأن اليسار سيبقى هو الحصان الأسود الذي سيقود والذي تخشاه دوائر النهب والتبعية.

    إن اليسار ليس لافتات أو صورا لابطال عبروا عن زمانهم ان اليسار هو برنامج متجدد وابطاله يولودون في لحظة الفعل الثوري، وأن برنامج اليسار في حده الأدنى هو دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية واحترام التنوع والتعدد وان كل من يعبر عنه هذا البرنامج يصبح جزءا أصيلا منه بغض النظر عن انتمائه لاي تنظيم إن كان يرفع صورة ماركس أو المهدي...الخ وهذا ما يدعو الى ان نطور مفاهيمنا لايجاد صيغ جديدة اكثر مرونة تستوعب الغالبية التي ترتبط مصالحها مع برامج اليسار للعدالة الاجتماعية؛ ومواجهة المخططات الرأسمالية التي باتت تهدد المنطقة والعالم.

    إن المشكلة ما عادت في تبني الشعارات الفخمة مهما كانت ثوريتها أو التحشيد المخاطبات المتكررة التي تحكي وتؤثر لخطأ الاتجاه، وليس التحدي في عدم وجود رؤية أو حلم أو الايمان بالحتميات، لكن التحدي في كيفية ايقاظ الحيوية الثورية والاستعداد للتضحية عبر برامج محددة تراعي الاحتياجات والقدرات. إن التحدي في كيف يتم استعادة الجماهير الى دائرة الفعل الثوري والتحرر من عقبة الفرجة والانتظار الى جماهير فاعلة في عملية التحولات الاجتماعية، لها القدرة على الاختراق لكي تضيئ طريق الثورة للآخرين، وهذا لا يمكن أن يحدث دون تحديد الخلل في أدوات وأساليب العمل. إن اليسار يجد نفسه أمام هذا الواقع الشائك، لكن ليس امامه من خيارات غير حمل هذه الاعباء باعتبارها جوهر القضية والنضال.
    -------
    الميدان 3439،، الأحد 5 أغسطس 2018م.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de