بين البشير والإمام وفش الغبينة بقلم الطيب مصطفى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2018, 01:52 PM

الطيب مصطفى
<aالطيب مصطفى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1101

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين البشير والإمام وفش الغبينة بقلم الطيب مصطفى

    01:52 PM August, 02 2018

    سودانيز اون لاين
    الطيب مصطفى -الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    لم ولن أنسى تلك الحكمة العظيمة التي كان الإمام الصادق المهدي يُناصح بها الشيخ الترابي أيام كان مغاضباً للحكومة شاناً الحرب عليها بعد أن فعلت به وبحزبه الأفاعيل ..لم أنسها فقد حملت من تراثنا وأدبنا الشعبي ما إن استعصمت به كل القوى السياسية ، محاربها ومسالمها ، لكفت بلادنا شروراً عظيمة وحروباً كثيرة هي ، ولا شيء سواها ، ما أقعد بلادنا وعطّل مسيرتها منذ الاستقلال.

    كان الصادق المهدي يناصح صهره الترابي بمقولة (من فش غبينتو خرب مدينتو )!

    فيا سبحان الله ! وتدور الأيام وينتصح الترابي بما محضه به صهره وينكص المهدي ويرتد إلى ما كان عليه الترابي من خصومة شعواء ساداً أذنيه عن حكمته البليغة تلك فما أبعد النصيحة عن الناصح وما أبعد القول عن الفعل؟!

    هذا أس المشكلة التي باعدت بين أبناء السودان فأحالت حياتهم إلى جحيم من الحروب المتصلة والاضطراب السياسي الذي لم يخب أواره ..غبائن ومرارات يزرعها الشيطان لينزغ بين الناس .. كل (يفش) غبينته في الآخر فما من قبيلة يقتل منها فرد أو حتى حمار حتى تشحذ سيوفها (لتفش) غبينتها في القاتل وفي عقبه وقبيله وما من زعيم يقصيه آخر حتى يحرك جيوشه ليفتك بالآخر ثأراً وانتقاماً ، وهكذا تتصارع الأفيال لتموت الحشائش المتمثلة في الوطن ببشره وحجره وزرعه وضرعه ولتتوقف الحياة ويرتع الشيطان في الأشلاء ويكرع في الدماء.

    ما ذكرته من قصة الترابي والمهدي لا يختلف عن التمردات التي فتكت ولا تزال ببلادنا منذ الاستقلال إلا في النوع بل لا تختلف عن الحروب القبلية كالتي جرت بالأمس في منطقة الحمرا بالقضارف ولو سألت المهدي عن رأيه لاستبشع ما فعله المتقاتلون في تلك المنطقة رغم ان الحال من بعضه فكلها (فش غبائن) حتى لو اختلفت النتيجة في الحالتين.

    لحظات غضب يغيب فيها الوعي ويرتع فيها الشيطان فتسيل الدماء أو تنفصم عرى التواصل ويئن الوطن جميعه سنين عددا .. يحدث ذلك في كل ثانية وفي كل ركن من أركان المعمورة ..لحظة (فش غبينة) في خلاف حول (كباية شاي) تحدث الطلاق ليتمزق الأطفال .. يتصارع السياسيون فتندلع الحروب .. يقتل أحمق في لحظة طيش أحد الرعاة في إحدى البوادي فتسيل الدماء ويسقط المئات .. يتمرد ضيق صدر مغبون من ظلم متوهم لحق باهله فيحيل إقليماً كاملاً إلى ساحة حرب وهكذا.

    في كل ذلك يغيب الرشد وقيم العفو والصفح والتسامح وكظم الغيظ ويعلو نداء الثأر (وفش الغبينة).

    ماذا كان سيحدث لو لم يلق القبض على المهدي ويودع سجن كوبر لمجرد أنه قال رأياً .. (مجرد رأي) .. أما كان ينبغي أن يذكر سجانوه ما قاله في لحظة تجل وسمو حينما أدان التمرد الذي حاول غزو أم درمان؟! اذكر ان تلفزيون السودان بث خطاب الادانة الذي وجهه المهدي عدة مرات فقارنوا بالله عليكم واحكموا.

    المهدي انضم إلى الحوار بل إنه مد عنقه للرئيس البشير ليكرمه وفي لحظة غضب ينهار كل شيء وندخل في دوامة جديدة من الصراع نبذل سنوات في معالجة آثارها!

    ما حدث للمهدي في الخارج ينبغي أن يقنعه أن وطنه أرحم له وأكرم وأفضل لممارسة نضاله السياسي وأن حريته المنقوصة في وطنه أكبر من حريته (المسلوبة تماماً) في مهجره وأن ما يصيبه في وطنه يرفعه لدى شعبه كما أنه لا يوجد سبب يحول بينه وبين البقاء في موطنه فما السجن بكثير في سبيل الوطن والمبادئ ولعل صبر الترابي على دفع فاتورة البقاء في الوطن رغم مرارات السجن في مختلف العهود ينبغي أن يقدم درساً بليغاً لكل المتصدين للعمل السياسي.

    ليت سياسيينا يتأسون بشيء من حلم معاوية وهو يطفئ غضب عبدالله بن الزبير ويُحيل موجدته إلى رضا وتصاف وليتهم يتأسون بالملك حسين حين زار سجينه ليث شبيلات في سجنه وأخذه في سيارته إلى بيته معززاً مكرماً.

    عزيزي المهدي ..عد إلى ديارك فوالله أنها أرحم لك فنحن نحتاج إليك من أجل الانتقال إلى المربع الجديد الذي ننشده لبلادنا.



    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de