*هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها قضية العصابات الإجرامية التي تقلق المواطنين في ملبورن عاصمة ولاية فكتوريا، وتنسب للجالية السودانية أو للشباب من أصول إفريقية. *للأسف هذه المرة جاءت الإتهامات من رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول في تصريحاته للصحافيين حول التقرير الذي بثته القناة السابعة التلفزيونية حول جرائم العصابات في ملبورن عام 2016-2017م نشرت في صحيفة"النهار" العربية الأسترالية الصادرة الخميس الماضي الموافق 19 يوليو الجاري. *لست بصدد الدفاع عن الجالية السودانية فقد أنصفها بحق رئيس الوزراء الأسترالي في ذات التصريحات وهو يقول : لا أحد يتعرض لهم، و تحدث عن الإنجازات الهائلة للمهاجرين السودانيين في شتى المجالات. *لابد من الإشارة إلى ما ذكرته شرطة ولاية فكتوريا في ذات الخبر من تقليلها من المخاوف بشأن عصابات مزعومة تتألف من أصل افريقي، وقالت إن هناك مجموعة صغيرة من الجناة الأساسيين تسببوا في خلق مشاكل. *ليس هناك بالطبع خلاف حول وجود عصابات إجرامية مكونة من الشباب تقلق المواطنين، لكن المرفوض نسبة هذه العصابات لجنسية او إثنية معينة، لأن الجريمة موجودة وسط كل المكونات المجتمعية وليس وسط جنسية أو إثنية محددة. *لا خلاف أيضاً حول ضرورة مكافحة الجريمة والإنحراف خاصة وسط الناشئة ودعم ومساندة جهود الشرطة المقدرة إلا أن ذلك وحده لايكفي، ولابد من تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لمعالجة أسباب الجريمة والإنحراف وسط الشباب عامة. *لابد من معالجة ظاهرة العطالة وسط الشباب وتوفير فرص العمل لهم، ولابد من محاصرة ظاهرة إنتشار المخدرات ومغييبات العقل وسط الناشئة، وشغل أوقات فراغهم في برامج وأنشطة ثقافية وفنية ورياضية بدلاً من تركهم فريسة للإنحراف والجريمة. *تبقى مسؤولية الأسر والمؤسسات التعليمية والثقافية والفنية والرياضية في حسن تنشئة الأطفال ورعاية الشباب، وربطهم بموروثاتهم الدينية والمجتمعية لتحصينهم من مزالق الوقوع في شباك الإنحراف الفكري والسلوكي. *لذلك علينا أن نتكاتف جميعا للحفاظ على سلامة النسيج الاسترالي المتعدد الثقافات والإثنيات المتعايشة في سلام وإنسجام بعيداً عن التصنيفات العنصرية التي تهدد تماسك النسيج المجتمعي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة