كثيرة هي التهم الموجهة ضد اللواء معاش عبد الغفار الشريف.. كان لواءا بالمعاش.. و يقال أنه أعيد إلى الخدمة بقرار جمهوري صدر قبل يومين تمهيدا لتقديمه لمحاكمة عسكرية عوضا عن المحاكمة المدنية..
لماذا هذه الاعادة إلى الخدمة.. و لماذا ذاك التحويل المتوقع لمحكمة عسكرية؟
المحاكمة العسكرية تتم في دائرة مغلقة.. و إذا صح ما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي من أن اللواء معاش عبدالغفار قد هدد بكشف المستور من فساد دهاقنة النظام متى قرر النظام محاكمته، فإن تحويله الى محكمة عسكرية ( مغلقة) يعني أن الجهات المعنية قد قررت أن تحول دونه و دون تحقيق مراده..
إن عبدالغفار الشريف يملك من المعلومات الكثير و المثير و الخطر عن شبكات فساد كبار المسئولين و أفراد أسرهم بحكم منصبه السابق في جهاز الأمن و المخابرات.. و ربما يملك من الأسرار ( الأخرى) ما لا يريد النظام إماطة اللثام عنها أمام الرأي العام في محاكمات مكشوفة لوسائل الاعلام..
إذن، فإن المحاكمة العسكرية سوف تحول دونه و فش غبينته من التماسيح العشارية و ممن جعلوا منه كبش فداء للتماسيح العشارية..!
كثيرة هي التهم الموجهة ضد عبدالغفار الشريف.. و يقال أن أخطر التهم الموجهة إليه هي تهمة تسريبه أدق المعلومات للفريق طه عثمان عن علاقات رجل الأعمال أيمن المأمون بالنظام المصرفي الإماراتي.. و قام الفريق طه عثمان بتسريب المعلومات، بطريقة ما، إلى المعنيين في دولة بالإمارات، ما أدى إلى الحكم على أيمن المأمون بالسجن المؤبد.
ثارت ثائرة البشير و أشقائه و بطانته.. و جرت اتصالات واسعة و مكثفة من قبل النظام لاطلاق سراح ايمن المامون و بعث البشير بمدير مكتبه حاتم حسن بخيت إلى الإمارات لذلك الغرض.. كما سافر بعده عبد الله البشير، شقيق الرئيس البشير..
باءت كل المحاولات لإطلاق سراح ايمن المامون بالفشل.. فدولة الإمارات ترى أن جريمة أيمن جريمة تمس الامن القومي الاماراتي.. و لا يمكن العفو فيها..
لم ييأس البشير و آله و جماعاته، إذ عملوا على جمع قيادات عشائرية من أرابيب و نظار قبائل و مكوك و وقعوا على طلب استرحام تم تقديمه للمعنيين في الإمارات لاطلاق سراح المسجون أيمن المأمون..
و باءت محاولتهم بالفشل، مثل سابقاتها!
لكن من هو هذا الأيمن المأمون الذي أثار سجنه بالمؤبد في دولة الإمارات ثائرة آل الرئيس البشير و جماعاته؟
لعبت الصدفة دورا ملحوظا في حياة أيمن المامون.. إذ كان عاطلا عن العمل، مثله مثل ملايين الشباب في السودان.. و بدأ التغيير في حياته عقب وفاة والده، و زيارة البشير إلى بيت الأسرة لتقديم واجب العزاء في زميله و إبن دفعته المرحوم، والد أيمن..
شاهد البشير سوء حالة أسرة رفيق سلاحه و ابن دفعته، فرق لحال الأسرة.. و وعد، جازما، بأن يكون أيمن المأمون، الابن الأكبر للأسرة، بمثابة ابنه..
و صار أيمن يتردد على منزل الرئيس على الدوام.. تآخى مع أشقاء البشير.. و تعرف على علية القوم من بطانة البشير، و هم أصحاب اتخاذ القرار ات.. فمدوا إليه الأيادي بالتصديقات و الكوتات و ما إليهما.. و تعامل أيمن مع أشقاء البشير في معاملاتهم التجارية... و كان ( شاطرا) في التعاطي مع المال و الأعمال.. و ذاع صيته كأحد أثرى أثرياء السودان..
إن مكانة أيمن المأمون بين أسرة البشير مكانة فرد عزيز من أفراد الأسرة.. و شريك لا يمكن الاستغناء عنه في معاملات الأسرة التجارية!
فليس غريبا أن تكون كل التهم الموجهة ضد عبدالغفار الشريف في كفة و تهمته بتسريب المعلومات التي تسببت في السجن المؤبد لأيمن المأمون في الكفة الأخرى..
و نخشى أن يكون إسكات صوت عبدالغفار الشريف للأبد هو ختام الفلم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة