انا من الناس الذين يؤمنون بمبدأ المساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق المتعلقة بجوانب الحياة المشتركة و التي هي كل ما ليس من العضلات و ليس من الولادة . و لكنني أستاء كثيرا لميل بعض دعاة المساواة الى الدعوة للتمييز الايجابي للمرأة و فرضه بالقانون على الانظمة الاجتماعية . كما أستاء أكثر عندما تتم الدعوة لتقييم دور المرأة الطبيعي في الولادة على حساب اضعاف و توهين حقوق الرجل التي هي دائما جزء من حقوق الانسان . هذا العمل يشبه التكريم الذي يقوم به الوزير مثلا لاحد الموظفين اثر قيامه بعمل لا صلة له بالعمل (كأن يشترك في فريق الوزارة و يحرز البطولة) بمنحه درجة وظيفية او علاوة اضافية في مفارقة واضحة لقوانين و لوائح العمل و لاسس العدالة و الانصاف . و كان المأمول ان يتم تكريم الموظف المذكور بمنحة مالية خاصة او نحو ذلك . و من ناحية أخرى الولادة وظيفة اجتماعية لا غبار عليها و لكن لا يجب ان تتقاطع مع الثوابت من الحقوق و لا سيما حقوق الانسان و حقوق العاملين . اقول قولي هذا و في الذهن احدى مواد اتفاقية سيداو التي تدعو لمنح الموظفة اجازة ولادة مع الحفاظ في نفس الوقت لحقها في الترقي و العلاوة مع زملائها من غير ذوي الولادة . و كان زملاؤها يكدحون طيلة فترة غيابها في تجويد العمل و كانوا ينتظرون ان يجنو نتيجة كدحهم سبقا مستحقا ازاء زميلاتهن اللاتي ذهبن للولادة . اذ ليس من الانصاف المساواة بين الذي يعمل و الذي لا يعمل . و ليس من الانصاف تقييم اداء الموظفين بناء على أسس مختلفة . و ليس من الانصاف التفرقة بين الموظفين على أساس الجنس . لقد كان السبب و ما زال الذي من أجله جاءت سيداو هو القضاء على التمييز ضد المرأة القائم على حقيقة كونها أمرأة . فاذا بالاتفاقية تقع في فخ التمييز ضد الرجل الذي وجد انه يخسر جدارته الوظيفية امام المرأة فقط لكونه رجل . بقلم / نوري حمدون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة