في مطلع العام 2012 كنت ضيفا على ندوة دعاني لها الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية المعروف اختصارا بـ(أجفند).. يعني حضرتنا عميل قديم وليس كما يتصور البعض.. كانت تلك الندوة مخصصة للتمويل الأصغر.. وكان الأمير مستفيدا من تجربة البنغالي محمد يونس في بنوك الفقراء قد نفذ مصارف بالفعل في كل من الأردن والبحرين واليمن وسيراليون.. فيما كانت التحضيرات جارية لتأسيس بنكين في كل من السودان ولبنان.. وبعد ذلك التاريخ بعام واحد كان ناصر القحطاني المدير التنفيذي لأجفند يهبط الخرطوم في هدوء ودون ضوضاء ولا أضواء.. ليعلن عن افتتاح البنك الخامس في سلسلة بنوك أجفند في الخرطوم على شارع عبيد ختم.. تحت لافتة بنك الإبداع..!
وقبل أن أسهب في الحديث عن بنك الإبداع.. فرب سائل قد يسأل عن المناسبة.. أقول إنها المادة التي كتبها الأستاذ عبد الماجد عبد القادر في زاويته الراتبة ثالثة الأثافي بصحيفة الصيحة تحت عنوان بنك القرية مستشهدا بتجربة محمد يونس ومطالبا بتطبيقها في السودان.. ولو أن الدكتور عبد الماجد لم يشر إلى محمد يونس ولم يتحدث عن بنوك الفقراء.. لقلنا إن الرجل يعني تجربة أخرى.. ولكن مطالعة عمود الكاتب لا يترك مساحة لمشكك إلا التأكيد على أنه يتحدث عن تجربة قد طبقت في السودان بالفعل منذ خمس سنوات.. وبالأخذ في الاعتبار أن الكاتب محسوب على الاقتصاد.. بل وعلى الاقتصاد الاجتماعي تحديدا.. إن جاز التعبير.. يصبح لا مناص من توضيح شيء عن تلك التجربة.. ويبقى السؤال.. هل كان تقصيرا من الكاتب أن لا يعلم عن هذه التجربة وتطبيقها في السودان.. أم تقصيرا من القائمين على أمر الجربة أنفسهم.. أنهم لم يبلغوا عن تجربتهم بالشكل المطلوب..!؟
وسواء كان ذلك صحيحا أو هذا.. فالحقيقة الماثلة هي أن بنك الإبداع للتمويل الأصغر هو مؤسسة لتمويل الفقراء.. تم تأسيسها في السودان عبر إتفاقية شراكة بين صندوق الخليج العربي للتنمية (الأجفند) والبنك الإسلامي للتنمية ومساهمين من القطاع الخاص السوداني بتصديق من بنك السودان المركزي في ديسمبر 2013م.
وقد حقق البنك انتشارا مقدرا إذ بلغ عدد فروعه 18 فرعا منتشرة في ثماني ولايات 6 منها بالخرطوم و12 فرعا بالولايات في كل من أم روابة، الرهد، أبو زبد، أم كدادة، كوستي، شندي، الكاملين، السنوط، الدمازين، الدبيبات، النهود، الخوي، الخرطوم، الحلفايا، أم بدة، الكلاكلة، أم درمان، وحلة كوكو.. وهناك أربعة فروع قيد الدراسة في كل من القضارف وكسلا وحلفا وسنار.. فيما بلغ عدد عملاء البنك.. نحو خمسة وسبعين ألف عميل.. كما بلغ حجم التمويل 255 مليار جنيه.. بمتوسط تمويل قدره 3447 جنيها وأهم الملاحظات أن 85 % من المستهدفين بالتمويل من النساء.. وهي الشريحة الأضعف..!
ولعل الملاحظة المهمة هنا أن واحدا من أهم مجالات تمويل بنك الإبداع خلال الفترة الماضية كان هو.. تمويل طق الصمغ العربي لأعضاء جمعيات الصمغ.. ويعد هذا المجال من أبرز اهتمامات الدكتور عبد الماجد.. علاوة على تمويل الإنتاج الحيواني (التربية والتسمين للضأن).. تمويل إنتاج المحاصيل (السمسم، الفول، حب البطيخ).. والتمويلات الخدمية مثل.. (رياض وحضانات الأطفال، الطاقة الشمسية، كوافير، صالونات حلاقة صيانة.. صيانة سيارات، مكتبات).. بجانب الصناعات الصغيرة والحرفية (أعمال الخزف، أعمال الفخار، صناعة الطوب البلك، صناعة البلاط، إكسسوارات سيارات، صناعة الأغذية، الإلكترونيات ورش حداده، بناشر، مخارط، مشاغل، صناعة الملبوسات والحلويات والعطور).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد لطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست