الجشع من الأخلاق السيئة في المجتمع ، ولنا في حكايات الزمان السالفة خير ما يثبت تلك الحقيقة المرة ، يحكى في قديم الزمان كان هنالك شقيقين منصور ، و ياسر ، و كان لمنصور قارب صيد سمك صغير بينما كان لياسر قارب صيد سمك كبير ، و كان الأول طيب القلب يرأف بوالديه ، و يوزع قسماً من صيده على الفقراء ، و المساكين ، و كبار السن الذين لا يملكون مالاً للعيش ، أو انهم غير قادرين على العمل ، في حين أن ياسر كان جشعاً لا يساعد الارامل ، و الايتام ، و يصرف كل أمواله على فساد وكلائه ، و يحاول التغطية على فضائحهم الجنسية من خلال شراء ذمم العاملين على موقع اليوتيوب من أجل حذف تلك الفضائح اللاأخلاقية ، و لادامة حفلات ملذاته الشخصية ، وفي يوم من الأيام جاء شيخ كبير ومعه صرة ، و قال لمنصور هلا أوصلتني إلى بيتي في الجزيرة وسط البحر ، و اعطيك ما تريد من القمح وافق منصور على طلب الرجل لقاء أن يأخذ منه ثلاثة أقداح من القمح وفي هذه الاثناء كان ياسر يسترق السمع لما دار بين شقيقه ، و الشيخ فقال للشيخ تعال و اركب معي فإن قاربي كبير ، وهنا قال الشيخ لياسر انت خذ الصرة و ساركب أنا مع منصور في قاربه اتفق الجميع على ذلك ، ولما وصلا لبيت الشيخ اخذ منصور ثلاثة اقداح من القمح بينما ياسر قد ملئ قاربه الكبير بالقمح عن آخره ، و ابحرا كل منهما لكن بسبب جشع ياسر فقد شارف قاربه على الغرق ؛ بسبب الحمولة الكبيرة التي جعلت القارب يشارف على الغرق فأخذ ياسر يرمي بالقمح وسط البحر إلى أن فرغ حمولة القارب تماماً ، وعندما وصلا إلى مرسى القوارب ندم ياسر على جشعه ، هذه القصة تكشف لنا حقيقة الدعوات التي أطلقها وكيل السيستاني عبد المهدي الكربلائي زعيم مليشيا العتبات الدينية في العراق ، و التي يطالب فيها الحكومة بضرورة تضمين مشاريع ، و صرفيات العتبات في موازنة البلاد السنوية فأين تذهب الأموال التي تجبى من العتبات ؟ أين تصرف ؟ كم هي الإيرادات التي تأتي إليها سنوياً ؟ وماهي المشاريع التي انجزتها إدارات العتبات ؟ كم عددها ؟ ما هي نسب إنجازها ؟ كم الأموال التي تتطلبها فعلاً ؟ وكم هي المبالغ المصروفة عليها ؟ وهل هي مقيدة في سجلات العتبات أم لا ؟ اكشفوا للعراقيين عن حقيقة حجم المبالغ الخاصة بأرصدة العتبات ؟ ثم لماذا لا توزع على الارامل و الأيتام و الفقراء و المحتاجين و المساكين و المعزوين ؟ فهل أنتم و مشاريعكم و بورصات بريطانيا أولى بهذه الأموال من هذه الشرائح التي تعيش تحت خط الفقر المدقع ؟ فالسيستاني و وكلائه لم يكتفوا بسرقة أموال العتبات الدينية بل راحوا يطالبون بتخصيصات مالية من ميزانية العراق لتمويل مشاريعهم المفسدة ، و نفقات استثماراتهم المشبوهة تحت عنوان تغطية نفقات مشاريع ، و نفقات العتبات الدينية .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة