عندما سئل فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الاسباني قبل عدة سنوات عن الصرف البذخي للاندية الاسبانية لشراء نجوم كرة القدم العالميين ، وماهي الفائدة من ذلك ، وهل ذلك سيحقق مردودا ماليا ويدر على الاندية الاسبانية مدخولات كبيرة ، اما ذلك لمجرد الاستعراض فقط، اجاب قائلا ان هذه سياسة دولة ونحن على اتفاق تام مع رئيس الحكومة على ذلك ، لأنه في نظره ان البطولات لن تأتي بدون اجتهاد ومثابرة واستجلاب افضل الكفاءات، وأن السماء لاتمطر ذهبا ولا فضة ، لابد من العمل والاجتهاد والمثابرة حتى تحقيق الهدف . وقد صدقت نبوءة بيريز لا توجد هدايا من السماء لمن يتقاعس او يبذل المجهود والعرق ، وقد سبقه المدرب الايطالي الشهير فابيو كابيلو مدرب ريال مدريد الاسبق قائلا " أن البطولات الاوروبية لن تذهب إلى ناي اوروبي آخر غير ريال مدريد وبرشلونة خلال السنوات السبع القادمة ، حيث ان خلال الخمس السنوات الماضية كانت هناك اربع من نصيب ريال مديد و واحدة من نصيب برشلونة.
وعندما اكتشف برشلونة أن قد خسر نيمار بسبب قيام باريس سان جيرمان قام بشراء لاعبين لايقلون عنه كفاءة او ابداعا وحافظ على ثبات الفريق وفاز بالبطولة المحلية. واما اتليتكو مدريد عندما رحل فالكاو الجميع ظن ان لايوجد بديل حيث اتي باجويرو ، ثم رحل هو الاخر انتظر الجمع ، ثم جاء دييجو كوستا ، ولما رحل دييجو كوستا جاء غريزمان ، حتى لو رحل غريزمان سيأتي من هو افضل منه. وفي هذا الموسم عندما اكتشف اتليتكو مدريد انه لن يستطيع ان يذهب بعيدا في بطولة ابطال الدوري ، حل ثالثا حتى يلعب في الدوري الاوروبي ، وقد نال البطولة ، واصبح على بعد مباراة من الممكن ان يفوز بالسوبر الاوروبي على حساب ريال مدريد.
وكما ان معظم لاعبي هذه الاندية من محليين واجانب تخرجوا من المدارس الكروية للاندية وعلى رأسهم ميسي افضل لاعب في الالفية الحالية. لذلك يجب أن نعي ويعي العالم الاجمع ان البطولات لن تأتي بالمصادفة ، بل تحتاج للمزيد من الجهد والعرق والتخطيط بعيد المدى، والذي يحتاج لعشرات السنوات ، حتى في المانيا صبر الاتحاد على يواكيم لوف عشرة سنوات واكثر دون التدخل في اختصاصاته حتى يأتي بكاس العالم.
بعيدا عن كرة القدم خلال الاسبوع الذي فاز فيه ريال مدريد واتليتكو مدريد ببطولات كرة القدم ، فاز ريال مدريد بالبطولة الاوروبية لكرة السلة ، على الرغم من انها لم تلقى ما لقيه الفوز ببطولة كرة القدم ، الا انها تعتبر انجازا جديدا يسجل للنادي العريق . وكيف نفوز ورئيس الاتحاد السودان د. كمال شديد يحمل في فكره عقلية اجدادنا القدماء حول مدارس كرة القدم وبطولات المراحل السنية . ويرفض اقامات بطولات سنية من اجل رفد الاندية والمنتخب بالمواهب . ومن الممكن ايضا تصدير مواهب إلى اوروبا وغيرها. حتى مصر لوقت قريب كانت تستوعب المواهب السودانية .
واستمرار حصد البطولات الاوروبية من قبل الاندية الاسبانية يؤكد مقولة من يذاكر ينجح ويزرع يحصد ، لأن معظم الدوريات الاوروبية منذ فترة ولازالت دوريات النادي الواحد ، حيث ان الدوريات التي تحسب ضمن الدوريات الكبرى مثل الدوري الالماني والايطالي والفرنسي منذ اكثر من خمس سنوات يفوز بالبطولة ناد واحد فقط ، لكن الدوري الاسباني هناك ثلاثة اندية او اكثر تفوز بالدوري بالاضافة إلى أن جميع الاندية الاسباني متكافئة مع الفارق البسيط ، بسبب الامكانيات المادية ، وامكانية استجلاب عدد اكبر من المواهب. وما ينطبق على كرة القدم ينطبق على كل شيء ، لابد من بذل الجهد والمثابرة واتاحة الفرصة للمواهب حتى تتفجر ، بالاضافة إلى اقامة خطط على المدى القصير والمتوسط والطويل ، ، وعدم ترك الامور للمصادفة ، والاستفادة من كافة الفرصة ، مواكبة التطور الذي يحدث في شتى انحاء العالم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة