دائماً ما نتجادل ونتحاور حول أنجح الوزراء وأفضلهم، هل هو الوزير السياسي أم الوزير المستل من بين التكنوقراط الفنيين؟.. نحن الصحافيون من أكثر خلق الله تعرضاً وتعرفاً على المسؤولين واقت" />
> دائماً ما نتجادل ونتحاور حول أنجح الوزراء وأفضلهم، هل هو الوزير السياسي أم الوزير المستل من بين التكنوقراط الفنيين؟.. نحن الصحافيون من أكثر خلق الله تعرضاً وتعرفاً على المسؤولين واقتراباً منهم، ولذا تكونت لدينا قدرة فائقة وكافية لتقييم أداءهم وقدراتهم الذاتية،
بغض النظر عن ما تتضمنه الدساتير والقوانين حول صلاحيات أي وزير وسلطاته وتعريف اختصاصاته ووصفه. فإن القناعة التي ترسخت لدى كثير منا مؤخراً وبعد تجربة، أن الوزير يجب أن يكون سياسياً ملماً ومدركاً وواعياً بالظرف السياسي وبما تنفذه وتنتويه حكومته التي هو جزء منها. ولا يعني هذا القول إن الوزراء التكنوقراط فاشلين، لكن مقتضى أن تكون وزيراً يحتم عليك أن تكون سياسياً، فعمل الوزارة في مستواه الفني تقوم به الإدارات تحت إشراف وكيل الوزارة ومتابعته، لكن السياسات العامة والتعبير عنها وربطها بالحكومة وسياساتها الكلية هو مسؤولية وواجب الوزير، وللوزير مسؤولية أخرى تجاه حكومته، لا تنفع معها طريقة الجزر المعزولة التي نشاهدها في كثير من الأحيان، ونتلمسها عندما نسأل بعض الوزراء عن الأوضاع العامة فنجدهم مثل عمار الناس لا يملكون معلومات كافية وإن توفرت فهي ضئيلة وفِي مجال عملهم وزاراتهم التي يعملون فيها فقط. فبالمطلق، الوزراء يجب أن يكونوا وزراء يمتلكون المعلومات في كل مجال من المجالات، باعتبار أن اجتماع مجلس الوزراء والتنسيق الحكومي وتبادل المعلومات وكيفية توفيرها وضخها، توفر لهم ما يجب أن يتوفروا عليه من بيانات ومعلومات وإحصاءات . > قبل بضعة أسابيع كتبنا هنا عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عندما واجه أسئلة محرجة في برنامج هارد توك في البي بي سي البريطانية حول القصف السوري لغوطة الشام ودوما بالسلاح الكيماوي وعن محاولة قتل الجاسوس الروسي وابنته في بريطانيا بغاز الأعصاب، مما أدى لطرد عدد كبير من الدبلوماسيين الروس من بعض البلدان الأوروبية وأمريكا وتوتر العلاقات بين موسكو ولندن وحليفاتها، الشاهد أن الوزير الروسي تحدث كأنه عالم في مجال الكيمياء وصناعة الأسلحة وكأنه خارج للتو من مختبر ومعمل علمي كانت معلوماته وافية ودقيقة ومقنعة ومعرفته كذلك بالتاريخ وجغرافية المناطق لا تُضاهى . > تجربة أخرى مررنا بها أمس، في مدينة اسطنبول التركية، وكنا في جلسة مع رئيس بلدية المدينة وجاء ودير الشباب والرياضة وجلس معنا عندما وجهنا له العديد من الأسئلة حول السياسة التركية والانتخابات الرئاسية المقبلة وما يجري تنفيذه في مختلف الصُّعد التنموية والعمرانية والخدمية، والتطور الاقتصادي والتعليم والشباب والرفاء الاجتماعي والبني التحتية وعلاقات تركيا الاقتصادية، وكان اللقاء عفوياً، تحدث الوزير عن كل هذه الأمور بمعلومات دقيقة ومذهلة كأنه وزير في كل الوزارات التي جاءت الأسئلة في نطاقات عملها، تحدث عن الاقتصاد بلسان وزير مالية متابع ومطلع عن الأرقام والتفاصيل الدقيقة، ونسب النمو ومستويات العجز والتضخم وما تصرفه تركيا على القطاعات المختلفة والتبادلات التجارية والاستثمار والودائع ونسب الأرباح ونظم التأمين، تناول المشروعات الإنشائية الجديدة في مجال البني التحتية بالأرقام ومدة إنجاز المشروعات مثل أنفاق يتم تشييدها تحت مضيق البسفور للقطارات والسيارات ومنها نفق بثلاثة طوابق والجسور الجديدة والطرق المعلقة وانتشار التنمية في مجال الطرق والسكك الحديدية والمدارس والجامعات والمستشفيات في كل تركيا بالأرقام، ثم استعرض مواقف بلاده السياسية من القضايا الدولية وتحسبه وأنت تستمع لوزير خارجية تناول كل الأزمات العالمية بدءاً من الوضع في سوريا والمنطقة العربية، والاتفاق النووي الإيراني والأوضاع في أوروبا وأفريقيا، ثم أجاب عن الأسئلة حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، وقدم شروحات للبرنامج الانتخابي للرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية والتعديلات الدستورية شرحها برؤية خبير وتناول الانتخابات كأنه المشرف من حزب أردوغان عليها، وكان كل شيء بالأرقام مثل حصاد الحملة الانتخابية التي بدأت فالرئيس أردوغان مثلاً حضر 44 مؤتمراً لحزبه في البلديات في كل تركيا وشارك في 38 مؤتمراً في المحليات والإداريات الصغيرة، وعشرات اللقاءات الجماهيرية والمغلقة، ثم الدوائر الانتخابية بتفاصيلها. > وعندما توغل في إطار وزارته، حدثنا عن الشباب والرياضة بالأرقام. فتركيا استعداداً لبطولة أندية أوروبا لكرة القدم التي ستستضيفها في العام 2024 تشيد الآن أكثر من 24 إستاداً غير البني التحتية الأخرى، وتستعد بعد ثماني سنوات من الآن للأولمبياد الشتوية، وذكر الكثير من المعلومات المثيرة حول مهرجان الرياضات التقليدية، مثل الفروسية والمصارعة الزيتية التي هي نفس مصارعة أبناء جبال النوبة، تطلي فيها أجساد المصارعين بالزيت.. > ذكرت كل هذا للتدليل على أن الوزير عندما يكون سياسياً ومؤمناً ببرنامج حكومته، يستطيع التحدث عنه والدفاع عن بلده ويقنع من يخالفه ويعطي المعلومات الصحيحة الوافية والشاملة.. > تنويه : وعلى طريقة الزميل محمد عبد الماجد الكاتب بهذه الصحيفة وعلى هذه الصفحة»، هذا المقال لا علاقة له بأي وزير في حكومتنا «!..
هو إنتو عندكم وزراء؟؟ أشباه وزراء ياخدوهم بالجملة للتدريب في الصين هم دولا عينوهم وزراء كيف وبأى مؤهلات؟ وبقية أشباه الوزراء إما حرامية ولصوص وفاقد تربوى وحركات مسلحة وجنجويد،، إنت ذاتك ما هي مؤهلاتك لتكون نقيب الصحافيين؟ جنجويدى قح ليس أكثر ومتآمر مخلب قط تبع أسيادك لفصل الجنوب،، بالله هل تنام الليل ملء جفونك؟ أرجا الراجيك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة