قوى الھبوط الناعم بين مخازي الإمام التسعيني ومخاوف قوي الھامش )3- 3(. قراءة نقدية بقلم الجاك محمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 11:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2018, 09:12 PM

الجاك محمود أحمد الجاك
<aالجاك محمود أحمد الجاك
تاريخ التسجيل: 08-19-2014
مجموع المشاركات: 7

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قوى الھبوط الناعم بين مخازي الإمام التسعيني ومخاوف قوي الھامش )3- 3(. قراءة نقدية بقلم الجاك محمود

    09:12 PM May, 07 2018

    سودانيز اون لاين
    الجاك محمود أحمد الجاك-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    تناولت في الجزء الثاني من سلسلة مقالاتي بذات العنوان أعلاه كيف أن الإمام الصادق المھدي قد أدمن طرح أفكار وحلول لا تتسق مع واقع السودان، وأعطيت نموذجاَ لذلك طرحه لفكرة الحوار مع النظام باستحقاقاته علي سنة كوديسا جنوب إفريقيا والذي تبنته قوي النداء. كما إنتقدنا خطاب الإمام ومواقفه العنصرية التي فاقمت من الأزمة وعمقت تشظي الوجدان الوطني، وعطفاً علي ذلك ننتقد عداء الإمام السافر لثورة الھامش الذي يجسده وصفه للجبھة الثورية السودانية بالتحالف العنصري وموقفه من ميثاق الفجر الجديد وتصريحاته عند دخول قوات الجبھة الثورية مدينة أم روابة الواقعة في مثلث حمدي، بالإضافة الي تصريحاته عند دخول قوات حركة العدل والمساواة السودانية مدينة أم درمان، وقبل كل ذلك البيان المشترك بين حزبي الأمة والمؤتمر الوطني في بداية إندلاع الثورة المسلحة في إقليم دارفور.
    ھذه الحلقة نخصصھا لتسليط مزيد من الضوء علي تحفظاتنا علي مخرجات إجتماع نداء السودان الأخير في العاصمة الفرنسية باريس كما جاءت في ما يسمي بالإعلان الدستوري. ونختم في ھذا الجزء الثالث والأخير بتلخيص أھم أسباب ونقاط الخلاف مع تحالف نداء السودان، ثم نبعث برسائل لقوي الھامش والقوي الوطنية الحية نعتقد أنھا غاية في الأھمية قبل الدفع بمقترحات تتعلق بالطريق الي الأمام.
    لم تكن دوافع الكتابة في المقالات الثلاثة المزايدة علي أي شخص أو تنظيم كما يزعم البعض، بقدر ما يكمن الھدف الأساسي في التعبير عن آرائي الشخصية الناقدة للإمام وقوي نداء السودان وقد إستندت في انتقاداتي علي حقائق محضة وھي معلومة بالضرورة لأي متابع ومراقب حصيف، يحدوني الأمل في ذلك الي تنبيه وتبصير قوي الھامش بضرورة اليقظة والتصدي بحسم للمخططات التي تدبر بمكر لتفكيكھا وسرقة تضحياتھا وإختطاف ثورتھا بواسطة نخب المركز المتواطئة اّيدلوجياً مع النظام والتي ظلت تعمل علي إختراق صفوف قوي المقاومة الثورية، وھي من فرط عنادھا وسذاجتھا ما زالت تؤمن وتعتقد في غفلة أھل الھامش. كما قصدت من كتاباتي أن تظل جذوة الثورة متقدة حتي إسقاط النظام وتغيير الوضع المأزوم في البلاد، لكن ليس علي سنة كوديسا جنوب إفريقيا كما يحلو لعصبة النداء.
    وبالعودة الي مخرجات إجتماع نداء السودان الأخير بباريس، وعطفاَ علي انتقاداتنا وتحفظاتنا في المقالين السابقين، فقد لاحظنا تعمد عدم إفصاح الإعلان الدستوري عن موقف
    قوي الھبوط الناعم من مطلب حق تقرير المصير كحق إنساني، قانوني وديمقراطي كفله ميثاق الأمم المتحدة كحق للشعوب التي تواجه خطر الإبادة والتطھير العرقي والإضطھاد الثقافي والديني في بلدانھا. يمكن تفسير سكوت الإعلان الدستوري عن ھذا الحق في سياق الھروب من إستحقاقات التسوية العادلة والوحدة الطوعية التي تؤسس لعقد إجتماعي جديد يفضي بالضرورة الي إعادة ھيكلة وبناء الدولة السودانية كنھاية منطقية. وھنا يتماھى ويتسق موقف قوي النداء تماماَ مع موقف الإمام المعروف برفضه القاطع لمطلب حق تقرير المصير- لكن يبدو أنه قد فات علي الإمام ونداءه أن زمن الحلول السھلة قد ولي دون رجعة، وأن الحقوق المغتصبة في السودان ما عادت تعطي وإنما تنتزع إنتزاعاَ.
    لاحظنا سكوت الإعلان الدستوري المحير عن قضية إعادة ھيكلة وبناء الدولة السودانية ومطلوباتھا المتمثلة في إلغاء مشروعية العنف والغلبة وتبني مشروعية العقد الاجتماعي، تفكيك المركزية القابضة وتبني نظام حكم لامركزي تتوافق عليه الأغلبية وإعادة النظر في الھوية الآحادية الإقصائية وتبني ھوية سودانوية جامعة. ومن أھم المطلوبات إعادة النظر في التنمية الغير متوازنة وفي توزيع الثروة مع مراعاة التمييز الإيجابي لمناطق النزاع والمناطق الأكثر تھميشاً في السودان. ثم تأتي القضية الأكثر أھمية وھي بناء جيش وطني ومھني من حيث التكوين ومن حيث القيادة والأھداف والعقيدة العسكرية. فالقوات المسلحة لم تكن قومية في يوم من الأيام منذ تأسيسھا في 17 يناير 1926 بواسطة المستعمر الإنجليزي تحت مسمي قوة دفاع السودان لخدمة أھدافه الإستعمارية، وھي علي علاتھا وعيوبھا فقد تم تسييسھا وأدلجتھا بعد الإنقلاب الإخواني المشئوم لدرجة أن قسم الولاء الذي يؤديه الضابط المتخرج من الكلية الحربية قد تم تغيير صيغته بحيث أصبح الولاء لثورة الإنقاذ ولذلك صارت القوات المسلحة أداة مسخرة لقتل وإبادة الشعوب المھمشة في السودان وحماية دولة الإستبداد والفساد والعنصرية المزدوجة – ھذا فضلاً عن وجود مليشيات الجنجويد سيئة السمعة والتي صارت جيشاً موازياَ للقوات المسلحة بعد أن تم تقنينھا تحت مسمي الدعم السريع، فضلاً عن وجود جھاز الأمن الوطني الذي أصبح ليس فقط دولة داخل دولة، وإنما الحاكم الفعلي للدولة الإخوانية العميقة. فمن الخطأ أن تعتقد قوي النداء أن ھذه القضايا الكبيرة والخطيرة يمكن حلھا بالحوار مع النظام، فالحوار مع الأطرش مضيعة للوقت ولذلك تبقي الآلية المناسبة لمعالجة ھذه القضايا وغيرھا من القضايا ذات الصلة ھو مؤتمر دستوري يأتي بعد إسقاط النظام وليس قبله.
    ومما تقدم من قراءة نقدية لمخرجات إجتماع نداء السودان الأخير بباريس نستطيع القول أن خلافاتنا مع قوي نداء السودان جوھرية ومبدئية لأنھا تتمحور حول:
    1- الأھداف: فمن الواضح أن تحالف نداء السودان قد صمم للتأثير في صناعة وصيرورة المشھد السياسي من خلال رسم سيناريو الھبوط الناعم الذي يبدأ بإجھاض الكفاح المسلح
    وذلك للحيلولة دون إسقاط النظام بالقوة، فمعروف أن الصادق المھدي يقف مع إصلاح النظام لا إسقاطه، وھذا ما أكده الإمام في إحدي خطبه عندما قال: )سنتصدى لكل من يحاول إسقاط النظام بالقوة(، ولا شك أن إصلاح النظام يعني الحوار وقبول التعايش مع النظام وتجميل صورته لإنقاذه من السقوط الوشيك. سيتم في الغالب التبرير لذلك بوجود أزمة بديل ووجود ضرورة لمنع البلاد من الإنزلاق الي مستنقع الفوضي، وأن البشير وحده ھو القادر علي إنجاز التسوية السلمية في السودان والتي يمكن أن تسھم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين. فعقدة الذنب عند الجلاد كما قلنا تجعله يعتقد أن قوي المقاومة الثورية الحاملة للسلاح تشكل مصدر خطر حقيقي، لأنھا قادمة للإنتقام وتصفية الحسابات علي حد قول الإمام الصادق المھدي في ورقته التي قدمھا أمام المعھد الملكي للشئون الدولية بلندن والتي جاء فيھا: )سنقدم للنظام ودائرة سلطته غصن زيتون يشكل له مخرجاَ من إستھداف كثيرين ينشدون تصفية الحسابات(. فواضح أن الإمام مصمم علي العمل مع عصبته لتقديم طوق نجاة للبشير وأركان نظامه، كما يرغب الإمام ونداؤه في إبتلاع ثورة الھامش وتحقيق نمط عدالة لا يفضي الي تغيير حقيقي في بنية الدولة السودانية حتي يضمنوا إستمرار قبضة الأقلية الحاكمة وھيمنتھا علي مفاصل الدولة، مع تحسين طفيف لشروط العبودية.
    2- الي جانب خطل أھداف النداء وتحفظاتنا علي قيادته، لا توجد أي قواسم مشتركة بيننا وقوي النداء التي نختلف معھا إبتداءاَ في تشخيص وتعريف الأزمة والتي تم تصويرھا
    وكأنھا أزمة وليدة اللحظة، ومن ثم إختزالھا في قشور وأعراض المشكلة بإعتبارھا أزمة خبز ووقود وأزمة ميزانية الفقر والتجويع، مع أن الأزمة أعمق بكثير من ھذه المظاھر فھي
    أزمة ھوية في الأساس وأزمة كيف يحكم السودان، وكذلك أزمة من يحكم ھذا السودان الذي ظل حكمه محتكراَ لأبناء الشمال والوسط النيلي العربي المسلم حصرياَ ل 62 عاماَ. كما نختلف مع قوي نداء السودان في تحديد الوصفة العلاجية، أي في تصورات الحلول المطروحة للخروج من الأزمة. وفوق ذلك نختلف معھا في ترتيب الأولويات، ولذلك من الطبيعي أن يكون ھنالك خلاف علي الأسس والمرتكزات التي إنبني عليھا ھذا التحالف الھش.
    3- ھناك إختلاف كبير مع نداء السودان حول وسائال النضال والتغيير، إذ ترفض قوي نداء السودان الكفاح المسلح الذي نعتبره وسيلة مقدمة في ظل قيام الدولة علي مشروعية العنف والغلبة، وفي ظل إستمرار الإبادة الجماعية وسياسات التطھير العرقي وسياسة الإحتلال والإستيطان والتغيير الديموغرافي إذ يبقي الكفاح المسلح حق مشروع للدفاع عن وجود وكرامة الشعوب المستھدفة وإنتزاع حقوقھا. وسيظل سلاح الھامش مرفوعاَ كقوة ردع وضامن وحيد حتي في حال التوصل لأي تسوية سياسية ومساومة تاريخية تتم بموجبھا كما قلنا إعادة ھيكلة وبناء الدولة السودانية كنھاية منطقية، أو ممارسة حق تقرير المصير حتي نتحرر من العيش كلاجئين ومضطھدين في بلدنا.
    4- نرفض رفضاَ قاطعاَ، وللأسباب الواردة في الجزء الثاني من المقال تجربة كوديسا جنوب إفريقيا كآلية للمصالحة والتعافي الوطني، ولذات الأسباب ونقاط الخلاف أعلاه نعتبر
    نداء السودان تحالف تم تصميمه لقطع الطريق أمام الحل الجذري للمشكلة السودانية، ولذلك نري أن نداء السودان تحالف غير قابل للحياة وأنه قد ولد ميتاَ.
    الطريق الي الأمام:
    لا شك أن مخرجات إجتماع نداء السودان الأخير في العاصمة الفرنسية باريس قد شكلت مفترق طرق في تاريخ المعارضة والثورة السودانية بعد أن قادت الي تمايز واضح في المواقف والصفوف بين قوي التغيير وقوي الھبوط الناعم. ھذا الوضع يحتم فرز كيمان
    المعارضة وإعادة النظر في التحالفات القائمة حيث يتعين قيام قوي التغيير الحقيقية التي تحترم نضالات وتضحيات شعبھا وتقدر إرادة وتطلعات جماھيرھا ومؤسساتھا القاعدية بإصطفاف مواز لقوي الھبوط الناعم، وذلك بإعلان ميلاد كتلة تاريخية من قوي المقاومة الثورية الجادة وكل القوي الوطنية الحية المناھضة لھذا الوضع والتي تناضل لإحداث تغيير حقيقي، والقوي المتضررة من الوضع القائم والتي لديھا مصلحة حقيقية في التغيير البنيوي الذي يفضي بالضرورة الي إعادة ھيكلة وبناء الدولة السودانية.
    يجب أن تتسلح الكتلة التاريخية بمنھج تحليل سليم للأزمة السودانية يتفق مع الواقع ومنطق الأشياء، ويساعدھا في تحديد الوصفة العلاجية المناسبة للأزمة. كما يتعين أن تكون ھذه الكتلة التاريخية واعية بتحديات المرحلة، وقادرة علي إنجاز المھام التاريخية، وعلي إستعداد لتقديم التضحيات المطلوبة في سبيل تحقيق أھدافھا بعيداَ عن الإرتھان لأجندة وإملاءات القوي الإقليمية والدولية الداعمة لسيناريو الھبوط الناعم من منطلق مصالحھا الأمنية والإقتصادية بتقاطعاتھا.
    إن قطع الطريق أمام سيناريوھات إعادة إنتاج الأزمة والتي بلا شك ستدخل البلاد في
    مرحلة أسوأ ھو مھمة يجب أن تتصدي لھا قوي التغيير الحقيقية، لذا نناشد كل القوي
    الوطنية الحية والقوي التقدمية الحادبة علي مستقبل البلاد، والحريصة علي حقن دماء
    الشعب السوداني، والمناھضة للوضع القائم وخاصة السياسات والتوجھات العنصرية للدولة بالنھوض وإعلاء القيم والمواقف الوطنية حتي يتسنى لھا التواثق علي العمل المخلص مع قوي المقاومة الثورية في جبھة سياسية نضالية عريضة لإنتشال البلاد من خطر الإنھيار والتفكك والتلاشي قبل فوات الأوان، وذلك بالعمل الجاد لإسقاط ھذا النظام الفاشي وكنس آثاره لفتح الطريق أمام إستشراف فجر جديد يؤسس لبناء دولة الحرية والعدالة والمساواة علي أساس المواطنة والتي نعتبرھا الطريق الوحيد للخلاص الوطني والإستقرار النھائي في السودان.
    رسالتنا لقوي المقاومة الثورية وكافة القوي الوطنية الحية أن الثورة التي نقودھا ھي ثورة تحررية حقيقية وليست حرب ضغوطات يمكن أن تنتھي بمساومة تحقق طموحات ومصالح بعض القادة والزعماء والأفراد علي حساب قضايا شعبنا المصيرية، ولذلك من الضرورة مناشدتكم لقراءة وتفسير حركة التاريخ كما ينبغي للوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ وذلك بالإنحياز للشعب وقضاياه المصيرية، فمن الضرورة إدراك أن الشعب ھو القوة الحاسمة في التاريخ.
    إن بلادنا تعيش حالة غير مسبوقة من الإحتقان وإنسداد الأفق الذي يخيم علي السياسة السودانية التي باتت تسير بوتيرة متسارعة في بحر من الرمال المتحركة. ھذا الوضع المأزوم الذي أوصلنا اليه المشروع الاخواني الظلامي الساقط إنما يؤكد صدق وتحقق تنبؤ شھيد الفكر محمود محمد طه حينما قال قبل نحو أربعة عقود: )من الأفضل للشعب السوداني أن يمر بحكم جماعة الھوس الديني. وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية. إذ أنھا بلا شك ستبين لأبناء ھذا الشعب مدي زيف شعارات ھذه الجماعة. وسوف تسيطر ھذه الجماعة علي السودان سياسياَ واقتصادياَ حتي ولو بالوسائل العسكرية. وسوف يذيقون الشعب الأمرين. وسوف يدخلون البلاد في فتنة تحيل نھارھا الي ليل. وسوف تنتھي فيما بينھم.
    ً
    وسوف يقتلعون من أرض السودان إقتلاعا.(...نعم، ھذا ھو ما فعله وما زال يفعله الاخوان
    بالسودان والشعب السوداني. وكما جاء في تنبؤ شھيد الفكر فمن المؤكد والطبيعي أن ھذه الفتنة ستنتھي فيما بين الكذبة واللصوص والدجالين والمجرمين ليبقي تحقق الجزء الأخير من التنبؤ والمتعلق بإقتلاع الجماعة من أرض السودان والذي صار مسألة وقت، ونراه قريباً بعد أن فقد النظام البوصلة وبات الاخوان في مرحلة الخلاص الفردي كل ينشد القفز من سفينة الإنقاذ التي سارت لا تبالي بالرياح!
    وبينما يترقب الجميع اللحظة التاريخية – لحظة الإنفجار الوشيك التي بدأت تتشكل ملامحھا، تظل كل السيناريوھات والإحتمالات واردة والتي من بينھا:
    * إحتمال حدوث إنقلاب عسكرى، ولكنه إن وقع سيكون بالضرورة إنقلاب قصر يتم بموجبه التخلص من البشير الذي صار عبئاَ ثقيلاً علي الحركة الإسلامية مع تغيير بعض أركان نظامه لزوم التمويه والإبقاء علي جوھر النظام.
    * سيناريو تنحي البشير، وھو الآخر رغم التسريبات ھنا وھناك لكنه إحتمال ضعيف جداَ لإعتبارات تتعلق بتشبث البشير شخصياَ بالسلطة حيث بات يرھن مصير البلاد بمصيره الشخصي لحماية نفسه من الملاحقة والمساءلة القانونية الا أنه وإن حدث ذلك فلن يعدو كونه تحايل للإبقاء علي النظام مع تبديل رأسه فقط، لذلك لابد من الإنتباه الي حقيقة أن تنحي البشير لا يعني بأي حال سقوط منظومة الاخوان المسلمين.
    * أن يتنادي النظام مع الأحزاب الطائفية والعشائرية والجماعات الدينية والتيارات المتواطئة آيدولوجياً مع النظام )أھل القبلة عند الإمام، والنظام الخالف عند الترابي( الي حوار ومصالحة بينية يتم بموجبھا تشكيل حكومة وفاق من قوي المركز ذات المرجعية الآيدولوجية الواحدة )الآيدولوجيا العروبوإسلامية(، ولا نستبعد مباركة بعض أو كل قوي اليسار لذلك )دة لما الكلام يدخل الحوش والشواھد كتيرة طبعاَ( كخطوة إستباقية لقطع الطريق أمام ثورة التغيير والإبقاء علي نظام الأبارتايد الوحيد في القرن الحادي والعشرين للمحافظة علي الإمتيازات التي أخذوھا علي حساب الأغلبية باسم الدين، وإن حدث ذلك فحينھا تكون الأقلية الحاكمة قد قادت البلاد الي نفق ومنعطف جديد ولكنه لن يعصمھم من طوفان التغيير القادم شاءوا أم أبوا، لأنه من المؤكد أن قوي التغيير وفي مقدمتھا قوي المقاومة الثورية ستتصدى وبالحسم المطلوب لأي فھلوة ومحاولة لإعادة إنتاج الأزمة.
    * إحتمال إنفجار ثورة الجياع بصورة تلقائية وعارمة تنتھي بإسقاط النظام لكن ربما يعقبھا فراغ وإنفلات لعدم وجود برنامج وقيادة متفق عليھا.
    لابد من تنبيه قوي الھامش وفي مقدمتھا قوي المقاومة الثورية للإستيقاظ من سباتھا لمواجھة الحقيقة والتعاطي مع الواقع باليقظة المطلوبة والتحسب لكل الإحتمالات... نعم يتعين أن نقف جميعاً منتصبين علي لأقدامنا، فارعي الطول ومرفوعي الرأس مطالبين بالتحرر الكامل من ھيمنة وقھر وإستبداد الأقلية الحاكمة. فالتحديات الماثلة تحتم تضامن ووحدة قوي الھامش لتعزيز النضال الثوري من أجل المصير المشترك. ومن المھم تذكير قوي المقاومة الثورية الجادة بأن خسارة معركة أو عدة معارك أمام النظام المتداعي شيء طبيعي ولا تعني نھاية الثورة بأي حال بقدرما تعني نھاية معركة وبداية معركة جديدة، فالحرب لمن يخبرھا كر وفر تتطلب النفس الطويل وإعادة التنظيم لمنازلة العدو في الزمان والمكان المناسبين، ومخطئ من يظن أن طريق الثورة مفروش بالورود.
    علي قوي المقاومة الثورية إدراك أنه وبقدرما يرتكز أي إستعمار علي نظرية، كذلك لابد أن ترتكز الثورة الجادة علي نظرية قوامھا رؤية واقعية ذات أھداف محددة وواضحة، فضلاً عن وضوح وسائل تحقيق الرؤية والأھداف. كما لابد من وجود القيادة الصحيحة المخلصة والقادرة علي تفصيل الرؤية وترجمتھا الي إستراتيجيات وخطط وبرامج في المجالات المختلفة. وكذلك من مطلوبات الثورة الناجحة وجود عضوية ملتزمة وواعية، وبناء مؤسسات تنظيمية فاعلة. أستطيع القول وبكل ثقة أن ھناك فھم مشترك وقناعة راسخة وإرادة قوية بدأت تتبلور لدي قوي الھامش وقوي المقاومة الثورية بضرورة التوحد وتفويت الفرصة أمام مخطط تقسيم وتفكيك قوي الھامش، وكذلك تفويت الفرصة أمام أي محاولة من سدنة المركز لإختراق صفوف الثورة وإختطافھا. وقفل الباب أمام المتاجرة بالقضية أو التسول والتكسب باسم النضال... نعم يجب وقف الإستثمار في مأساة الھامش.
    كما يجب أن نكون بالمرصاد والتصدي للمخزلين ولكل من يحاول لعب دور عمارة دنقس للقيام بالتسليم الثاني.
    وقبل الختام لابد أن نبعث برسالة خاصة للرفاق الثوار في دارفور مفادھا أن قضية بحجم قضية دارفور التي أزھقت فيھا مئات الالاف من أرواح الأبرياء ونزح فيھا الملايين ودمر فيھا الأخضر واليابس ستبقي قضية حية وستظھر الي السطح مجدداً وبشكل مختلف، لأنھا لا يمكن أن تنتھي بھذا الإستھبال السياسي كما يعتقد النظام وقوي الھبوط الناعم في إمكانية إستسلام الثوار لنظام عنصري فاسد فاقد للأھلية والشرعية.
    وختاماً نبعث بتحية الثورة والنضال لمثقفي الھامش وقوي الإستنارة التي لعبت وما زالت تلعب الدور الريادي في معركة تحرير العقول. ونشيد بالأقلام الثائرة التي إنتظمت في دعم ومناصرة الثورة من خلال حملات التوعية والتعبئة والتثوير بتسخير كافة الوسائل المشروعة، والإستفادة من التطور التكنلوجي والوسائط الإعلامية الحديثة بعيداً عن الأنا والعمل الصفوي والنخبوي المعزول. لقد ظلت أقلامكم شمعة مضيئة في طريق النضال لا يقل دورھا عن دور البندقية التي يمتشقھا رفاقكم الثوار في جبھات القتال، وبفضل ما قمتم وتقومون به سيكون النصر حليف ثورتكم، ولن يكون السودان كما كان من ذي قبل.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de