:: لو لم تحرض زاوية الخميس الفائت حكومة الخرطوم على محاسبة من تلاعبوا بنتائج إمتحانات مرحلة الأساس لهذا العام، فعلى قيم التربية والتعليم السلام .. ووصلاً لما سبق، ونقلاً عن تقرير إدارة القياس والتقويم، ذكرت بأن عدد الجالسين لإمتحان هذا العام (156.822 تلميذ وتلميذة)، وعدد حالات الغياب (1335 تلميذ وتلميذة)، ومن رسبوا في كل محليات الخرطوم (38.523 تلميذ وتلميذة)، والذين نجحوا (118.299 تلميذ وتلميذة)..وعليه، لاتتجاوز نسبة النجاح في ولاية الخرطوم (74.6%)، وليست (87%)، كما ذكر الوزير فرح مصطفى في مؤتمره الصحفي.. لماذا تغطي وزارة التربية والتعليم النسبة الحقيقية بأخرى مصنوعة؟.. من هنا يجب أن يبدأ التحقيق ..!!
:: ثم في الخاطر، لم تُعلن وزارة التربية والتعليم بالخرطوم ترتيب المدارس عقب إمتحانات العام 2016، إذ إكتفت باعلان نسبة النجاح.. وكنت قد أشدت لعدم إعلان وإذاعة قائمة المدارس والتلاميذ الأوائل - وغيرها من التصنيفات ذات الآثار النفسية السالبة - في هذه المرحلة من (عمر الطفل) .. ولكن الغريب في الأمر، غضبت مدارس الخرطوم العالمية لعدم الإعلان عن قائمة المدارس الأولى، ثم توعدت - على لسان صاحبها عبد الصمد عثمان - بتنظيم مؤتمر صحفي لإعلان قائمة المدارس الأولى، وكأنها كانت المسؤولة عن تصحيح امتحانات كل تلاميذ الخرطوم .. إنها سطوة النافذين، وليس نفوذ القانون ونظم الدولة، وإلا لما توعد مالك مدارس خاصة وزارة التربية وخالف نظمها بمثل هذا الوعيد ..!!
:: ولكن في هذا العام، يبدو أن وزارة التربية والتعليم إستجابت لوعيد مالك مدارس الخرطوم العالمية، وأعلنت - على لسان الوزيرفرح مصطفى - عن قائمة المدارس الأولى بالخرطوم، وعن إحراز مدارس الخرطوم العالمية - بنين وبنات - المركزين الأول والثاني على مستوى الخرطوم بنسبة نجاح (100%)، ولهذا تحرص مدارس الخرطوم العالمية على إعلان قائمة المدارس الأوائل ثم تهدد الحكومة بالإعلان إن لم تُعلن، أو كما فعلت في العام 2016.. ولكن ما يستدعي التحقيق هو مدارس الخرطوم العالمية لم تحرز المركزين الأول والثاني على مستوى الخرطوم بالمنافسة الشريفة، بل تلاعبت بقيم التربية وإنتهكت قواعد المنافسة الشريفة، وتم ذلك بعلم وزارة التربية والتعليم .. !!
:: فالذين جلسوا لإمتحانات هذا العام من مدارس الخرطوم العالمية لم يتجاوز عددهم (44 تلميذ) و (42 تلميذة)، حسب رصد تقرير إدارة القياس والتقويم، وقد نجحوا جميعاً وحققوا للخرطوم العالمية هذه النسبة (100%)..ولكن في الواقع - ما يستدعي التحقيق والمساءلة - الذين جلسوا لامتحانات هذا العام من مدارس الخرطوم العالمية يتجاوز عددهم (1.200 تلميذ وتلميذة)، وليس فقط (86 تلميذ وتلميذة).. وعليه، تصبح الأسئلة المشروعة، ماهي قيم التربية التي يتكئ عليها التلاعب بالأرقام ؟، وما هي نظم التعليم التي يتكئ عليها هذا الخداع الذي تمارسه مدارس أخرى - غير تلك - بعلم وزارة التربية..؟؟
:: أي لماذا يتم إبعاد الآلاف التلاميذ بلادنا من قوائم إحصائيات النجاح والرسوب، وكأن أمرهم ( ما مهم) ؟..هذا ما يستدعي التحقيق والمحاسبة.. فمن يتلاعب بالأرقام والنسب - لتحقييق مكاسب ذاتية تافهة - لايعلم أن مدارس اليابان تدرس تلميذ الصف الأول الابتدائي مادة أساسية اسمها (الطريق إلى الأخلاق)، ليتربى شعبهم على ثقافة التعامل مع الآخر بوعي و صدق ومسؤولية وأخلاق، وهذا على سبيل المثال .. وتلك هي المادة المفقودة، أي التي يجب تدريسها لولاة أمر التربية والتعليم بالخرطوم ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست