عشية التوقيع على اتفاقية أبوجا لسلام دارفور بين الحكومة السودانية.. وحركة تحرير السودان جناح السيد مني أركو مناوي.. في مطلع مايو من العام 2006.. التقيت مسؤولا بارزا في الدولة.. فبادرته بالتهنئة على توقيع لتفاقية السلام بأبوجا مع واحد من قادة الحركات المسلحة يومذاك.. سألني المسؤول مباشرة: هل وقع عبد الواحد..؟ أجبته: لا.. الذي وقع مني أركو مناوي.. وبعد ذلك جرت مياه كثيرة تحت جسر أبوجا.. جاء مناوي.. وشارك وشاكس وغادر.. كانت قناعتي أن الرجل لم يكن مرحبا به في الخرطوم.. وتلمست لاحقا.. من السؤال ومما بعده.. أن الخرطوم كانت تفضل عبد الواحد.. والفقرة التالية تشرح كل ما حدث بعد ذلك.. وتفسر لهفة الخرطوم.. آنذاك.. على عبد الواحد.. وعشمها فيه.. فاقرأ يا هداك الله.. هذه الفقرة من تقرير مهم نشر قبل سنوات يقول.. (الحركات دخلت التفاوض، وكان المعيار الذي يتم به تقييم الحركات هو المساحة التي تسيطر عليها في دارفور “أراضٍ محررة” وبعد انقسام حركة التحرير أصبح معيار جناح عبد الواحد هو تمثيله لأكبر المجموعات المتضررة، وهذا التقييم جعل العنف يستمر بضراوة أثناء التفاوض بين الحركات مع بعضها لتنافسها على (الأرض المحررة) وبين الحكومة والحركات حتى تحرم الحكومة الحركات ميزة (الأراضي المحررة)، وقد دفع الثمن الأهالي قتالاً وتشريداً، وزاد الوضع الإنساني سوءاً).. إذن كان عبد الواحد يمثل ثقلا.. لذا كان عشم الحكومة أن يكون عبد الواحد أحد الموقعين.. إن لم يكن على رأسهم..! ولئن كان من رأي البعض أن ذلك المعيار نفسه كان خطأ بكل ما ترتب عليه بعد ذلك.. من حرب ضروس ونزاعات مريرة.. بين الحركات في ما بينها.. ناهيك عن صراعها الطبيعي مع الحكومة.. ودفع الأهالي الثمن.. كما أشار التقرير نفسه.. ورغم أن ميزان القوة العسكرية.. ظل يتأرجح بين الحركات المسلحة.. إلا أن ما يجمع عليه كثير من المراقبين أن سطوة عبد الواحد وسط المدنيين.. وخاصة في معسكرات النزوح واللجوء ظلت تتزايد لسنوات طويلة.. وظل السؤال الذي يحير هؤلاء المراقبين.. ماذا فعل وينوي أن يفعل عبد الواحد بهذه الشعبية..؟ وتأتيك الإجابة صادمة إن لم تكن مفجعة.. ذات مرة سألوني في إحدى الفضائيات.. على مشارف توقيع اتفاقية سلام دارفور في الدوحة.. أن عبد الواحد يشترط أن تقوم الحكومة بإخلاء المعسكرات.. وإعادة النازحين واللاجئين إلى قراهم وحواكيرهم.. وتعويض المتضررين من الحرب تعويضا فرديا ونزع سلاح الجنجويد ومحاكمة مجرمي الحرب.. ليقبل بالجلوس معها.. أي الحكومة.. على طاولة التفاوض.. كانت إجابتي يومها.. أنه إذا كانت الحكومة قادرة على وراغبة في فعل كل ذلك.. فعلى ماذا سيفاوضها عبد الواحد.. وقبل ذلك.. لماذا ستفاوض الحكومة عبد الواحد إن فعلت كل ذلك منفردةً..؟! المؤسف أن قناعة تتشكل كل يوم وتتسع.. أن عبد الواحد نور.. يخوض حربا عبثية.. وفي خياله فقط لا على الأرض.. وإذا كان المجتمع الدولي وبعض المحلي كذلك.. ظل يحمل الحكومة في مناسبات سابقة.. مسؤولية تردي الأوضاع الإنسانية في دارفور.. فالمشهد اليوم يحمل عبد الواحد نور هذه المسؤولية.. هل يعقل أن زعيما ذا طموح سياسي مهموم بقضية وطنه وإنسانه.. يكون آخر ظهور له على منبر للسلام.. قبل اثني عشر عاما بالتمام والكمال..؟ هل يعني هذا.. بمنطق عبد الواحد.. أن كل من قبل مبدأ الحوار مثل خليل و جبريل ومني وغيرهم كلهم خونة..؟ ووحده عبد الواحد هو المناضل صاحب القضية..؟ وأي صاحب قضية هذا الذي يرضي لشعبه التشرد والمسغبة.. دون أن تكون له قدرة ولا رغبة في إضاءة شمعة واحدة لطرد الظلام..؟
يا الصهر الرئاسي: ماذا حقق ميناوى؟ ألم يضربوه في قلب العاصمة في مركز قواته بالمهندسين؟ ثم ماذا فعل السيسى؟ ألم ينتهى ببناء القصور والفلل ولهط أموال النازحين وغالبيتهم أهله؟ هل لهذه الحكومة مصداقية لحل قضية دارفور؟ لمن تم جلب المرتزقة وتكوين مليشيات الجنجويد الإجرامية؟ يحق لعبدالواحد أن يقف كالسيف وحده ولغبائك لم تفهم تساؤل محدثك ما إذا كان عبدالواحد قد وقع على إتفاقية أبوجا. دارفور منصورة يا سعادة الصهر الرئاسي وعندما تتفكرون في المحكمة الجنائية ستدركون أن الله قد جعلها نكبة عليكم،، ليس على البشير فقط بل على العقلية التي أنتجته وأنت أصيل في قلب ذلك.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة