العقلية الأمنية التي تسيطر وتصنع القرار في السودان تبدع وتبتدع كل يوم في استحداث تكاتيك جديدة لوأد التحركات الشعبية التي بلغت مرحلة اللا صبر على حكومة الاخوان المدمرة للوطن والمواطن . تفنن النظام في تطبيق سياسة الالهاء عبر آليتها الاعلامية الضخمة من نشر الكذب المصنوع من أحداث ملفقة تارة ، وتشديد قبضتها الآمنية عبر القتل والتهديد والوعيد والاعتقال والفصل التعسفي والتضييق في مصادر الرزق تارة أخرى ، بل تلجأ أحيانا إلى صناعة عدو خارجي وتسخير إمكانية إعلامية ومادية ودبلوماسية ضخمة لإقناع الشعب بهذه المعركة المتوهمة من إجل حماية الوطن وسيادته من الخطر المزعوم . كل هذا يحدث بمجرد شعورهم بأن الشارع على وشك الخروج على الحكومة لإسقاطها . تلك القيود التي كبلت الثورة والثوار من إنجاز مهمة إسقاط النظام زادت على كاهلهم أعباء إضافية تمثلت في الضعف التنظيمي لاحزاب المعارضة الذي أفقدها القدرة على الالتحام مع الجماهير وقيدها من تنظيم صفوفها للانتفاض وإسقاط النظام جماهيريا ، إضف إلي ذلك عدم قدرة التنظيمات المعارضة في تمويل أنشطها بسبب تجفيف مصادرها الشحيحة .
إذن كيف نكسر هذه القيود ونسقط النظام ؟
الواقع المتمثل في إستخدام النظام آليات متطورة لضرب المقاومة هو الذي يفرض على المعارضة استحداث وسائل جديدة للمقاومة وهذا يتطلب بالضرورة أن نكون مبدعين في إنتاج أسلحة سلمية ذات ضربات موجعة وذلك كله بجانب أهمية التنظيم وبناء لجان المقاومة الحزبية وغيرها والبحث عن مصادر جديدة للتمويل . ومن أهم تلك الوسائل الجديدة للمقاومة هي المقاطعة الاجتماعية لافراد النظام ومضايقتهم والكتابة على جدران منازلهم على سبيل المثال "بأن في هذا المنزل يسكن حرامي سرق قوت الشعب أو قاتل يتبع للمؤتمر الوطني " وغيرها من الوسائل التي يمكن أن يقوم بها أطفال الحي . خلاصة القول لا بد من التفكير في تطوير أساليب المقاومة للنظام وافراده وهو ضرورة حيوية للدفع بالثورة إلي الإمام ، كما لابد من إستحداث وسائل فعالة في الدفاع عن النفس وهو حق مشروع في التصدي لافراد الأمن وهم يستهدفون أي تجمع إو تظاهرة أو أعتصام أو نشاط سلمي معارض . فالحل هو الشروع الفوري لاعادة التنظيم وبناء شبكات لجان المقاومة داخل الاحياء والاستهداف المنظم لافراد المؤتمر الوطني داخل الاحياء كجزء من الحراك السلمي والشوارع لا تخون .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة