|
Re: ** سقوط الكبار** (Re: على محمد الخير)
|
الأخ الفاضل / على محمد الخير التحيات لكم وللقراء الكرام الأخ العزيز سوف أروي لكم قصة عجيبة للغاية عن هذا الفنان الذي يعتبره البعض من أكبر الفنانين في السودان إبداعا .. وقد يكون من أكبر الفنانين عمراً ,, وقد يلقبه البعض بأنه الموسيقار الكبير المبدع .. ولكن هذا الفنان قد سقط في نظري منذ ستينات القرن الماضي .
والقصة باختصار شديد كنا نحن طلاب في جامعة الخرطوم في ذلك الوقت في الستينات .. وكانت هنالك حفلة ساهرة يشترك فيها هذا الفنان محمد الأمين ضمن مجموعة من الفنانين .. قدم الفنان محمد الأمين فاصلا ثم نزل من المسرح ليتيح الفرصة لفنان آخر .. ليعود بعد ذلك في جولة أخرى من الغناء .
كان الطلاب والطالبات ينتشرون في حديقة الجامعة حول المسرح ,, وكنا مجموعة من الطلبة والطالبات نقف بعيدين عن المسرح قليلاً ,, فمر الفنان محمد الأمين بالقرب منا وهو في طريقه إلى الحمام .. وبمنتهى الأدب وبمنتهى حسن النية قال أحد الزملاء : ( ىا أستاذ محمد الأمين ) تعال إلى هنا ،، فالطريق ممهد وأمامك تلك الحياض مليئة بالمياه ,, وهي الحقيقة كما قال الطالب ،، ولكن وقعت المفاجأة عندما ألتفت إلينا ذلك الفنان الكبير وقال تلك العبارة الساقطة التي لا يتوقعها أحد إلا من سفهاء الشوارع ،، حيث قال بالحرف الواحد ( أمشي يا لــو...... ) لفظ اختشي أن أكمله للقراء الكرام ،، فكانت الوقعة كبيرة على الطلبة والطالبات ,, وذلك لفظ غير متوقع من فنان كبير .. يفترض أن يكون كبيرا في أخلاقياته كما يعتقد انه كبير في مؤهلاته الفنية ,, سكت الطلاب ولم يردوا عليه بحرف واحد إطلاقا .. ولما ابتعد الفنان ,, حاول الطلاب أن يجدوا مبررا لذلك التصرف الأحمق الساقط ,, فقال البعض مبرراً ذلك التصرف وذلك اللفظ الهابط من الفنان بأنه رد فعل طبيعي يقع من أصحاب العاهات والعيوب الخلقية .. فهؤلاء أصحاب العاهات يعتقدون أن كل من يخاطبهم ويحاول أن يساعدهم هو من الساخرين بهم وبعاهاتهم ,, وبذلك يتصرف البعض من أصحاب العاهات بمنتهى اللؤم واللداحة .
في ذلك اليوم كرهت نفسي ذلك الفنان كرها شديدا .. ومنذ الستينات لا أستمع لأغنياته كلياً ,, لدرجة أنني لو سمعته يغني في راديو الجيران لطلبت من الجيران أن يغفلوا الجهاز .. وذلك ليس كرهاً في مؤهلاته الفنية ولكن كرها في أخلاقياته الهابطة القذرة . ولكم التحيات .
| |
|
|
|
|