في ظل ما تمر به الامة الإسلامية من انحرافات في الفكر و تشرذم في الوحدة و انهيار في المستويات الأخلاقية بسبب التيارات و التنظيمات و الجماعات الدخيلة عليها و ذات النزعة العدوانية و الصبغة الإرهابية و الفكر المتطرف فإن الامة باتت بأمس الحاجة إلى أصوات معتدلة و أفكار وسطية ترفض الإرهاب و العنف و سفك الدماء و تؤمن بنشر المفاهيم الإسلامية التي جاء بها القرآن المجيد و دعا إليها جميع الرسل و الأنبياء و الاوصياء و الائمة ( صلوات الله عليهم ) ومن بعدهم الخلفاء الراشدين و الصحابة الأجلاء ( رضي الله عنهم أجمعين ) فكانوا بحق قرآن السماء الناطق بالقول و الفعل وما تركوه من إرث ذي قيمة كبيرة و كفيل بالخروج من كل الازمات التي تعصف بالامة في المستقبل وهاهو المستقبل ينذر عن مآسي و ويلات لمستقبل مجهول يسود فيه قانون الغاب القائم على سفك الدمار و انتهاك المقدسات بحجج و دعاوى واهيه تدل عن فساد أصحابها و كل مَنْ يتمسك بها و يسعى لفرضها على المسلمين بالقوة و تحت تهديد السلاح لخدمة المخططات البربرية و مشاريع قوى الاستكبار و الكفر و الالحاد و العبودية المذلة التي وجدت في داعش و التطرف و الإرهاب الأداة المناسبة التي تحقق لهم الغايات و الأهداف التي يسعون خلفها و لتحقيقها على أرض الواقع من هنا بات الامر يحتم على كل المثقفين و العلماء و أرباب الأقلام العروبية أن تشمر عن سواعدها و تصدح بأصواتها و تعلن ولاءها للدين الإسلامي الحنيف لتنشرف ثقافة الوسطية و الاعتدال و تعيد إعادة ترتيب الأوراق إلى البيت الإسلامي بعدما طالته يد التشويه و قلب الحقائق و التحريف من زيادة و نقصان فكان لازماً على سائر المسلمين أن ينهضوا من سباتهم و يكشفوا حقيقة المؤامرات الخارجية التي تحال ضدهم أولاً و ضد دينهم الحنيف ثانياً و مقدساتهم ثالثاً فكانت الوسطية و الاعتدال من أبرز تلك الحلول المتبعة ولقد ظهرت العديد من الأقلام الشريفة و المراكز الثقافية و تصدي العلماء و طلبة العلم و أصحاب الفكر الوسطي فتلاقحت رؤاهم و أفكارهم في خدمة الإسلام و رسالة السمحاء فتساقطت الأوراق الصفراء و انكشف مكر و خداع و ظهرت حقيقة داعش و قادتهم سقطت الأقنعة عن ضحالة فكرهم و خواء أدلتهم و عقم شبهاتهم وهذا ما تحقق فعلاً في جل المحاضرات العلمية التي طرحها في الوسط الاسلامي الأستاذ المهندس الصرخي الحسني و ضمن سلسلة بحوث الدولة المارقة و وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري التي جعلت داعش يترنح و إلى الأبد ، فقلبت الموازين للعديد من الحكومات الإسلامية التي اعادة النظر في مناهجها التدريسية الممجدة بأئمة داعش و تاريخ قادتهم محترفي الطرب و الغناء و ليالي الأنس الحمراء ، فهذه البحوث العلمية كانت بحق مدعاة للوسطية و الاعتدال التي قدمت المادة الدسمة لنمو الثقافات الإسلامية و شكلت الخطوات المهمة لإرتقاء الأمم و ابداع اقلامها الشريفة .
((من هنا بات الامر يحتم على كل المثقفين و العلماء و أرباب الأقلام العروبية أن تشمر عن سواعدها..)) يا بني هذه العقلية - بأن الاسلام دا خق العرب- زي اليهودية لليهود- هي العقبة الكبرى في بعث التدين الحق! هذه عقلية تنم عن النظرة الدونية للمسلمين غير العرب وخاصة ذوي البشرة غير البيضاء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة