:: وفاة مواطن و إصابة آخرين في نزاع - بين بعض الأهالي و شركة روسية - على إحدى مناطق التعدين بمنطقة غرب الباوقة بولاية نهر النيل .. وأصل الحكاية، كما يحدث دائماً في كل أرجاء السودان، فان بعض الأهالي بمنطقة غرب الباوقة يدَعون تبعية منطقة التعدين - وادي الصناقير - ل (شياختهم).. ومنذ أسابيع، يعترضون على نشاط شركة روسية ويرهبون عمالها، ويهددون بحرق الآليات وتدميرها، ما لم تخرج الشركة من (شياختهم).. ثم شرعوا في تهديدهم ليشتبكوا مع الشرطة، ويكون الحدث إنتقال أحدهم إلى رحمة مولاه و إصابة آخرين ..!!
:: (لاجديد).. وهذا ماحدث بجنوب كردفان أيضاً، حيث حرق بعض الأهالي مصنعاً للتعدين ثم آليات شركة تعدين، وكان التبرير أن منطقة التعدين جزء من ( حاكورتهم )..وعليه، فان أكبر عقبات الاستثمار هي (عقبة الأرض).. فالأرض في بلادنا لاتملكها الدولة و الشعب كما ينص دستور الدولة، بل تملكها القبائل ونًظارها ثم المجتمعات وشيوخها.. وإمتلاك القبائل والمجتمعات للأرض ( آفة ثقافية)، وأكبر معيقات الإستثمار..و تذليلاً لمتاعب إستثمارها، طورت الدول علاقة الإنسان بالأرض ثم نظمت هذه العلاقة بالقوانين التي لاتظلم المجتمعات ولا تعطل الإستثمارات..!!
:: ولكن نحن في السودان، منذ الإستقلال وإلى يوم الإشتباك مع الشركة الروسية ، لم يُكرمنا القدر بحكومة تطور علاقة الإنسان بالأرض وتنظمها بحيث تكون الأرض للدولة ومصالح شعبها، وليست للقبائل والمجتمعات بلا أي إنتاج أو جدوى .. وما لم تتجاوز علاقة الإنسان السوداني بالأرض هذه العلاقة (التقليدية المتخلفة)، فلن تهنأ البلاد بالإستثمار و الإنتاج .. ليس غرب الباوقة فقط، بل أقاليم في بلادنا - بحجم دول أوروبية وعربية وافريقية - مقسمة إلى ( حواكير)، ولكل قبيلة (حاكورة)، وممنوع الإقتراب من هذه (الحواكير)..!!
:: ممنوع الإقتراب من الحواكير والشياخات، لا بالزرع ولا بالرعي ولا بالتعدين ولا بغيرها، بحيث تظل كما هي - وديان وغابات وفيافي جرداء - إلى يوم القيامة .. والأدهى والأمر، ناهيك عن قبولها للمستثمرين الأجانب، بل لبعض القبائل - في كل أقاليم السودان - قناعة راسخة بأنها تستضيف قبائل سودانية أخرى في أرضها، أي كأن تلك القبائل المستضافة (أجنبية ).. !!
:: ولهذا، لا يزال السودان مجرد جغرافيا، ولم يدخل في قائمة (الدول الحديثة) التي يستفيد كل شعبها من كل مواردها، بما فيها أهم الموارد ( الأرض)..ولن ننهض اقتصادياً تحت ظل ثقافة تمنح للقبائل والمجتمعات سًلطة وضع يدها على الأرض، وعزلها عن سلطة الدولة وحقها الدستوري في التخطيط والتوزيع والاستثمار حسب خارطة (المصلحة العامة).. !!
:: كيف ننهض إن كان حفر بئر نفط في الأدغال يستدعي ( إذن قبيلة)، و زرع حوض برسيم في الفيافي يستدعي (موافقة عشيرة)، و تعدين ذهب في واد غير ذي زرع بحاجة إلى ( ختم عشيرة)..؟.. أين تنتهي مساحة ( الملك الخاص)، بحيث تبدأ مساحة (الملك العام).؟، بمعنى أين تنتهي حدود حواكير القبائل وشياخات العشائر بحيث تبدأ حدود الدولة السودانية ؟.. لا إجابة غير أن أرض القبيلة و العشيرة في بلادنا بلا حدود، وهذا ( أصل الأزمة) و ( أس البلاء )، ومن علامات (وهن الدولة)..!!
لكن من ايقظ هذا التخلف من مرقده؟ اليست هي الحكومة الحالية ومحاصصاتها القبلية واستقبال وفود القبائل ايام الانتخابات، ،والاغرب من ذلك ان بعض مثقفي المعارضة ما زالوا يتباكون علي نظام الادارة الاهلية والمشيخات لكن يا الطاهر ما جدوي الاستثمار وناسك يوماتي جارين للشحدة في دول الخليج
يجب البحث عن وجود جهات محرضة للأهالى لدفعهم للإصطدام بالحكومة و إستغلال الوضع الشئ الثانى لابد للحكومة قبل بدأ أى عملية تعدين أو تنقيب أو أى مشروع وضع حساب للأهالى بتعويض أو شراكة أو جعل نسبة لهم لتنمية مناطقهم و توفير وظائف لهم ز
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست