لعبة الكراسي ,, بقلم اسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 00:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2018, 03:34 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 703

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لعبة الكراسي ,, بقلم اسماعيل عبد الله

    02:34 PM February, 22 2018

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    في زمان مضى كانت لعبة الكراسي من امتع المشاهدات , في المهرجانات التي تقيمها المدارس الابتدائية احتفالاً باعياد الاستقلال , ويكون فيها عدد اللاعبين اكثر بزيادة لاعب واحد عن عدد الكراسي المرصوصة في شكل دائري , يقوم المتنافسون بالركض الحذر حول حلبة هذه الكراسي , انتظاماً مع ايقاع صافرة الحكم بصوتها المتقطع , ثم فجأة يصدر الحكم صوت متصل للصافرة ايذاناً بساعة جلوس المتنافسين على الكراسي , وهنا سيء الحظ من يجد نفسه واقفاً محتاراً , دون الحصول على سانحة للجلوس على كرسي , لانه وبكل بداهة ان عدد الكراسي اقل من عدد المتنافسين , و بذلك يكون قد خرج هذا اللاعب من المنافسة غير مأسوف عليه , هذه اللعبة تشبه الى حد كبير لعبة الحريق في (الكوتشينة) , فالمحترق هو الذي تجب عليه مغادرة طاولة اللعبة اولاً , تنتهي لعبة الكراسي بفوز وتتويج شخص واحد فقط , يكون هو المؤهل لنيل الجائزة , وهذا الفائز بجائزة هذه اللعبة الخادعة ولاعبيها المخادعون , يماثل فوز البشير بجائزة لعبة كرسي السلطة في السودان على مدى الثلاث عقود التي مضت , بذات اسلوب ومنهاج الخداع و المخادعة , الذي وثقت له المقولة الشهيرة (اذهب الى القصر رئيساً وانا اذهب الى السجن حبيساً) , فمنذ الانقلاب المشئوم الذي اجهض الديمقراطية الاخيرة , بدأت لعبة الصراع حول مقعد وكرسي الرجل الاول في الحكومة و الدولة , فيما بين كوادر ورموز الجبهة الاسلامية وحدهم لا شريك لهم , فالبداية كانت قد تجسدت في صراع العراب الشيخ وحوارييه من جهة , والعميد الركن و حواريي الشيخ الذين تمردوا عليه من الجهة الاخرى , فكان المحرك الفعلي لذلك الصراع السلطوي هو القبيلة و العرق , و الدليل على ما نقول يكمن في الاصطفاف و الاستقطاب الظاهر الذي مارسه كل فريق على الفريق الاخر , فتجد انصار الشيخ العراب من امثال علي الحاج و ابراهيم السنوسي و البشير ادم رحمة و المحبوب عبد السلام , اما من ساندوا سلطة العميد وتضامنوا معه فهم علي عثمان و عوض الجاز و نافع و مطرف وغازي الى آخر القائمة , فانتهى الصراع الى فوز فريق العميد على فريق الشيخ , في المفاصلة الشهيرة التي جرت احداثها في ديسمبر من العام 1999 ميلادي , فانبسطت اسباب السلطة في يد العميد بكامل مؤسساتها وشخوصها , و تنفس العميد وانصاره الصعداء بانزالهم للعبء الثقيل والاحساس الاليم بالفضل والصنيع الجميل , الذي قدمه لهم شيخهم الذي رعاهم في المهد صبية , فسار بهم عبر مسيرة طويلة شائكة وشاقة في معتركات السياسة و الكياسة , الى ان اوصلهم الى بهرج السلطة واجلسهم على الكرسي.
    المرحلة الثانية من مراحل لعبة الكراسي هذه بدأت بصراع قبلي آخر داخل دهاليز القصر الرئاسي , فهذه المرة اندلع العراك بين رهط علي عثمان و قبيل نافع , فانتهى بابعاد الاثنين من القصر شكلاً و بقاء جماعة نافع العميقة في مفاصل السلطة واجهزتها الامنية مضموناً , مع انزواء علي عثمان في مزرعته البعيدة و فقدانه لابن عشيرته الذي كان يدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني , و استلام المحسوب على فريق نافع محمد عطاء المولى لرئاسة الجهاز الأمني و المخابراتي , واستمرت هذه التشكيلة النافعوية و النفعوية سبعة اعواما حسوما , حتى دارت عليها الدوائر قبل ايام فانقلب عليها السلطان , الذي لا أمان له مهما تقربت منه او قرب منك , حتى لو كان هذا القرب قد جاء اليك بمحض ارادة السلطان ذات نفسه , لان للسلطة عتو و جبروت لا يعير ادنى اعتبار لصلة القربى والدم , بل الاولوية و الاهمية لدى السلطان هي ان يبقى على الكرسي , ولو على جماجم بني جلدته الاقربين , وهذا هو سر بقاء النظام الانقاذي هذه السنين الطويلة , انه نظام يستثمر في الميول القبلية و الجهوية و العرقية للمكون السكاني للدولة السودانية , وتلك هي نقطة الضعف القوية التي استفاد منها الانقاذيون في الجلوس والتعفن على مقاعد مؤسسات الدولة , وكغيرنا من الدول الافريقية فان البداوة و العشائرية هي السبب الجوهري في تمكن الدكتاتوريات العسكرية من رقابنا , فعندما يكون الرئيس قادم من قرية صغيرة و بعيدة , فسوف لن يتخلى مثل هذا الحاكم عن ارثه البدوي وثقافة الحيشان والبيوت , و سوف يعمل على تجسيد هذا السلوك البدوي البسيط في ممارسته لحكم دولة لها من التنوع و التعدد البيئي و النفسي و الديمغرافي ما لها , وهنا تكون المقارنة واضحة وفاعلة عندما تضع رئيس مثل جعفر نميري ابن ام درمان , وابن حي ودنوباوي في مقابلة مع العميد ابن الحيشان الثلاثة , فالنميري رغم تسلطه الا انه كان اقل بداوة وقبائلية وعرقية من العميد الركن في تعاطيه مع وزرائه وشعبه ومؤسسات حكومته آنذاك.
    نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا , بيت الشعر الذي جسد مأساتنا في الركون الى الانتمائات الاثنية الضيقة , بينما نحن نؤدي دورنا الاداري عبر مؤسسات الدولة , فننقل هذا الداء معنا الى مواقع العمل التي يجب ان يكون مسلكنا فيها وطنياً وقومياً خالصاً , فانظروا الى كارثية هذا المسلك العرقي والاقصائي الذي تبنته الانقاذ , فقد اوصلها الى تضييق حلقة الصراع والتنافس السياسي في القبائل والبيوتات و العشائر و الاسر , الأمر الذي ادى الى فشلها في ادارة الصراع في دارفور وجنوب كردفان و النيل الازرق , فالنظام الذي اسس على منهاج جهوي لا يرجى منه اصلاحاً على الاطلاق , لان الانغلاق و انسداد الأفق حتماً سيكون المصير الذي سيؤول اليه , وبالرجوع الى الوراء قليلاً يتراءى الينا ذلك المشروع الجهوي الصارخ , الذي ابتدره حزب المؤتمر الوطني فيما عرف بورقة مثلث حمدي , تلك الوريقة التي فضحت المنظومة الانقاذية اكثر واكثر , و زادت من قناعات الحادبين على مصلحة البلاد بأن القيادة الانقاذية تعامل مواطنيها بمعيار الخيار و الفقوس , المعاملة التي سوف لن تورث العباد و البلاد الا مزيد من التشرزم و التقسيم , فالنظام الذي يفاضل ما بين مكونات افراد سكانه العرقية , و يعمل على ترجيح كفة مصالح بعضهم على البعض الآخر , ليس جديراً بان يبقى كل هذه السنين العجاف على سدة الحكم.
    متى تنتهي هذه اللعبة الخادعة ؟ ام انها ستفضي الى تنصيب السيد المشير ملكاً على السودان؟ , كما ادلى بهذا التصريح ذلكم الدجال الشهير , ففي بلاد السودان التي سيطر عليها الكيزان لا تستغرب اذا حدث وان رايت هذا التنصيب الملكي عبر شاشات التلفاز في يوم من الايام , لان ما يدور في الوقت الراهن من انحسار للتنافس حول السلطة الى هذه الدرجة , التي اصبحت فيها العشائرية هي المعيار الرئيس في تولي المنصب الدستوري العام , والتي تشير بكل وضوح الى عصر الأنحطاط السياسي في بلد شهد انبلاج نور اولى ثورات التحرر الشعبي في المنطقة , ومما يؤسف له ان يكون التطور السياسي في السودان عكسي الحركة , اذ انك ترى التدهور و الاضمحلال قد بدأ منذ اول يوم رفع فيه علم الاستقلال , ثم توالت النكسات والانكسارات والاخفاقات في بلادنا الى لحظة انهمار هذا الحبر , على عكس البلدان الاخرى التي تلحظ فيها التطور الايجابي و الطردي الامامي , إذ تجدنا اكثر الشعوب تباكياً على الماضي بسبب ما فرطنا فيه من حاضر كان من الطبيعي ان يكون مشرقاً , بناء على الاساس المتين الذي تركه المستعمر , فكل شيء بهيج لدينا ارتبط بالامس , ففي قنوات التواصل الاجتماعي تجدنا اكثر الشعوب بحثاً عن الصور القديمة لتاريخنا , لان صورنا الحديثة لا تشرفنا في المحافل الاقليمية , و لا تعبر عن طموحنا الرياضي والغنائي والسياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.

    اسماعيل عبد الله
    [email protected]
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de