حينما انتقدنا كيفية ووسيلة جمع السلاح من مناطق التماس ، لم نكن بأي حال من الأحوال ضد الحملة التي يدير ملفها نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن،لكننا أبدينا ملاحظات يجب أن تؤخذ في الإعتبار وهي تتمثل في حماية القبائل المتاخمة لدولة الجنوب المنهارة،ولابد من توفر القوة الكافية من الأجهزة الشرطية والقوات المسلحة التي تطمئن المواطن على ماله وسلامة نفسه في مناطق التماس!! بالأمس وأنا أتابع تطورات إنفلات الأحوال الأمنية بولاية غرب كردفان تحديداً في منطقة يتخذها الرحل سوقا تتوفر فيه إحتياجاتهم الحياتية وهي أكبر الأسواق لتجارة الماشية والصمغ العربي ،المنطقة تقع داخل الحدود السودانية شمالاً بحوالي سبعين كيلو متر،وهي تبعد عن محلية الدبب ببضع كيلومترات وتقع في الإتجاه الجنوبي الغربي من حقل هجليج الغني بالبترول، الهجوم الذي قامت به قوات تتبع لدولة الجنوب على مواطنين عزل في (فريق) يتكون من أسرة واحدة خلف أكثر من أحد عشر جريحاً من بينهم امرأتين وطفلين من الجرحى أحدهم في الشهر الثامن من عمره،وكان الهجوم في الرابعة صباحاً!! معركة (أبوكدمة) لم تكن هي المعركة الأولى خلال هذا الشهر بل سبقتها حادثتان في الخامس من فبراير والأسبوع الثاني منه والحادثتان في الجزء الجنوبي الغربي للولاية، وحادثة الأمس هي الثالثة في شهر واحد الهجوم من قوات منظمة مسلحة بعتاد ووسائل حركة في ظل وجود قوات اليونسيفا والتي تتولى حماية أبيي وتفصل بين الجنوب والشمال،وتتمسك هذه القوات بما يسمى خط عشرة وهي غير مستعدة أن تخرج خطوة واحدة حسب صلاحياتها وهي حدود أبيي المدينة؟!! زيارة نائب رئيس الجمهوري حسبو الأخيرة لحضور مؤتمر الصلح بين قبيلتي الزيود وأولاد عمران ، أخذ سعادة النائب تنويراً كاملاً عن التهديدات التي تقوم بها قوات من دولة الجنوب لأهالي عزل في مناطق رعي أبقارهم، وأن هناك أحداثا فقد فيها مواطنون في المنطقة أكثر من 3600 رأس من الماشية وحوالي 12 قتيلا، ومازال التهديد قائما، لكن هذا لم يحرك ساكناً لدرجة أن نائب الرئيس لم يعير الأمر اهتماماً فقط كان مشغولا بما يسمى المصالحات القبلية،(عميان ومسكوه عكاز)!!؟ القوات هذه تتسلل من ميوم في جنوب السودان وبانتيو واللتان تبعدان عن منطقة الحدث بحوالي 154 كيلو جنوباً وتتحرك هذه العصابات بغرض السلب والنهب للأموال والأبقار في تعدي وأضح لسيادة الدولة السودانية، والى اليوم الثاني من الأحداث الأهالي يقفون على ضحاياهم لوحدهم ينقلون الجرحى ويسترون الشهداء ويستعدون للذود عن الأرض والعرض، كأن ما أصبح السودان دولة عشائرية ليقع على عاتق القبيلة حماية نفسها ودفاعها عن رقعة تسكنها لتحيا وتعيش، لا يوجد تحرك للقوات النظامية التي تعسكر في منطقة (ناما) ولا تتحرك إلا بتعليمات مركزية، وسينتظر المواطن طويلاً؟ هذا الهجوم المنظم سيتواصل طال ما الهدف هو السلب والنهب للماشية والأبقار واستقرار مليشيات دولة الجنوب المنهارة في أيما رقعة إستطاعت إغتصابها من أراضي الوطن لترتكز عليها مستخدمة في ذلك وضعية أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان، وتركها كواحدة من أكبر الملفات العالقة بين الدولتين بعد الإنفصال،وفي غياب الوضع الرسمي لحكومة الجنوب أصبحت إشرافية ابيي شمال السودان طائر يحلق بجناح واحد، ولا يستطيع أن يحرك ملفات القضية في غياب اللا دولة في جنوب السودان، ولكن على الحكومة أن تقوم بدورها كاملاً حماية لأرض الوطن بكل الوسائل والسبل ولا تترك أطرافه يتجازبها الطامعون، هناك حلايب وشلاتين وهنا أبيي ولا ندرى ماذا يكون غداً!؟ السيادة على الوطن تعني العيش في رحابه بأمن وسلام، لا أن يدفع المواطن ماله وفلذات أكباده، بالتوهم أن للمنطقة وضعية خاصة ذات رقابة دولية؟ أناشد من هذه الزاوية السادة نواب المجلس الوطني بولاية غرب كردفان على رأسهم النائب حسن صباحي الى دعوة عاجلة لوزيري الداخلية والدفاع حتى ولو على مستوى لجان المجلس للتفاكر في الأمر بجدية وعجالة، حتى لا تدرك الحكومة مؤخراً أن (أبوكدمة) هي بداية مسلسل طويل تستدرجها فيه دولة الجنوب إلى معارك تتحاشى الحكومة دخولها الآن، وحتماً لن يصمت شعب المنطقة لتبيده فلول دولة الجنوب وهو مكتوف الأيدي؟!! أشواق أبيي وشعبها في إحساس الوطن بألم الجراح الذي يعيشونه وأن يتداعى أبناء الوطن جلة إلى قضية وطنية تسمى (أبيي)،لكنهم يتحسرون على أشواك الساسة وسوء اخراجهم الذي جعل أبيي قضية قبيلة وليست قضية وطن بأكمله وهذا أمرٌ مؤسف.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عوض فلسطيني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست