قال احد الاشقاء العرب وإن صح التعبير أننا عرب لزميله السوداني الذي يعمل معه في احدى الدول الخليجية ، لماذا تتهمون بالكسل ، ولم اشاهد احد من السودانيين غير نشيط او كسول وجميعهم يؤدي عمله بكل همة ونشاط . لذلك هذه العبارة غير صحيحة. وطبعا هذه العبارة غير صحيحة. لأننا شاهدنا وسمعنا كمية الاشادة التي تصل من الاجانب والعرب عن همة وأمانة ونزاهة ونشاط السوداني . الله سبحانه وتعالى ( يجاز الكان السبب) ، وهذه التهمة ، وسبب اطلاقها معروف لا داعي لذكره في هذا المكان لأن الجميع يعرفه.
اما اتهام الريس البلاروسي لوكوشينكو لنا بالكسل سنجد له العذر لإنه لايعرف السبب ، ولم يأتي إلى السودان عندما كان 7 مليون سوداني من مختلف انحاء البلاد يعملون في مشروع الجزيرة بكل همة ونشاط ، الخير يعم الجميع ، ولم يشاهد المنطقة الصناعية في بحري والتي تستوعب الملايين ، ولم يشاهد المشاريع الزراعية في النيل الابيض ويامبيو وكسلا والشمالية ، ولا ملايين الافدنة التي تزرع بالامطار وتنتج السمسم والذرة وغيرها من الحبوب والبطيخ والخضروات والفواكه وغيرها من خيرات الارض ، ولم يشاهد السكة حديد او الخطوط الجوية أو الخطوط البحرية وغيرها من الانشطة الاقتصادية والتجارية الموجودة في بلادنا .
الجماعة يتهمونا بالكسل والتراخي ولا نشتغل مما غير قادرين على دفع الضرائب والاتاوات ، وزير المالية الاسبق قال نحن كسالى وغير منتجين ، كيف ننتج والأموال تروح في جيوب أناس آخرين ، اين اموال البترول ، واين اموال الخصخصة ، اين واين !!!!!.
الدولة في مختلف انحاء العالم هي التي تتسلم المبادرة وهي التي تقدم الافكار وتوفر البنية الاساسية ، من كهرباء وطرق ومياه الشرب والري وسكك حديدية وصحة واتصالات وغير من الخدمات الضرورية التي تشجع على الانتاج ، وهي التي تفتح البنوك للمنتجين حتى يستطيعوا توفير مدخلات الانتاج سواء في الزراعة او الرعي او الصناعة او غيرها . الدولة هي الترس الاساسي الذي يدور حتى تدور عجلة الانتاج . ولسنا في مجال شرح لمن هو المسؤول .
في دول جنوب شرق آسيا وخاصة اليابان ، توجد وزارة تعرف بوزارة التجارة الخارجية والبحث العلمي إن لم تخني الذاكرة ، هذه الوزارة تقوم بتوفير 65% من تكلفة أي عملية دراسة جدوى وابحاث وتطوير للشركة التي ترغب في تطوير سلعة معينة سواء كانت سيارة أو جهاز تلفزيون او أي منتج آخر ، وهذا ليس غباء من الدولة أو رشوة للشركات أو اي سبب آخر ، حيث أن الشركة التي تجد مثل هذا الحافز بلاشك ستنتج ، وتقدم منتج يتميز بالجودة العالية ويتم تسويقه في شتى انحاء العالم ، ويحقق نسبة مبيعات عالية ويحقق ارباح خيالية ، وهذه الارباح بلا شك ستنوب الحكومة منها جانب ، حيث ستوفر الشركة فرص عمل للمواطنين وغير المواطنين في شتى انحاء العالم. كما تقوم ايضا بدفع الضرائب للدولة التي ستجني بلاشك مليارات الدولارات .
عندما كانت شركة تويوتا اليابانية ترغب في اقامة مصنع للسيارات في فرنسا ، تكفلت الحكومة بمنح قطعة الارض مجانا و دفعت نسبة 10% من تكلفة المشروع ، هل الحكومة الفرنسية قامت بهذا العمل من اجل سواد عيون تويوتا ، طبعا لا, الحكومة الفرنسية تعلم ان هذه المصنع يحتاج لإقامة الاف المصانع المساعدة وتوفير فرص العمل لأهل المنطقة التي سيقام عليها المصنع . كما سيسهم في توفير الكثير والكثير من الوظائف غير المباشرة وتنمية المنطقة التي سيقام عليها المشروع بالإضافة إلى جنى مبالغ كبيرة من الضرائب.
بدلا من ان تنام مدخرات الشعب السوداني في بنوك سويسرا وماليزيا والصين هانئة ويستفيد منها آخرين ، يجب أن تأتي إلينا وتحل المشكلة ، وتساهم في اعادة تعمير المشاريع التي انهارت مثل مشروع الجزيرة والسكة الحديدة والخطوط الجوية والخطوط البحرية . والعمل على توفير الخدمات الضرورية حتى لايقتلنا الاسهال المائي أو السيول أو السرطانات أو الفشل الكلوي أو الملاريا او غيرها. نحن صبرنا عليكم كثيرا كما قال مهدي ابراهيم ،متى تعود اموالنا. لما ظروفنا تتحسن سنعطيكم نحن طواعية ، حتى لاتضربونا بالكرباج أو تسلطوا علينا حميدتي.
السودان بلد كبير وغني بموارده ويسع الجميع بدلا من حصر الثروة في ايدي جماعة بعينها ، يجب ان توزع الثروة على الجميع بالتساوي. السودان كان يوفر العمل لأهله وجيرانه من خلال المشاريع الزراعية الكبرى في الجزيرة والمناقل وطوكر والقاش ومشاريع النيل الابيض وغيرها ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة