إنقلاب في بوركينا فاسو! بقلم أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 11:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2018, 04:55 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 266

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إنقلاب في بوركينا فاسو! بقلم أحمد الملك

    03:55 PM February, 11 2018

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    (نُشرت قبل سنوات، والحال يبقى هو نفس الحال (بل اسوأ) وفي جوّانا صدى الذكرى)

    أخرج سليمان التاجر جهاز تلفزيون صغير يعمل بالبطارية من بيته القريب
    ووضعه في الباحة أمام المسيد .
    في جهاز التلفزيون ظهر رجل يشرح أن سبب الغلاء والابتلاءات هو ابتعاد
    الناس عن الدين!
    قال سليمان الاعرج: ابتعدنا مشينا وين؟ ما هو نحن قاعدين هسع فوق برش
    الصلاة في المسيد! في زمن الانقاذ دة بقينا كلنا زي خليفة المهدي، قاعدين
    فوق برش الصلاة راجين الموت!
    قال حاج سعيد: وطيب مش قالوا البلاء يعم، ولا البلاء ذاته سوى ليه دقينة
    وبقى يعزل ناسه، ويعم في الباقين!!
    ضحك الطاهر وقال: ديل زمان قطّعوا فاتورة البلاء مع فاتورة البترول!
    إقترب صلاح الجاز محدّقا في التلفزيون وقال: الزول دة أعور، مش كدة؟!
    لم يرد أحد على صلاح في البداية، ثم قال حاج سعيد: الزمن دة يا صلاح
    الناس بالجوع بقت ما شايفة قدامها، الناس ماشة ساكت، كلهم خارج التغطية
    زي ما بيقولوا في التليفونات،
    لو عرفت القدامك دة زول ولا ما زول ما خليت شئ، أعور أعمى دى حاجات ما
    مهمة ولا في زول بيلاحظها، قبل أيام لقيت الحنين، بيشاكل في زول بصوت
    عالي، ويقول ليه، ليه ما ربطت الحمار كويس؟ الحمار شرد ودخل في برسيم حاج
    الطيب، أكيد أولاده ودوه الكارة، تمشي هسع تجيب الحمار وتدفع القروش
    بطريقتك، قرش واحد ما بديك!. مافي زول ظاهر، قلت يمكن بيتشاكل مع ولده
    يكون واقف ورا حاجة انا ما شايفه، وكت بقيت قريب، ما لقيت زول، قلت ليه
    انت بتشاكل منو؟ إتخلع وبقى يعاين حواليه وقال لي الولد كان واقف هسع،
    عاينا حوالينا ما في اثر للولد في الارض، لكن لقينا الحمار حايم قريب في
    الزراعة! وأثره في الأرض! الظاهر شاف الحمار افتكره ولده!
    إستمعوا قليلا لحديث الرجل في التلفزيون، ثم قال حاج سعيد: طيب الانجليز
    ديل ما مسلمين، وبعد دة الدنيا في زمنهم كانت بخيرها، وكت الفيضان شال
    بيت أبوي مشى قدم طلب ادوه تعويض! واذا في مرة دايرة تلد يضربوا للإسعاف
    بالتليفون العنده منفلة، يجي الاسعاف يوديها المستشفى، تولد وتقعد في
    المستشفى مجان، هسع الاسعاف لو جة يوديك الآخرة! يدوك حقنة غلط، تروح
    فيها ولو أهلك ما دفعوا تمن الحقنة الغلط ما يسلموهم جنازتك!
    لاحظ الطاهر: هسع ما بيرجوا الفيضان، بيجوا براهم يشيلوا بيتك، يقولوا
    دايرين نعمل طريق! ولو قدمت طلب التعويض يقولوا ليك مر علينا بعد فترة،
    ترجع بعد زمن يقولوا ليك مافي طلب بإسمك أكتب طلب جديد، وفي النهاية ما
    بتطلع منهم بشئ. ولو ما جة فيضان يغرق بيتك بيبنوا ليك سد، وعشان ما
    يعوضوك بيحرقوا النخيل قبال يبنوا السد، ويقولوا ليك بيتك قديم جالوص،
    وانت زول مسكين نخلة ما عندك! وعوضك علي الله! دي قسمتك!
    قال سليمان الأعرج: الاولاد الوديناهم يقروا الجامعة على حسابنا أول ما
    خلصوا القراية ومسكوا الحكم، باعوا الجامعة ذاتها! ديل زي أولاد العقرب،
    أول ما يطلعوا من بطن أمهم، ياكلوها، بعدين ينطلقوا عشان يلدغوا الناس من
    طرف!
    قال حاج سعيد: بقت على الجامعة البلد ذاتها مبيوعة ونحن قاعدين فيها
    بالدين! البحر دة ذاته قالوا مبيوع، خايف نصحى يوم نلقاه خلا!
    إبتسم الطاهر، أخيرا خبر سار: حسين ود عبد الرسول قالوا لقى ليه كتلة دهب
    كبيرة يمكن عشرة ولا عشرين كيلو!!
    ربنا فتحها عليه، زي الكيزان! بس هو جابها بضراعه لا سرق بترول لا باع
    مستشفى ولا جامعة!
    قال الطاهر: أبوه كان مخاصمه عشان رفض يجي يزرع معاه، وهو ذاته كان ماخد
    في خاطره لأن أبوه اتزوج فوق امه وطلقها! وكت الولد شاكله وقال ليه يرجع
    أمه، قال للولد ما معافيك دنيا ولا آخرة! اها اول ما سمع بخبر الدهب مشى
    للولد حضنه وقال ليه عافيت منك الدنيا والآخرة!
    اعلن حاج سعيد: اليومين ديل العفو بقى زي الكهربا بنظام الدفع المقدم!
    مافي زول مسكين غيرنا نعافي في الاولاد مجان ساكت
    ضحك سليمان التاجروقال: الولد قبل يومين ضرب لي تليفون قال داير رصيد
    وسكر وشوية حاجات للبيت، وقال لي رسلها مع الولد، ولدي عبد الرحمن مشى
    القش، شلت الحاجات ومشيت خبطت الباب مافي زول فتح لي، وانا سامع صوتهم هو
    وابوه يتكلموا. دفرت الباب وخشيت لقيت حسين راقد بالسروال وأبوه بارك
    فوقه يدلّك ليه في ضهره!
    ضحك سليمان الاعرج وقال: بركات الدهب! سبحان الله أيام الفلس كانوا كلما
    يتقابلوا يتشكلوا! مرة واقف جنب عبدالرسول في الحواشة كان ماسك الموية جة
    حسين قعد في الواطة يمرق ليه شوكة من كراعه، ابوه قال ليه بتعمل في ايه؟
    قال ليه بمرق لي في شوكة.
    أبوه قال ليه: شوكة في (قنيطتك)!
    عبد الرسول اتلفت كدة والولد قام عليه بالعكاز، وقال ليه ما تصلّح ملافظك ياخينا!
    ضحك سليمان التاجر وقال: مرة قاعدين معاي في الدكان، حسين قال عاوز يسافر
    العمرة، بعدين يتكلم مع ابوه زي صاحبه قال ليه: ما تقوم يا عبد الرسول
    الله يهديك، بيع حتة الواطة بتاعتك دي، اصلك وارثها من أبوك ما داقي فيها
    حجر دغش! بيعها وأدينا القروش نسافر بيها! والقروش انشاء الله تلقاها
    قدام!
    عبد الرسول قال ليه: أوديها وين قدام وأنا (من..وك) هنا! (تم حذف حرف
    الياء منعا لخدش الحياء العام، باع الكيزان القطاع العام ، وتركوا لنا
    الحياء العام !)
    بعدين سكت عبد الرسول شوية وقال لي حسين:
    يا ولدي في زول بيكره ولده، عليّ الطلاق أنا كرهتك!
    حسين قال ليه: والله نفس الشعور يا ابوي!
    ضحك حاج سعيد وقال: ما محبة الا بعد عداوة! بعد الدهب ظهر، يظهر عبد
    الرسول حيرجّع أم حسين، ويمكن يطلّق المرة الجديدة! زواجه الجديد دة كان
    فلس ساكت!
    قال سليمان التاجر: فعلا وكت قاعد يدلك للولد انا لقيتهم يتونسوا وقفت
    مسافة اسمع كلامهم، حسين يقول لي ابوه مرتك الجديدة دي مرة فقر، مرة أنا
    صغير مشيت عليهم في البيت، انت رسلتني اجيب منهم ميزان الشمار، ابوها كان
    فقير يكتب البخرات، لقيته قاعد وسط النسوان، واليوم داك عيادته المحوّلة
    عمرانه، فيها نسوان مغتربات، البخرات والحجبان يتطاقشن، كورك فوقي من
    بعيد وقال لي داير شنو يا ابن الكلب! .. زوجتك دي أكبر مني في العمر
    شوية، جات من جوة البيت طردتني برة وقفلت الباب في وشي. من اليوم داك
    كرهتها وكرهت أبوها، وكمان وكت طلقت امي وجيت عرستها كرهتها زيادة. هسع
    سيبك من قصة انا بحبكم وانتوا اولادي الكبار وأمك دي انا بتفاءل بيها!
    وقت تصابحني بصابح الرزق! في زول يتفائل بي زول يمشي يطلقو؟ لو داير ليك
    قريشات، تطلّق المرة دي وترجع امي بعدين نتفاهم.
    أبوه ضحك، ظاهر ضحك خوف! يمسح في ضهر الولد، بحنان شديد، حنان بتاع زول
    مسكين محتاج، ويقول ليه، امك بنرجعها، لكن والله بت شيخ النذير دي طيبة
    ومسكينة، أنت بس ما تعرفها بعدين بت يتيمة، حرام انا لو طلقتها اخو
    يراعيها ما عندها. وكت طردتك من البيت، ابوها رسلها، أبوها فعلا كان راجل
    فقر، والله انا فرحت وكت مات!
    وحسين يقول ليه: دي مرة قاهرة، بتقدر تدبر حياتها، نديها الورقة ومعاها
    عس لبن. وكيف ما عندها أخو؟ النسوان زمان كان بيقولوا نمشي للنذير يدينا
    الجنا، طيب ليه ما جاب الولد!؟ ولا باب النجّار مخلّع!

    قال صلاح الجاز: شيخ النذير دة استغفر الله من ذنبه قالوا بتاع سفلي،
    عزالدين ود حسن نوري قبل يمشي الخرطوم زمان مشى ليه وقال ليه عندي عوارض
    محل ما اشتغل تحصل مصيبة، آخر مرة مشيت للقاح التمر بحري من كرمة، إشتغلت
    أول يوم، وفي نفس اليوم بالليل قامت حريقة حرقت النخيل كله! قالوا
    الكيزان بيحرقوا النخيل عشان ناس المنطقة رفضوا يطلعوا منها عشان الحكومة
    تبني السدود! محل ما أقبّل الحرايق تقوم يا يجي البحر يغرّق المنطقة! شيخ
    النذير قال ليه الجماعة مكن يفكوا العارض ويشوفوا ليك شغل !
    ضحك سليمان الاعرج وقال: شغل شنو، دة جن سفلي ولا مكتب عمل!
    بعدين بعد يشتغل قال ليه الجن بيجيك في اليوم تلاتة مرات!
    قال سليمان مدعيا عدم الفهم: يجيه ليه؟
    قال سليمان التاجر: حيجوه يعني لقولة خير، حيجوه ينوموا معاه عشان يخلصوا حقهم!!!
    أها وعزالدين قال شنو؟
    قال ليه تلاتة مرات في اليوم كتير! حنشتغل متين يعني لو الجن حينط علينا
    كل شوية! بعدين عزالدين الظاهر مغروض في الشغل يقول لي شيخ النذير: خليني
    أتكلم مع الجن براي، انا بأقنعه! أنا خبرة معاهم، زمان كان في خرابة جنب
    بيتنا، بالليل مرات الجماعة يولعوا الأنوار ويعملوا حفلة يحمونا النوم،
    ناس البلد ممنوعين من الحفلات بسبب حظر التجول! والجن سهرانين الليل كله
    يغنوا ويرقصوا! حالتهم قالوا جن مسلم! سقت معاي أولاد الحلة ومشينا عليهم
    شايلين عكاكيز أصغر واحد فيهم يرمي الجمل! الناس الكبار قالوا ما بتقدروا
    عليهم جيبوا المشايخ، قلنا ليهم لا مشايخ ولا دفاع شعبي، وقعنا فيهم
    بالعكاكيز شردوا خلوا البلد! من اليوم داك بقى حفلات في بلدنا مافي، الجن
    طردناهم والناس طردتهم الحكومة!
    ضحك الاعرج وقال:
    يا سليمان السنة الفاتت حسين قالوا طلب بتك الصغيرة رفضت تديه، هسع كيف؟
    ضحك التاجر وقال: والله انا ما أبيته، كان فقران لكن الفقر ما عيب كلنا
    ناس رزق اليوم باليوم، البت قالت دايرة تقرأ، أصلها بت فقر، القروا عملو
    شنو؟ هسع لو وافقت كان مرقنا لينا بي كيلو دهب زي البرنامج بتاع
    التلفزيون!


    قال الطاهر: قبل سنتين جاني قال لي داير أزرع معاك في الحواشة، أنا في
    الحقيقة كنت محتاج لي زول معاي، كنت داير أزرع مساحة أكبر شمار، أنا كنت
    سامع انه بيشتغل كويس لكن ما بيسمع الكلام ومرات يسافر اثناء الموسم بدون
    يكلمك، قلت ليه يا حسين انت مزارع كويس لكن أنا كمان بحب الانضباط.
    قال لي إنضباط شنو؟ دي زراعة ولا دفاع شعبي! قلت ليه دفاع شعبي ما بعرفه،
    لكن انا عندي كل شئ في مواعيده، نسد البوغة بالمواعيد (1)، ننضف الزراعة
    ونرويها بالمواعيد، قال لي خلاص اديني يومين أفكر في الموضوع لأن قصة
    إنضباط دي بتذكرني الجيش! قبل سنتين ناس الجيش كان قبضوه في سوق السبت،
    ودوه معسكر الظاهر تعب فيه تلاتة شهور لغاية ما شرد. قلت ليه خير، لكن
    تاني ما رجع.يعني شرد قبل ما نبدأ معسكر الزراعة! يا ربي يكون ماخد في
    خاطرو مني لغاية هسع؟!
    ضحك حاج سعيد وقال: أنا الحمدلله لا جاني لي عرس ولا لي زراعة. بنت للعرس
    ما عندي ولو جاني للزراعة كنت بشغله، الأولاد كلهم مشوا الدهب ما تصدق
    وكت تلقى ليك زول يجي داير يزرع! حتى لو زرع القمح في الصيف! والعيش في
    الشتاء!
    قال الطاهر ليطمئن نفسه: لكن أنا نفعته، لو قلت ليه تعال أزرع ما كان مشى
    الدهب ولقى نصيبه! لو زرع معاي كان مرق ليه بقنطار شمار وشوال قمح
    وقيراطين ويكة!
    قال صلاح الجاز: الطاهر انت الظاهر عاوز ليك سلفية ولا حاجة!
    ضحك الطاهر وقال: والله لو لقيت زول يموّل لي الموسم كان وسّعت الزراعة
    شوية السنة دي، أولاد حسن أخوي قالوا ماشين الدهب، قالوا الزراعة ما
    جايبة حقها، وقالوا لي ممكن تزرع ارضنا معاك السنة دي!
    جاء فارس بعد قليل، رحّب به حاج سعيد: مرحبا بمنسق الشرطة الشعبية السابق!
    قال سليمان الأعرج: بدل السابق أحسن تقول ليه منسق الشرطة الشعبية
    المخلوع! لأنّ الكيزان وكت استغنوا منه ولا حتى كلفوا نفسهم قالوا ليه
    رفدناك! جة تاني يوم لقى زول قاعد في محله! الشرطة الشعبية بقت زي بلدنا
    الهاملة دي، اليصحى بدري يقلبها!
    قال فارس: الحمدلله لقينا شغل! الدهب بتاع حسين جة في وقته!
    مالك ومال حسين كمان؟
    مالي كيف؟ الزول صاحبي من زمان، أي نعم أنا نسيته شوية أيام الشغلة بتاعة
    الشرطة الشعبية لكن في النهاية الزول دة قريبي من بعيد، والضفر ما بيطلع
    من اللحم!
    قال حاج سعيد ضاحكا: والله في زمن الانقاذ الصعب دة الضفر يطلع من اللحم
    زي الطلقة! والدم ذاته يبقى موية!
    قال سليمان الأعرج: إنت زول مستهبل، ضفر ايه ولحم ايه، وكت سمعت حسين لقى
    الدهب قعدت تقول حسين دة منو؟ ما اتذكرت الا بعد وصفوه ليك، هسع بقى
    قريبك وكان زميلك في المدرسة؟ وانت متين مشيت المدرسة؟ طول عمرك حايم ورا
    الحفلات، إتفطمت من اللبن بالعرقي!
    واصل فارس كأن كلام الاعرج لا يعنيه: في المدرسة كان وراي والزمن داك كان
    ضعيف وقصير، عشان كدة الاولاد الكبار بيقلعوا منه الفطور ويدقوه بلا سبب،
    انا كنت شغال ليه حارس شخصي من الزمن داك، لو كنت بحرسه أيام حق الفطور
    ما عنده، أولى أبقى حارسه الشخصي بعد بقى غني!
    وحتحرسه من منو؟
    الكيزان الحرامية أول ما سمعوا بقصة الدهب، جاءه ضابط أمن قال ليه ناس
    الجيش بيفتشوا عليك عشان إنت شردت من الجيش، انا ممكن أعمل ليك حماية،
    لكن تديني كيلو دهب! بالله شوف الناس الما بتختشي دي! حسين أداه مليون
    جنيه وقال ليه تعال لي بعد فترة!

    ضحك حاج سعيد وقال: حراستك ليه دي زي حراسة الديب للغنم! زي حراسة الكيزان لبلدنا!
    واصل فارس: أنا قلت ليه جرام ما تديه! الناس ديل انا بعرفهم كويس واشتغلت
    معاهم ، لو جاك تاني قول ليه قابل فارس، السكرتير بتاعي!
    إنت سكرتير ولا غفير؟
    غفير شنو يا حاج أصلها وكالة، أنا مدير أعمال حسين عبد الرسول!
    يا زول انت مالك ترقي نفسك بسرعة كدة من غفير لي سكرتير لي مدير أعمال،
    بعد شوية حتقول الدهب حقي!
    قال فارس: شيخ علي بتاع اللجنة الشعبية جاهه قال ليه أدفع لينا تبرع
    للجنة الشعبية وانا بعفيك من الضرائب والزكاة وبوقف ناس الجيش لو جو
    يفتشو عليك!
    قال سليمان الاعرج:وطبعا التبرع حيمشي على جيب شيخ علي!
    قال فارس: جيب غريق تقول فيه (كوروكي) أصلا ما بيتملي! (2)
    واصل سليمان الاعرج: لكن شكله بيختشي شوية، أخير من الباقين، قبل فترة
    نزّل اليافطة الكان معلقها فوق باب مكتبه في البلدية ومكتوب فيها: هي لله
    هي لله لا للسلطة ولا للجاه!
    ضحك حاج سعيد وقال: كويس إنّ في كوز بيستحي، الحياء شعبة من شعب الايمان!
    واصل فارس حديثه: أنا قلت للحسين قول ليه خير، لكن ما تديه حاجة هسع، لأن
    ممكن ينفعك لي قدام لو عاوز تصديق لأرض ولا حاجة! حسين قال عاوز يعمل
    مصنع تعليب، أنا قلت ليه أحسن تقلب بالقروش دي في السوق!
    قال حاج سعيد: يقلب وين، دة لو طلع شبر من البلد دي، يأكلوه تماسيح الكيزان حي!
    قال الطاهر : أنا رأيي يعمل مشروع قمح كبير، يجيب الرشاشات!
    قاطعه فارس: رشاشات شنو دة مشروع ولا جنجويد! ما قادر تقول الرش المحوري!
    واصل الطاهر: الارض فوق في الخوي واسعة وخصبة بس مشكلتها الموية، لو جاب
    الشركات الكبيرة البيحفروا الارض بالمكنات، ممكن يطلعوا موية كتيرة!

    الموية مشكلة والكهرباء بقت تقطع كتير، ما ممكن يزرعوا بيها وفي نص
    الموسم تقطع، عشان كدة أحسن يشوف ليه حاجة تاني.
    قال الأعرج: خليه يعمل مشروع تسمين، يشتري بهايم، وعجول وممكن لي قدام
    يعمل مصنع للأجبان!
    طيب ما نفس المشكلة، مع زراعة الاعلاف حتكون التكلفة عالية، لو بلدنا دي
    فيها مطر ومراعي كبيرة ممكن.
    قال فارس: أنا رأيي قلت ليه تخلي الدهب قاعد أو تشتري دولار و بيوت، لأن
    بعد شوية الجنيه حقنا دة الا تشيل منه تلاتة شوالات عشان تشتري ربطة
    جرجير. بعدين الجماعة ديل ما حيخلوه الا يقلعوا القروش دي، يا يشيل قروشه
    ويشوف ليه بلد تاني، أو يعمل ليه دقينة وننجر ليه غرة صلاة ويقول ليهم
    انا بقيت معاكم، يديهم شوية قروش يقول ليهم دة دعم للجهاد، دة احسن مشروع
    هسع. ويترشح مجلس الشعب، حيجوا ناس المؤتمر الوطني يترشحوا معاه عشان
    يلقوا ليهم قرشين ويخلعوا . والدقينة ساهلة، أنا قلت ليه حتى الكيزان
    الاصليين ناس شيخ علي، شايلين الموس في جيبهم، شيخ النور مرة حكى لي قال
    مشيت لي شيخ علي في البيت داير لي شهادة سكن لواحد من أحفادي، أنا شعرت
    في حاجة لأن في الاول ما كان داير يقابلني، سامعه يقول لي الولد قول ليه
    مافي، كوركت قلت ليه امرق يا علي والا بجي داخل! أها جة مارق! لقيت دقنه
    محلوقة نضيف، قال لي ما بقدر أطلّع ليك الشهادة الا الدقن تمرق شوية عشان
    اقدر امرق من البيت! قلت ليه وطيب حلقت الدقن ليه؟ ضحك وقال لي المرة
    الصغيرة مسكينة غشيمة شوية، سمعت أخبار انقلاب عسكري في بوركينافاسو في
    التلفزيون، بدون تسمع الخبر كويس جات جارية وانا في الحمام خبطت لي
    الباب، قلت ليها في شنو: قالت لي ألحق في انقلاب! ضربتني لخمة بدون ما
    اشعر لقيت الموس شغّال في وشي! حلقت الدقن! وجيت جاري كنت مجهز لي حفرة
    في الحوش عشان الظروف ما معروفة لو حصل شئ ندس فيها شوية دهب النسوان
    لغاية نعرف الحاصل! أها شغال أجهز في الحفرة وألم في الحاجات جاتني المرة
    التانية قالت لي: الانقلاب في بوركينافاسو!


    حاشية:
    لناس البنادر وأصحاب الشهادات العربية والأجنبية (وجه ضاحك)
    سد البوغة: يطلق في شمال السودان على عملية ري الزرع في المرة الأولى،
    تسمى المرة الثانية التالان.
    الكوروكي: يطلق في مناطق شمال السودان على حفرة تنفتح دائما في الأرض
    العطرونية وتبتلع كميات كبيرة من الماء دون أن تمتلئ!

    أحمد الملك
    [email protected]
    لزيارة صفحتي https://www.facebook.com/ortoot/























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de