أعتقد أنه لا يوجد صحفي قطري واحد يعمل في قناة الجزيرة ، فالقناة تعتمد في مخزونها البشري على بقايا الاخوان في مختلف الدول العربية ، ومن لا يعتنق فكر الاخوان يعشق مالهم ، وهناك وهمٌ كبير إعترى المحررين في هذه القناة ، وهو أن الإطلال على الشاشة يُمكن أن يحدث التغيير السياسي المنشود ، وربما يكون ذلك صحيحاً قبل أفول نجم الربيع الإخواني ، وقد ذهبت قناة الجزيرة ودولة قطر بعيداً في رسم خارطات الدول وصناعة حكامها ، وفي مطبخ قناة الجزيرة الصحفي يتناوب كل من فوزي البشرى وعمر الخطيب وأحمد الكبير الكتبي في قيادة الماكينة الإعلامية ضد السعودية والإمارات ومصر ، وقد إنضم عبد الوهاب الأفندي لهذه الفرقة ، فالرجل يحمل سلاحين ، السلاح الأول إنه اخواني قديم الطراز ، والسلاح الثاني أنه رجل يستطيع ان يستفيد من الفرص ، وقد بنى حياته ومستقبله المهني على هذا الأساس . والأمر الذي أود أن أقوله ان قناة الجزيرة لم تغطي بحرفية مشهد الثورة الشعبية ضد (المرشد ) في إيران ، والسبب هو التحالفات الجديدة التي عقدها أمير قطر مع نظام الملالي ، وقد إقتصرت تغطيتها الإعلامية على إستضافة بعض المثقفين الذين يناصرون السياسة الايرانية ويستفيدون من المال السياسي الذي يتسرب إليهم من جيب المرشد.
وكذلك الحال بالنسبة للثورة السودانية ، فنظام الرئيس البشير يُعتبر آخر القلاع التي يتحصن بها الإخوان ، ولذلك تحرص قطر أن يستمر هذا النظام في سدة الحكم وذلك لعدة أسباب ، من بينها ربما يحمل نظام الخرطوم رياح التغيير لمصر ، وذلك من خلال التحالف مع اثيوبيا وتركيا وخنق مصر عن طريق الجغرافية ، والأمر الثاني أن نظام الخرطوم يستطيع ان يوفر الدعم اللوجستي للجماعات الإسلامية المتشددة في ليبيا ، لكن قطر كدولة تفتقر للخط الفكري والاقلام الصحفية ، لكنها توفر المال لمن يكتب ، فوزى البشرى يعتبر أحد قامات الكبيرة قناة الجزيرة ، وهو الشخص الوحيد الذي تعتمد عليه في مهاجمة كل من السعودية ومصر والامارات ، وقد قرأت المقال الصحفي الذي كتبه حول ثورة الغضب في السودان ضد سياسة التجويع التي ينتهجها نظام البشير ، ولكني ذُهلت بما قرأته ، شعرت أن الرجل متواضع في مجال الصحافة المقروءة ، ولا يملك أي مهارات أو اسلوب أدبي رصين ، فالتقارير المصورة تحجب مهارات المحرر ، توقعت أن يكتب فوزي البشرى ( السوداني ) عن الأزمة السودانية وهي الجوع والمرض والفقر وليس فوزي البشرى ( القطري ) الذي يكن العداء لجيرانه ، صحيح أنه انتقد مشاركة السودان في عمليه عاصفة الحزم ، لكن الذي أعرفه أن قطر ايضاً شاركت في هذا التحالف والذي تم طردها منه لاحقاً ، حمّل فوزي البشرى أزمة السودان الاقتصادية لكل من السعودية والامارات ، وذلك بسبب عدم تقديم الدعم المالي للاقتصاد السوداني ، وفات على هذا الصحفي الحصيف وهو يكتب مقاله بالحبر الإخواني ، أنه وبسبب الفساد ، لو اجتمعت كل دول العالم بما فيها قطر والسعودية والامارات ، وقررت دعم نظام الإنقاذ بالمال ، فإن ذلك لا يحل الأزمة السودانية أو كمن ينفخ في ( قربة مقدودة ) ، فالسودان ليس بلداً فقيراً ولا تنقصه الموارد ، بلد يمر بها أطول أنهار العالم ، وذات تربة زراعية خصبة ، يعاني أهلها من أجل الحصول على الخبز ، سبب أزمتنا هو الرئيس البشير ، وهذا ما لم يقله فوزي البشرى في مقاله اليتيم ، المشير البشير كرس لحكم الفساد في السودان ، ومواردنا الذاتية تم نهبها وسرقتها وتحويلها لأرصدة وأملاك في الخارج ، اتمنى أن يكتب فوزي البشرى عن ماساة الذين يقفون في طوابير الخبز ، ويكتب عن الشهداء وحقوق الإنسان ، ولا يكون ذلك محرم على مصر وحلال على الخرطوم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سارة عيسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست