بالتزامن مع تزايد حدة الاحتجاجات الشعبية على الموازنة الجديدة.. وما أفرزتها من آثار خطيرة على معاش الناس.. تزايدت حدة الشائعات وحجمها وتعددت وجهاتها.. ولعل هذه الشائعات بالأمس قد بلغت أوج قمتها.. بالعودة بالقطبين الإنقاذيين علي عثمان ونافع إلى كابينة القيادة دفعة واحدة.. غير أننا للدقة نقول إن هذا التواتر وهذا التدفق الشائعاتي.. إن جاز التعبير.. قد بدأ تصاعده خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.. وإن بلغت قمتها بالأمس.. فالجدل الذي بدأ منذ يومين حول استقالة البروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية.. ومدى صحتها وعدم ذلك.. ثم جدل متطاول حول أسبابها.. متزامنا ذلك مع تحميل الدكتور عوض أحمد الجاز كامل المسؤولية في أزمة غندور.. حتى ظن الناس أنه سيرثه.. إلا أن المفاجأة أن مروجي تلك الشائعة أو صانعيها.. كانت لهم حبكة أخرى للنهاية.. فما إن انتصف نهار الأمس.. إلا وكان الناس قد شارفوا حد اليقين أن غندور قد غادر مقعده في الخارجية.. وأن مطرف صديق قد خلفه في المنصب..! ولئن كان لشائعة إقالة غندور خلفية أو مبرر.. وهو الخبر الذي نشرته السوداني وأكده البروفيسور غندور نفسه.. إلا أن الشائعة التي خرجت من العدم كانت تلك التي عادت بالأستاذ علي عثمان محمد طه والدكتور نافع علي نافع إلى واجهة الأحداث.. ويبدو أن من صاغ شائعة القطبين قد استند لا إلى الغضبة الشعبية المتصاعدة هذه الأيام على الحكومة فحسب.. بل وبالأساس إلى الامتعاض الذي عبر عنه مسؤولون كثر في الحكومة.. بل وداخل المؤتمر الوطني.. وليس سرا أن بعض هذا البعض ظل ينتاش من جانب خفي النائب الأول رئيس مجلس الوزراء.. في محاولة لتحميله مسؤولية الأزمة الاقتصادية.. مع الإيحاء بأن ثمة تغييرا كفيلا بمعالجة الأزمة والخروج من عنق الزجاجة.. غير أن اللافت للانتباه أمران.. خاصة في موضوع الأستاذ علي عثمان.. فصحيفة الوطن الصادرة صباح أمس.. بلغت بها الثقة حد أن وضعت عنوانها الرئيس للعدد.. توقعات بعودة علي عثمان رئيسا للوزراء.. وليس من المنطق أن صحيفة الوطن.. وهي صحيفة سياسية.. يعرف محررها وناشرها أصول اللعبة السياسية وتوازناتها.. لا يعقل أن تكون قد حصلت على معلومة عابرة من.. أي مصدر.. لتنشره في صدر صفحتها الأولى في هذا الظرف السياسي بالغ التعقيد.. فلابد.. إذن.. أن مصدرا ذا ثقل قد سرب للصحيفة هذا الأمر.. فاطمأنت إليه وخرجت به.. واللافت أن هذا الخبر قد نشر في وقت مبكّر من صباح الأمس في واحدة من أبرز مجموعات التواصل الاجتماعي.. تطبيق واتساب.. ثم لحقت به منتصف النهار شائعة عودة علي عثمان ونافع.. وأن واحدا من المقربين جدا من.. شيخ علي.. موجود ضمن تلك المجموعة.. ولَم يعلق لا على خبر الوطن ولا على شائعة عودة طه ونافع..! غير أن المراقبين ينقسمون الآن إلى مجموعتين في تفسير هذه الشائعات.. مجموعة تعتقد أن الهدف من هذه الشائعات.. المتزامنة مع تعقيدات الاقتصاد ومعاش الناس وضيق الحياة.. هو إلهاء الناس عن قضايا رئيسة ينبغي أن تشغلهم.. وهذا يعني أن جهة ما.. ذات سطوة وقدرة تقف خلف هذه الشائعات.. والهدف واضح بالطبع.. وهو انصراف الناس عن التفكير في مناهضة الإجراءات الاقتصادية.. وانتظار التغييرات القادمة بحسبانها ستأتي بالمن والسلوى..! أما المجموعة الأخرى فتعتقد أن موجة الشائعات يقف خلفها ويروج لها بعض المنسوبين للنظام نفسه.. أو المحسوبين عليه.. ممن أضيرت مصالحهم.. فيسعون للضغط بكل السبل للعودة لزمان سطوتهم.. وأهم السبل وأفضلها نجاعة.. في نظرهم.. الترويج لأن الأزمة طارئة.. وأن عودة الحرس القديم.. كفيلة بإنقاذ الموقف.. وحتى وإن لم تحقق هذا الهدف فيكفي أن تُشكك الرئيس في من بقي حوله.. كمرحلة أولى على الأقل.. الملاحظة الأخيرة أن الأسماء المتداولة عنوانها العريض مجموعة نيفاشا..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة