ترددت كثيرا قبل أن أضع العنوان أعلاه لتحليل اليوم.. لا لشيء إلا خوفا من أمثال الأستاذ يوسف عبد المنان الذي تعود على الاكتفاء بالعناوين.. عوضا عن قراءة ما هو مكتوب تحتها.. ولا أستبعد الآن أن يكون يوسف قد شرع بالفعل في كتابة تقرير يزعم فيه إعفاء السيد والي الخرطوم من منصبه وتعيينه مستشارا للرئيس.. وأن هذا هو ما زعمه وقاله محمد لطيف المقرب من الرئاسة.. ومن عبقريات يوسف أنه يستطيع الجمع بين.. زعم وقال في عبارة واحدة.. ومن أمثلة ذلك.. زعمه ذات يوم أن محمد لطيف المقرب من الرئاسة قد (زعم وقال) إن الجيش السوداني سينسحب من اليمن بقرار من الرئيس.. وكانت مشكلة يوسف أنه وقف عند العنوان.. كما وقف حمار الشيخ في العقبة.. ولم يفتح الله عليه بالاطلاع على ما كتب تحت ذلك العنوان.. حيث أن التحليل كان قد انتهى إلى أن القوات السودانية باقية في اليمن..! نتحدث اليوم عن الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين.. لا بصفته واليا على ولاية الخرطوم.. فما اعتدت أصلا أن أتناول هذه السيرة كثيرا.. ولكني أتحدث عنه بصفته المهنية والأكاديمية.. ولست من سيبتدر هذا الحديث.. بل أنا أمضي على خطى جهات عدة وأفراد آخرين.. ابتدروا هذه السيرة.. وقد رأوا.. أو رأى بعضهم أن سيرة الرجل.. المنسية هذه.. تستحق الوقوف عندها.. وأن له من الجهد ما يستحق التقدير.. أما الجهات فأولها الجمعية الهندسية السودانية التي أجازت درجة الزمالة للمهندس عبد الرحيم محمد حسين.. وأعقب ذلك قرار المجلس الهندسي السوداني بمنحه درجة مستشار.. وأقول أفراد لأن مبادرة أن ينال الرجل حقوقه المستحقة ابتدرها أفراد.. ودعمها كذلك أفراد.. كما أن جدلا قد ثار حول الأمر.. ليس هذا مكانه..! ولعل سائل يسأل: ما هي الحيثيات التي منح بها الفريق حسين هذه الدرجة المهنية الرفيعة.. سيما وأن هذه المجالس لم يعرف عنها يوما المحسوبية.. أو الشخصانية.. أو تسييس المنح والدرجات.. وأن المعيار الوحيد لمنح هذه الدرجة أو تلك هو المهنية والكفاءة الأكاديمية والخبرات العملية المميزة.. فماذا تقول سيرة عبد الرحيم حسين..؟ إنه وبعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة السودان مطلع السبعينيات.. وكان اسمه المعهد الفني.. أو شيء من هذا القبيل.. سار في درب الدراسات العليا.. فأحرز درجة الماجستير في صيانة الطائرات من جامعة كرانفيلد ببريطانيا.. ثم عاد وبحكم انتمائه للقوات المسلحة وحصل على ماجستير الأكاديمية العسكرية.. ولم يكتف بذلك.. بل توجه إلى الاتحاد السوفيتي وأحرز دبلومين منفصلين الأول في صيانة طائرات الميج 17.. والآخر في صيانة طائرات الميج 21.. بجانب عدد من الدبلومات الأخرى..! ولا شك أن المجلس الهندسي والجمعية الهندسية.. على حد سواء.. قد اطلعا على سيرة الرجل.. وقلبا في مسيرته المهنية.. فوجدا ما يستحق الوقوف عنده.. كما يروي لي محدثي الذي قال.. لقد وجدوا شيئا عجيبا فعلا.. اتضح أن عبد الرحيم محمد حسين.. سواء أكان في وزارة الداخلية.. أو حين انتقل إلى وزارة الدفاع.. كان هو أول من ربط بين ترقي الضباط.. وبين الحصول على مؤهلات أكاديمية.. بل كان هو أول من قيم درجة المستشار الهندسي واعتبرها جواز مرور لمن يحملها في مدارج الترقي.. ولعبد الرحيم ينسب تأسيس أهم الجامعات التي اضطلعت بأمر الهندسة .. جامعة كرري.. بها أربعة عشر فرعا من فروع الهندسة.. كذلك يحسب له فضل تأسيس جامعة الرباط.. ولم ينس هؤلاء وأولئك أن عبد الرحيم كان مدير معهد القوات الجوية.. ومدير سرب طائرات.. وكل هذه مؤهلات.. هزمت بعض من حاول التمترس خلف لافتات سياسية وحرمان الرجل حقه..! وأخيرا.. عبد الرحيم محمد حسين ما يزال واليا للخرطوم.. ولكنه صار يحمل لقب مستشار هندسي..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة