|
حميدتى و سيناريو مستنقع الدم بقلم د. الطاهر الفكى
|
05:53 PM November, 26 2017 سودانيز اون لاين د.الطاهر الفكى-UK مكتبتى رابط مختصر
سع البشير لتقوية وجوده ونفوذه فى السلطة عبر تمكين الحركة الاسلامية من المال والاعلام و الامن. اما الجيش فقد استبدل ولائه بمليشيات الدعم السريع تحت قيادة حميدتى و ما يبدو فى الأمر، أنه حقق النتائج المرجوة حتى الان وهو لايثق تماما فى أي منهم و يعلم انهم سيغدرون به فى لحظة فارقة. وما لا يحتاج إلى القول فبعدما قلص نفوذ الجيش قام بتعزيز قوة الدعم السريع وترقية حميدتى الى رتبة الفريق تحت تأثير عوامل: أبرزها انشراخ بعض قيادات الصف الاول من الحركة الاسلامية و انزوائها اوالانضمام الى المعارضة المسلحة أوالمدنية كحزب المؤتمرالشعبى و جماهيره العريضة, وحركة الاصلاح الان بقيادة د. غازى صلاح الدين و الذين اثروا النقد و لكنهم لم يؤسسوا تنظيمات جديدة او ينضموا الى جماعات مناوئه فكثيرون نذكر منهم د.الكودة, د. التجانى عبد القادر, د. عبد الوهاب الافندى , د.المحبوب عبد السلام, بروفيسور زين العابدين واخرون. الا ان الود متواصل بينهم فى التصدى لقوى اليسار والوقوف ضد أى تحالف سياسى أو عسكري يتقارب ضمنىيا مع الذين يدعون الى علمانية الدولة أو القضاء على الحركة الاسلامية وابعادها عن السلطة ومحاكمتها. العامل الثانى، هوامتلاك البعض من تلك القوى القدرة السياسية و الخلايا النائمة داخل المؤسسة العسكرية على القيام بانقلاب كما صرح به د. على الحاج الأمين العام للمؤتمرالشعبى قبل ايام, و أكده البشير بأنه لن تحل الحركة الاسلامية الا بانقلاب, واغلب الظن أن تم الامر فبرضا وموافقة النظام نفسه الذى سوف يوفر الامكانات والدعم اللوجستى اذا دعا الحال، طالما يفرضون ظروفا و مراحل تصب إلى جانب الحركة الاسلامية فى كل الاحوال. العامل الثالث، غياب الجدية إلاقليمية و الدولية في مواجهة تنامي المليشيات التابعة له, و على العكس فبمواقفهم يشجعونه أكثر مما يردعونه. و استطاع اضفاء الشرعية لمليشيات حميدتى تحت مسمى قوات الدعم السريع و مكنها القوة العسكرية تحت قيادته مباشرة لتبسط سلطتها خارج اقليم دارفور بديلا عن الجيش القومى ليحارب الحركات المسلحة فى كردفان و النيل الازرق و لتصل الى العمق فى العاصمة لتخمد انتفاضة سبتمبر 2013
و مع تزايد نفوذها نمت نشاطها الاستثماري في استخراج و تهريب الذهب فى منطقة جبل عامر مما حدا بوزير الداخلية الفريق أول عصمت للاستقالة لاعترافه بعجزالدولة عن السيطرة علي المليشيات لما تمتلك من قوة عسكرية و هناك مؤشرات أخرى لنموها التجاري والعقاري فى العاصمة و الاقاليم تدرلها أموالا طائله اضافة للمنح القادمة من الاتحاد الاوروبى للنظام في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية الى اوروبا و الاتجار بالبشر التى هى جزء منه, ثم الاموال القادمة من دول الخليج لمشاركتها فى قوات التحالف فى اليمن و هنا فإنه لا بد من جملة ملاحظات: الأولى، أنها ليست لها مناطق ثابتة خاضعة لسيطرتها مما يعني سرعة انتشارها الجغرافي الذى ينعكس على وجودها السياسي والبشرى الثانية، ارتباطها بالبشير شخصيا و حصراً في الأوساط المؤيدة له والجهات النافذة معه والثالثة، أن وجودها يتوسع بانتشار الحركات المسلحة الذى يبعدها جسديا عن المركز مما يعني أنها تنمو في ظل الحرب والصراع و لا تتولد فيها المصلحة فى الحل السلمى النهايئ. والرابعة، أن أى تزايد لنفوذ الحركات المسلحة و المعارضة يترافق معه تصاعد الاعتراضات الدولية لادوارها المزعومة فى محاربة الهجرة غير الشرعية و الحرب فى اليمن الخامسة, ان جمع السلاح من يد الاخرين يجعلها القوة الوحيدة المسلحة فى الساحة لتنتقل من قوة عسكرية الى قوة سياسية تؤثر فى المركز الملاحظات السابقة تؤشر إلى أن تكريس نفوذ الدعم السريع على المدى البعيد في السودان يعتمد على وجود البشير شخصيا فى السلطة و أن مصيرها و وجودها ونفوذها مرتبط بمستقبله و ليس بغيره و لن يقبلوا أن تصير الامور الى الذين يعرضونها بكل الطرق والوسائل للحل و الذوبان لهذا فان خروج البشير علنا بدعم د. أيلا لرئاسة الجمهورية فى 2020 بالقطع رسالة جز الرؤوس التى تمد اعناقها بألا يفكر احد الاقتراب من بوابة القصر الجمهورى لا سيما أن البشير لديه قناعة مطلقة مفادها أن واشنطن تريد التربص به لحل الحركة الاسلامية و تمهد له الطريق الى لاهاى. فأن قبل أيلا الترشيح فيعنى ضمنيا ان رأسه قد أينع ليحين قطافه. و عليه أن يسارع بالدعوة الى تعديل الدستورلترشيح البشير لولاية جديدة لمناصرته بالتخلص من المجلس التشريعى. و هذا ما فعله ايلا وما التصريحات العفوية للبشير إلا ضرب من ضروب الغش و الالتفاف على الحقائق، حتى تمتد اعناق لا تخاف على رؤوسها أو تريد الوقوع فى المصيدة أما الأشارة للنائب الاول بكرى حسن صالح فهى رسالة ترصد لردة فعله و تحسس المواقف وسط الجيش القومى. وما نراه الان فان البشيرهو المحرك الحقيقى و بيده اوراق الحركة الاسلامية, والامن, و قوات الدعم السريع التى فاخر بأنها أعظم أنجازاته و تحدى كل الرؤساء ان كان لديهم مثلها. فعلى بكرى حسن صالح و غيره ألا يتسرعوا بالنية فى الترشح لرئاسة الجمهورية فالمليشيات لا تدافع عن البشير فقط وانما عن وجودها ومستقبلها الذى اشرنا اليه أعلاه و حميدتى لن يقبل غير البشير رئيسا. و ان جاء الامر على غير هوى الدعم السريع فسوف تغوص الخرطوم فى مستنقع الدم
|
|
|
|
|
|