توقفتُ كثيراً عند تصريح وتحذير اطلقه الدكتور ياسر ميرغني الأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك، مُحذراً من تناول حلوى (عروس) و(حصان) المولد كاشفاً أنها تحتوي على شوائب كثيرة، وتُضاف إليها ألوانا تُستخدم في صبغ الأحذية (المراكيب )!!؟؟ وفي رواياتٍ اُخرى فإن الجهات المصنعة لهذه الحلوى تستخدم (بُدرة الطُوب ذات الألوان المتعددة) وهي تستخدم في طِلاء المباني، جمعية حماية المُستهلك حذرت على لسان ياسر ميرغني في ندوة بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي، كل الأمهات والآباء بمنع أطفالهم من تناول هذه الحلوى حفاظاً على صحتهم؟؟ المعلوم أن فترة المولد والتي تبدأ من أول شهر ربيع الأول وحتى الثاني عشر منه،هي فترة يكثُر فيها شِراء حلوى المولد،كمظهر من مظاهر الاحتفال،والتي اعتاد عليها المُواطنون في السودان ومعظم الدول العربية كذلك. حيث تنتشِر حلوى مُعظمها مجهولة المصدر، وتُباع للمواطنين، ما يعرضهم لمشكلات صحية كبيرة، الأمر الذي يُحتِم على المواطن أن يحرص خلال شرائه لحَلوى المولد، أن تكون الحلوى المُقبِل عليها، خالية تماماً من مُكسبات الرائحَة واللون والطعم، حيث تتسبب تلك المُكسبات والألوان الصناعية في العديد من المشكلات الصحية التي تصل بعض الأحيان إلى أمراض خطيرة!! منها على سبيل المثال التلبُك المعوي، والأمراض الجلدية، كالحَساسيات المُفرطة ، ويرجع ذلك إلى استخدام الكثير من مكسبات اللون والطعم المجهولة المصدر التي لا يمكن ان تتماشى مع البشر، إلا في حالة (موت الضمير الإنساني) وغياب (الذمة والأخلاق)!! عِلماً بان الإكثار من تناول الحلوى الطبيعية الخالية من هذه الشوائب، قد يُؤدي إلى البدانة وزيادة الوزن بصورة مبالغ فيها لدى الاطفال،،، مع احتمالية إنتهاء صلاحية الحلوى المنتشرة بصورة عشوائية في هذه الميادين، ربما تكون مخزّنة لسنوات طويلة ، وبذلك فهي معرضة لفقدان قيمتها الغذائية وإمكانية تلوثها بالكثير من الجراثيم، ما يجعلها مصدرا لامراضٍ كالسرطانات وغيرها،؟ حماية المستهلك حذّرت الاُمهات والآباء وانتهى الأمر!! بينما تعددت واتسعت ميادين الاحتفال بالمولد في العاصمة والولايات، ودخلت ملايين الأطنان من الحلوى إلى السوق، رغماً عن هذه المحاذير ، بينما كل الجهات المسؤولة في صمتٍ عميق، أين وزارة الصناعة، وأين المصنفات والمقاييس، وأين الأمن الاقتصادي، وأين الدولة وأين وأين،!!؟؟ هل يُعقل أن تسمح الدولة بهكذا فوضى، ويُقّتل جيل المستقبل بدم بارد، والمسؤولون ينظرون،،،، هذه جريمة لا تقِل عُقوبتها عن عقوبة المُتلاعبين بالاقتصاد، الذين جعلوا الدولار يمرح ويسرح بلا رقيب، فمثلما سنّت الدولة قوانيناً رادعةً تصل حد الإعدام، ينبغي ان تٓحمي فَلذات اكبادنا بذات القوانين، ويجب عليها أن ترفع هذه (السموم) فورا وتحجِبها عن السوق وتحاكم المتورطين في صناعتها وإستيرادها، أو يتقدم اهلُ هذه السِلعة بشكّوى رسمية ضد جمعية حماية المُستهلك بإشانة السُمعة، ويطالبونها تعويضاً مالياً جبراً للضرر، إذا كانت سِلعتهم بريئة من هذا التلوث المذكور؟ أشواق اُمة النبي (محمد صلى الله عليه وسلم) في إحياء ذكرى مولدِه الشريف كُل عامٍ وهم يترنمون،،، بمولد الهادي سلاماً انت للأديانُ عيد ،،،، نورك العالي تسامى في حمى البيت العتيق،،،. نرجو أن لا تُفِسد أشواكُ الطامعين، فرحة أجيالِنا الذين نغرِس في نُفُوسِهم حُب النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، بهذه الفرحةُ كل عام..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة