العقل الباطن؛ المجتمع الدولي.. الرهان الخاسر.. بقلم ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-18-2017, 05:21 PM

ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
<aابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
تاريخ التسجيل: 05-01-2014
مجموع المشاركات: 82

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العقل الباطن؛ المجتمع الدولي.. الرهان الخاسر.. بقلم ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين

    04:21 PM November, 18 2017

    سودانيز اون لاين
    ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين-
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تغيرت وسائل الاسترقاق في العصر الحديث عن الاليات المستخدمة في الحقبة التي نشطت فيها تجارة الرق والترحيل القسري على ايدي الاقطاعيين في اوروبا والبيض في اميركا الشمالية الذين كانوا ياتون الى افريقيا لاختطاف السود الذين اصبحوا اليوم يطلبون الاستعباد بارادتهم فيذهبون الى الغرب هربا من الفقر الذي تسبب الاستعمار في توطينه وغرز جذوره في افريقيا كي تستمر موجات الهجرة والعمالة بالتدفق على اراضيه ولذلك يدعم الغرب الصراعات في افريقيا والشرق الاوسط للحصول على العبيد بشكل ميكانيكي.

    لقد تطورت اساليب الاستعباد والاستعمار طرديا مع التطور التكنلوجي والعلمي الذي يرتقي ويزدهر في صباح كل يوم جديد والعالم يشهد اختراعا جديدا في شتى المجالات ولكن بعد مرور اكثر من نصف قرن على تأسيس الامم المتحدة واعلان معاهداتها وقوانينها التي مهدت لانهاء افتراضي للاستعمار الاوربي في افريقيا ومعظم بلدان ما بات يعرف بالعالم الثالث مازال المستعمر يحتفظ بنفوذ واسع لاسيما في افريقيا التي تعتمد معظم البلدان فيها اللغة الفرنسية والانكليزية كلغة رسمية للدولة هذا من الناحية الثقافية واما فيما يتعلق بالاقتصاد فهناك عملة موحدة لدول وسط وغرب افريقيا باستثناء غانا وليبيريا وسراليون وغامبيا يعتبر الفرانكاسيفا الذي يرتبط قيمته باليرو العملة الاوروبية الموحدة عملة رسمية في كل من تشاد وافريقيا الوسطى والكمرون وتوغو وبنين وساحل العاج والنيجروغينيا؛ جدير بالذكر ان هناك عملة خاصة بدول اقليمي وسط وغرب افريقيا كل على حدا تتختلفان في الشكل وتتساويان في القيمة ومن الناحية السياسية معلوم للقاصي والداني ان الانظمة في معظم ما يسمى الدول الفرانكفونية والانجلوفونية مسلوبة الارادة وغير مستقلة في اتخاذ القرارات السياسية التي غالبا ما تكون رهينة السياسات الغربية حتى لو كانت لا تتسق مع مصالح شعوبها التي ترزح تحت وطأة الجوع والمرض والفقر المدقع.

    وقد شهدت دول افريقية عديدة تدخلات سافرة في شؤونها الداخلية من قبل اوروبا التي تملي رغباتها على الافارقة وتفرض عليهم ماتريد لدرجة انها تختار لهم من والمنهج الذي يحكمونهم به كما حدث على سبيل المثال لا الحصر في بوركينا فاسو عندما اغتالت فرنسا الزعيم الوطني الغيور على بلاده وشعبه توماس سينكار وفي الكنغو التي فقدت احد ابرز قادتها المخلصين ايقونة النضال ضد الاستعمار البلجيكي باتريس لومامبا الذي اغتالته المخابرات البلجيكية لمعارضته الشرسة ووقوفه القوي ضد سياسات الاستعمار الاوروبي الاقطاعي التي فرضت قوانين عنصرية تهضم حقوق السود وتضع موارد البلاد تحت تصرف الحكومة البجيكية.

    وتدخلت اميركا رغم انف الامم المتحدة لازاحة صدام حسين من سدة الحكم في العراق بدواعي تدمير الاسلحة الكيماوية التي اتضحت لاحقا انها غير موجودة من عدمها غير ان الكارثة الانسانية التي تمخضت عن غزو العراق فاقت ضحاياها ضحايا حملة الانفال التي شنها النظام السابق ضد الاكراد في قرية حلبجة وهي من الاسباب التي سيقت لتبرير الغزو وللقبض على صدام ومحاكمته ولكن لم يحاكم بوش وحليفه بلير اللذين تسببا في موت مئات الالاف من الشعب العراقي وتدمير اثار عمرها قرون رغم ثبوت عدم امتلاك العراق لاسلحة دمار شامل. ومن العواقب الوخيمة التي نتجت عن الغزو الاميركي للعراق بروز ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية الذي اغرق المنطقة برمتها في دماء وفوضى عارمة ردا على استفزازات الغرب وتصاعدت النزعة القومية المتطرفة في الشرق الاوسط بشكل واسع فاضحى يهدد الوجود والمصالح الغربية في المنطقة اكثر من اي وقت مضى.

    وكانت ليبيا في عهد الديكتاتور القذافي امنة ومستقرة وكان الليبيون يعيشون في رفاهية وترف منقطع النظير ولكن ديمقراطية الناتو التي اعادتهم الى العصر الحجري جلبت الفتنة والدمار لليبين الذين يتقاتلون فيما بينهم فالليبيون اليوم يتمنون عودة القذافي بعد ان اصبحوا يصطفون امام المخابز ومراكز الوقود لساعات طوال من اجل الحصول على الخبز والغاز الذي كان في متناول الجميع وباسعار رمزية في عهد النظام السابق وفي اقل من ست سنوات انهارت العملة الوطنية وفقد الدينار الليبي قيمته بنسبة تسعمائة في المئة مقابل الدولار الذي كان يعادله في القيمة واضحى الدولار الاميركي الواحد يساوي تسعة دينار كما برزت عصابات اجرامية تنشط في تجارة البشر والمخدرات وباتت تشكل اكبر تحدي للحكومة التي تسعى لاستعادة الامن والاستقرار في البلاد وبالرغم من كل تلك التحديات القاسية تعتبر ليبيا افضل بكثير من حيث مستوى المعيشة مقارنة ببعض الدول الافريقية والعربية.

    ويتغاضى مايسمى المجتمع الدولي الذي تدخل لحماية المدنيين في ليبيا الغنية بالنفط عن جرائم كثيرة ترتكب باستمرار ضد المدنيين العزل بمناطق متفرقة في افريقيا والشرق والاوسط وهو ما يعكس سياسة الغرب التي تحركها المصالح المادية وتتخذ من حقوق الانسان والديمقراطية ذريعة لتغيير الانظمة التي تتحدى سياساتها الاستعمارية كما تخلى المجتمع الدولي عن دولة جنوب السودان الحديثة بعد ان وعدها بجنة عرضها السموات والارض عقب التصويت لصالح الاستقلال الذي نزل كالصاعقة على الجنوبيين الذين فتكت بهم الامراض والجوع والحرب فبعد مرور اكثر من ثلاث سنوات على الكارثة الانسانية في جنوب السودان مازال المجتمع الدولي عاجزا عن تقديم المساعدة للمجوعين والنازحين واللاجئين ويقف متفرجا على جرائم التطهير القبلي التي تحصد ارواح المدنيين.

    وادار المجتمع الدولي ظهره على الصوماليين الذين اختفت دولتهم منذ ما يقارب الثلاثة عقود بسبب التقوقع القبلي فتفرق الصوماليون في دول المهجر التي طال مكثوهم فيها فلم تكن لهم بديلا لوطنهم وهكذا سيظل اي لاجئ غريبا في بلاد غيره وان حمل جنسيتها وتمتع بالمناظر والترف العابر الى حين.

    واذا كان الغاية من تأسيس الامم المتحدة انهاء الاستعمار واحترام سيادة الدول وارادة الشعوب واستقلالها في اتخاذ قراراتها وصياغة قوانينها وسياساتها التي تدير بها شؤون بلادها فلماذا تتدخل الدول الغربية وتملي اراءها على البلدان النامية ولماذا تحتفظ فرنسا والصين وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركيه بحق النقض او الفيتو الذي تستخدمها في الغاء اي قرار يتعارض مع مصالحها المادية حتى لو كانت على حساب حماية المدنيين كما يجري الان في سوريا وكثير من الدول التي تشهد صراعات وحروبات اهلية؟؟

    من الغباء بمكان ان يفقد السودانيون الثقة في انفسهم ويوكلوا امرهم لما يسمى المجتمع الدولي الذي لا يتحرك لفض اي نزاع ما لم يضمن ان الحلول تصب في مصالحه المادية وتسير كما تشتهيه نفسه, ولا يحتاج المرء لعبقرية حتى يكتشف الاعيب وخدع هذا المجتمع القذر فكم من الشعوب استقوت به لتدرك في خاتمة المطاف انها كانت مخدوعة ولم تحصل من الوعود التي قطعها عليها المجتمع الدولي الا اوهام وكوابيس.

    يجب على جميع السودانيين الخروج من حظائرهم القبلية والعرقية والجهوية والانصهار في بوتقة الوطن العريض الذي يجد كل سوداني نفسه فيه, ومالم يحرر السودانييون عقولهم من هذه الافكار الرجعية البالية والمدمرة التي تثير غبار التخلف والفتنة وتعزف ابواق الحرب, فان مستقبل بلادهم على المحك وان دولتهم ايل الى الزوال والتلاشي بلا محالة. وعلى الذين يقرعون طبول الحرب كالحكامات من وراء البحار والمندسين مع اسرهم في المدن الوادعة النزول بانفسهم الى ارض المعركة ليتذوقوا طعم الموت وليثبتوا لنا صدقية ايمانهم بالقضية والا فلماذا تفضلون المكوث في الاماكن الامنة وتستمتعون بالحياة في الملاهي الليلية والفنادق والشقق والتنزه في الحدائق رفقة اسركم وترسلون اطفالكم الى الجامعات بينما تستنفرون ابناء الاخرين للقتال باسم التحرير والثورة وبسط هيبة الدولة لياتي ابناءكم في نهاية المطاف بعد التخرج في الجامعات الغربية والحصول على تعليم جيد سرقة ثمار التغيير في مسلسل تراجيدي يعيد انتاج الازمة في ثوب جديد وهكذا تستمر حلقاته ليزداد الوطن تخلفا وانقساما. السلام الحقيقي والمستدام ينبع من ارادة وطنية مستقلة وقيادة رشيدة واعية بمصالح البلاد والشعب ولذلك يتعين على حكومات الدول النامية ازالة الاسباب التي تدفعها والمعارضة على الارتهان للغرب والاستقواء به لقتال اخيه المختلف معه في الرأي واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية فالمسؤولية الاخلاقية والوطنية تقضي بضرورة مراعاة المصالح المادية للشعب الذي ينبغي على الحكومة والمعارضة ان تخضعان لارادته واشراكه في صنع القرار ورسم السياسة الداخلية والخارجية للدولة؛ لان في خاتمة المطاف الرهان على الغرب رهان خاسر بكل المقاييس.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de