المتقاعدون ..هل تحكم عليهم الحكومة بالموت المستعجل؟وهل من حلول؟ وعندما يطل الشهر الجديد تبدأ المعاناة المتكررة..ماذا يكون فيه من استحقاقات؟ الكهرباء والماء..الأدوية للأمراض المزمنة .. أنبوبة البوتاجاز..النفايات .. عندما أفكر في هذا الصداع أشعر بالدم يغلي في عروقي..لربما قادتني الأفكار السود للسؤال: لماذا لم يعجل الله برحيلي من الدنيا قبل هذه السنوات العجاف؟ ليس هذا هو شعوري فقط بل هو شعور كل المتقاعدين الذين لا يجدون من الحكومة إلا الجحود والنكران بل ومدّ اللسان لهم بازدراء..وكأنما تقول لهم "موتوا بغيظكم"!!فليس هذا من شأننا بل نحن مسؤولون فقط عن توفير مستحقات بل (واجبات) الحوار الوطني من إضافة أعضاء برلمانيين للقائمة الطويلة من البرلمانيين الذين يعرفون قول كلمة "نعم" عندما المفترض أن يقولوا "لا" !! نحن معنيون بالبحث عن واجبات المجالس التشريعية للولايات " ..لا أدري هل هي ثمانية عشر أم تسعة عشر مجلسا فالولايات تتوالد بطريقة أميبية انقسامية وأما المعتمديات فهذة تتوالد بصورة دراماتيكية تشبه تكاثر مصاصي الدماء في أفلام الرعب.. وأما الوزراء فلا أدري ولا يدري أحد ، إلا الله ، عددهم من وزراء اتحاديين ووزراء ولائيين ووزراء دولة ومن هم في حكم الوزراء ..بل ووزراء بلا وزارات.. ومستحدثات وزارات بغيرما ضرورة.. وأما من قارب عمره من سن التقاعد من (غير المغضوب عليهم)، فيعين وزيرا أو على أسوأ الفروض مستشارا لا يشار ولا يشير ..كل ما عليه فعله هو أن يؤدي القسم أو لا يؤدي ، فقد منعهم آباؤهم من أداء القسم تحت أي ظرف ،وهم مع ذلك مستشارون!! لا أدري قانونية هذا الإجراء إلا في السودان العظيم .. ومع بداية العام الجديد تجيء أموال جديدة تدفع لدفتر الأمراض المزمنة عبر الشبكة الالكترونية ..لا دفتر إلا بدفع رسوم لشرائه ..مهما قلت أو كثرت فهي بالنسبة للمتقاعدين كثيرة ..ويجيء البعبع الثاني..وأعني به شراء قائمة جديدة من الأدوية المنقذة للحياة والبدعة الجديدة المستحدثة من إلزام المريض المفتقر في جيبه ، قبل بدنه، بدفع ما تبقى من سعر الدواء (المدعوم) بربع القيمة .. كما يدعون في الدعاية للتأمين الصحي ..ولكن هل يعني هذا شيئا غير أن الدواء داخل التأمين ليس مدعوما ب75% ، بل بأقل من ذلك كثيرا..ويمعنون في الكذب بأن المساهم يساهم بمبلغ ضئيل في العلاج ،ولكن هل كل المستفيدين في قائمة التأمين الصحي يتلقون علاجا ؟ هل إذا كان الموظف والموظفة مثلا في المؤسسة نفسها يكتفى بواحد منهم؟ هل كل المنضوين تحت راية التأمين الصحي يكتفون أو حتى يرضون بخدمات التأمين الصحي؟ أسئلة كلها إجابتها واحدة وهي النفي المغلظ .. وسؤال آخر يندرج هنا وهو الخروج المتتالي للأدوية من قائمة الأدوية ( المدعومة ! ) وبذلك تنتفي علة التأمين الصحي من أساسها.. وبحجة ارتفاع أسعار الدولار ترتفع أسعار الأدوية كل شهر عن الشهر الذي قبله..ما كان يدفعه المستفيد قبل عام اقريبا أو أكثر بقليل لم يكن يتجاوز الخمسين جنيها وبفعل فاعل صار المبلغ المدفوع يتجاوز المائتي جنيه ،مع إخراج بعض أدوية الأمراض المستدامة..فيصل إلى مائتين وسبعين أو ثمانين جنيها..هل نحن نصرف ،أي المتقاعدين، مرتب التقاعد بالدولار حتى تحاسب أدويتنا بالدولار؟ وللتاريخ أقول إن ما يأخذه المتقاعد من الدولة بالدولار لا يساوي ثلاثين دولارا بل أكاد أجزم أن كثيرين منهم لا يتجاوزون العشرين دولارا!! ما لكم كيف تحكمون؟ أبعد ثلاثين عاما وأكثر في خدمة الحكومة يكون هذا الجزاء السنماري؟ وبأي وجه يلاقي رئيس الجمهورية ونائباه بل ومجلس الوزراء جميعه ورئيس البرلمان وأعضاء البرلمان ربهم وهم يتنعمون بأموال هذا الشعب الذي رضي بالكفاف فلم يجده وكان يمني نفسه بالعيش الهنيئ فلم يجد شيئا يتمناه إلا مقبرة يدفن فيها بدون أن يدفع أهله خمسمائة جنيها نظير الدفن (ناصية)!! كنت تحدثت قبل هذا عن اليهودي من أهل الذمة الذي وجده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يتسول فلم سأله :ما بالك تتسول؟ قال له أخذتم مني الجزية وأنا شاب قوي وفتيّ فلما هرمت تركتموني أتسول لمجابهة عاديات الدهر..هنا لم يتردد أمير المؤمنين في أن يلغي هذه الجزيةعلى كبار أهل الذمة ويستقطع لهم من مال المسلمين ما يواجهون به تبعات الحياة ..فهل نطمع أن تعدنا حكومتنا من أهل الذمة ؟ هل نأمل وليس هذا أملا غير مستحق بأن تكون الأدوية مدعومة من قبل الدولة بنسبة 90% من قيمتها الحقيقية ولا يتحايل عليها ؟ هل نأمل أن يكون المرتب المعطى للمتقاعد بسعر الدولار يوم أن أنزل الموظف للتقاعد ؟ هل يأمل أن يكون المتقاعد قد سن الخمس وستين وأن يعاد كل من لم يصل إليها بعد للخدمة؟ لا أدري كيف يجوز في عقلية من وضعوا هذا العمر أن يكون المولود في 31 ديسمبر 1954 عند الساعة الحادية عشرة ليلا دخل سن التقاعد ويكون توأمه المولود معه في 1 يناير 1955 عند الواحدة صباحا ممدودا له خمسة أعوام لينزل إلى التقاعد في عام 2019 ؟ مالك كيف تفكرون؟ ومن ذا الذي ألهم الحكومة هذا القرار العجيب؟ أنا برغم تفكري في هذا القرار لا أجد فيه إلا الحجز للوظائف من هؤلاء المتشبسين بالبقاء في سجن العبودية للحكومة مهما يكن اسمها والتقيد بالدخول والخروج دونما عائد يجدي من هؤلا المتكلسين..ولكن تأملوا ما سيحل بهم إن أنزلوا إلى التقاعد ..ولا أريد أن أتحدث عن التقاعد في بلاد ليست مسلمة وليس لديها مشروع حضاري ولا يحزنون ولكنها تعرف للإنسان قيمته الإنسانية ،فتجعل الواحد منهم يبحث بحثا في الروزنامات : متى يحين سن تقاعدي؟ وكفى!! عبد السلام كامل عبد السلام يوسف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد السلام كامل عبد السلام
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست