ثلاثة احداث وقعت منذ شهر يوليو من هذا العام كلها علي علاقة بالشيخ موسي هلال شيخ قبيلة المحاميد وزعيم مليشيا الجنجويد باتت تشكل رؤية اكثر ضبابية للمشهد الغامض علي الاوضاع في دارفور بل احدثت ارباكا لمعظم متتبعي الحالة في دارفور . الحدث الاول : حينما اعلن الاستاذ حسبو محمد عبدالرحمن نائب رئيس الجمهورية بداية حملة نزع السلاح في دارفور في شهر يوليو الماضي وذلك اثناء زيارته للولاية وما صاحب ذلك من رد قاسي وعنيف من قبل الشيخ موسي هلال وتصريحه علنا انه لن يجمع سلاحه واتهم السيد حسبو اتهامات خطيرة وكبيره ومفزعه بالنسبة لرجل يشغل منصب ثالث رجل في الدولة من حيث التراتبية الادارية . الحدث الثاني : تعميم اصدره الشيخ موسي هلال الي ضباط وجنود (مجلس الصحوة الثوري) الذي هو قائدا لها بالامتناع عن تسليم اسلحتهم لاي كان واوامر الي ابناء العرب بقوات الدعم السريع بعصيان الاوامر التي ستصدر اليهم من قادتهم وتحويل سلاحههم الي العدو الحقيقي وعلي ما يبدو يقصد القوات الحكومية من ابناء المركز كما يحلو له تسميتهم، ازاء ذلك اصدرت حركتي تحرير السودان مناوي / وعبدالواحد وحركة العدل والمساواة بقيادة د. جبريل ابراهيم بيانات كل علي حدة رحبوا فيها بموقف الشيخ موسي هلال واشادوا به كزعيم ثوري الحدث الثالث : تحرك قوة كبيرة من قوات الدعم السريع الي ولاية شمال دارفور قدرت قوامها بنحو عشرة الف جندي او يزيد بكامل عتادهم وآلياتهم ودخولهم جبل عامر وكتم وكبكابيه وكلها قريبه جدا من دامرة الشيخ هلال بمحلية الواحة . كل ما سبق مهدت لرؤية هي الي الآن لا تزال مجرد تحليل اخباري لبعض المراقبين اشارت الي احتمالات قوية في ان ينشأ تحالف جبهة عريضة بين الشيخ موسي هلال وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة د. جبريل ابراهيم . ولنفترض ان هذا الامر بات في طور التشكل ، فهناك ثمة اسئلة جوهرية لابد من طرحهها : (١) هل فعلا الثورة هي قيم ومثل تجسدها حركات التحرر وذلك بتبني برامج تنحاز دوما الي الغلابة والكادحين وتبني مصالحههم والدفاع عنها ، ام ان الامر مجرد مكسب ونوع من ( الميكيافيليه) البحته بحيث ان ( الغاية تبرر الوسيلة) . (٢) واذا كانت الثورة هي قيم ومثل فهل يا تري تجسدت قيم الثورة ومثلها او بعض منها في شخص الشيخ موسي مع العلم بانه نفس الشيخ القائد لمليشيا الجنجويد الذي قتل وروع وحرق وعاث في الارض فسادا وحينما سئل في المقابله الصحفيه المشهورة اجاب بانه يدافع عن اهله ضد التمرد وان الحكومة قد استنفرت المواطنين وهو لم يفعل غير استنفار اهله ضد التمرد ، فما الذي تغير في فكر الشيخ اوليس نفس التمرد هو ما يحاول اليوم ركوب الموجه لقيادته . (٣) لنحسن الظن قليلا ونعتقد بان هنالك اشياء قد تغيرت في فكر وعقلية الشيخ موسي هلال ، فاننا الي الآن لم نسمع منه اعتذارا صريحا لاهل دارفور ولضحاياه الذين يحاول اليوم ان يكون مخلصهم ، ولم نسمع ندما ولا اسفا ، بل نفس العنجهية والخيلاء والكبر ، ومحاولته لخلق مصالحات وهمية ، يا ايها الشيخ موسي ان قبائل دارفور لا تحتاج الي مصالحاتك الوهمية بينهم فهم الاقدر والاحرص علي التصالح بل اسع انت الي مصالحتهم اولا وكفر عما اقترفته يداك ، ولكن التسلل خلسة من الابواب الخلفية لاعتلاء منصة الثورة وادعاء الطهر الثوري عبر مجلس صحوتك ورؤيتها المفقودة وطرحهها الغامض فليس مجديا في شيء اما صراعك مع ابن عمك حسبو و ابن اخيك حميتي فهذا شان خاص بكم لا يهم اهل دارفور في شيء حتي ولو عرفوا ما وراءه . والشىء المعلوم ان اهل دارفور يعلمون تماما ان القبائل العربية هي مكون اساسي لمجتمع دارفور ، وانهم دعموا ثورات دارفور بطرقهم ووسائلهم الخاصة وما زالو وليس سرا وجود قيادات نافذه منهم في تلك الثورات فالمرحوم زكريا مادبو والاستاذ احمد كبر جبريل والشهيد الزبيدي والناظر الجدي والامير احمد علي فرفور والقائد حموده عبدالله رحمه جميعهم كانوا في مقدمة الثورة قبل ان ينفرط عقد النضال ويتماهي الثورة وجلادي النظام في بوتقة ( موسم التخفيضات الثورية) اذا هم لن يحتاجو تمثيلا ( مدغمسا) فبينهم الاكثر وعيا والاشد معرفة وكلهم اصحاب شجاعة لا تضاهي (٤) الامر الاكثر ارباكا ان الشيخ موسي كان سجينا في سجون ( بورتسودان) بامر الفريق ابراهيم سليمان حينما كان واليا علي دارفور ، وبعد ان ظهر التمرد وتم تنحية الفريق ابراهيم سليمان عن ولاية دارفور اطلق سراح الشيخ موسي هلال ، وحسب ما هو متداول انه تم اطلاق سراحه باوامر صادرة من الشيخ علي عثمان محمد طه حينما كان نائبا اول لرئيس الجمهورية وكانت الصفقة ان يقوم الشيخ هلال بتجييش الجنجويد لمقابلة التمرد ( وهنا تتفق الرواية مع ما ذكره الشيخ موسي هلال عن استنفاره لاهله بطلب من الدوله) بمعني ان تلك القوات تتبع للشيخ علي عثمان وتدين له بالولاء وبمرور الايام صار الشيخ علي خارج اللعبه بل اصبح اقرب للمعارضة منه الي النظام ، اذا ماذا لو كان مجلس الصحوة هو جزء من احابيل الشيخ علي الذي سيحاول عبر نافذة قضية دارفور العودة الي الاضواء وما شيخ هلال الا خيال (مآته) وسيظهر مالك الحقل لاحقا وهذا شبيه تماما لنظرية ( اذهب للقصر رئيسا وساذهب الي السجن حبيسا) ماذا سيقول لنا تحالف ثوار حركتي التحرير والعدل والمساواة حينها ، خدعنا ؟ انضحك علينا ؟ والله ما كنا عارفين ؟ فى تقديري ان الثورات لا تحتاج الي تحالفات تنطوي علي دناءة وخسة ، وحكمة الثورات هي النبل والنزاهة والقيم الانسانية الفاضلة وذلك في انها تعلن عن مواقفها بشجاعة ووضوح وتواجه وتتحمل نتائج تصرفاتها وسلوكياتها برضي تام ، وان الثورات لن ( تتحالف مع الشياطين) لاجل تحقيق قضاياها العادلة ، ولا اعتقد ان من الحكمة ان تقدم لمن تدعي الدفاع والنضال عن قضيتهم ، ان تقدم لهم خصمهم اللدود وجلادهم في ثوب جديد باعتبار انه مخلصهم وقائد ثورتهم ، والا فانه من الافضل ان تنضموا لحزب المؤتمر الوطني واعلنوهم ابطال تحرير السودان وقدموا لنا الدكتور نافع علي نافع كقائد سياسي وملهم بحركة تحرير السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالقادر قدورة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست