:: (حملة يوم)، ببعض أحياء ولاية الخرطوم، شاركت فيها شرطة المباحث والأمن الاقتصادي ومجلس الأدوية وحماية المستهلك ووزارة الصحة الولائية، كان حصادها كما يلي : (١٤) عيادة بلا ترخيص، و(٩) مراكز علاج بالأعشاب بلا ترخيص أيضاً، (4) عيادات تدار بواسطة أطباء مزيفين، موانع حمل وحبوب تسمين بعيادة طبيب مزيف، مكملات غذائية لمرضى السرطان منتهية الصلاحية، أعشاب علاجية غير المسجلة، كريمات منتهية الصلاحية، وأخرى تم كشط تاريخها واستبدالها بديباجات سارية المفعول..!! :: لقد تم فتح (٢٣ بلاغاً) ليصبح العدد منذ بداية الحملة (٤٠ بلاغاً)، هذا وقد ناشد مدير المؤسسات العلاجية الخاصة بوزارة الصحة بولاية الخرطوم المواطن بالتبليغ عن المتلاعبين بصحة الناس ومن ينتحلون بصفة الطبيب . حسناً.. قد يبلغ المواطن عن الطبيب المزيَف والأدوية المنتهية الصلاحية، ليفتح فوراي بلاغاً آخر، ويتواصل المسلسل .. ولكن يبقى السؤال المهم، من المسؤول عن رعاية وحماية وصناعة مصادر الفوضى والعشوائية في القطاع الصحي..؟؟ :: تجفيف مصادر الفوضى في القطاع الصحي بحاجة إلى (إعلان طوارئ)، وليس محض حملات ينتهي تأثيرها بانتهاء سداد الغرامة.. وقبل أسابيع، على سبيل المثال للعبث والفوضى -المعترف بهما حكومياً- نشرت هذا الإعلان الغريب كأنموذج لعشرات الإعلانات التي تُنشر تحت سمع وبصر السلطات المسماة بالرقابية، إذ يقول نص الإعلان : ( الاتحاد السوداني للعشَّابين بالتنسيق مع مرك .. للتدريب الاحترافي، يعلنان عن دبلوم النباتات الطبية، ودبلوم الحجامة، وماجستير الطب التكميلي و دكتوراه الطب التكميلي)..!! :: بهذه التخصصات، والتي لا وجود لها إلا في السودان، حيث موطن تغييب القانون، يستهدف المركز ممارسو الطب التقليدي و ممارسو الحجامة وغيرهم من أصحاب (مهنة من لا مهنة له) .. ومدة الدراسة في هذا المرافق العشوائية المسماة بالتعليمية حسب الرغبات الآتية : ( الدبلوم المهني ثلاثة أشهر، والماجستير المهني أربعة أشهر للتمهيدي وستة أشهر للبحث، والدكتوراه المهنية أربعة أشهر للتمهيدي و ستة أشهر للبحث).. لم يرد في الإعلان شروط نيْل درجة (الأستاذية)، أو ربما يصبح صاحب الدكتوراه في الحجامة (بروفيسور) بعد تحويل مرضاه إلى (المقابر)..!! :: والمؤسف أن مصادر الفوضى في بلادنا معترف بها رسمياً، بدليل رسوم التصديق التي يدفعها أصحابها للسلطات الحكومية (سنوياً).. ومن المدهش أن الوزارة المسؤولة عن مصادر الفوضى اسمها وزارة (التنمية البشرية) .. وهذا يعني أن من التنمية البشرية تشجيع المواطن لدراسة الدكتوراه في الحجامة ، أوماجستير في الكي بهذه المراكز.. ثم يتخرج بعد أشهر دجالاً أو مستهبل وفي مناخ العبث قد يفتح هذا المواطن عيادة عليها لافتة (الدكتور حسين جابر أبوشامة، استشاري كل الأمراض وماجستير الحجامة بمركز الوهم السوداني)..!! :: وعليه، قبل اطلاق الحملات وفتح البلاغات، على السلطات الصحية والأخرى أن تسأل ذاتها: ، لماذا تكاثرت هذه المراكز بحيث يكاد يكون في كل شارع مركزاً لتدريب العشابين أو مركزاً لتوزيع الدكتوراه والماجستير أو عيادة أو شركة تًعلن ثم تبيع الوهم والمرض للناس بعلم السلطات الرقابية وغفلة القوانين؟..وهل بلادنا، لينهض شعبها، بحاجة إلى مراكز للتعليم والتدريب المهني في مجالات الكهرباء والحدادة وغيرها من (المهن الحيوية)، أم بحاجة إلى أوكار العبث ومصادر الفوضى المسماة بمراكز لتدريب وتعليم ( علوم الحجامة)..؟؟ fb
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة