:: كثيرة هي غرائب المهرجان السياسي الراهن، وعلى سبيل المثال إليكم ما يلي بالنص : ( بشر المهندس مكاوي محمد عوض وزير النقل والطرق والجسور بعودة قطاع النقل الجوي السوداني إلى سابق عهده، وذلك بالاستفادة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية، وإرجاع الخطوط الملاحية بما فيها خط هيثرو).. ما علاقة خط هيثرو بالقرار الأمريكي؟.. لاعلاقة بين القرار الأمريكي - حظراً كان أو رفعاً للحظر - و فقدان البلاد لخط هيثرو .. !! :: هذا التصريح الغريب لا يشبه المهندس مكاوي المشهود له بالحكمة والعمل ، وليس بالكسل والتهريج.. فالتصريح يَليق بالذين يخدعون أنفسهم والرأي العام بأن رفع الحظر الأمريكي هو ليلة القدر التي تحقق أحلام وآمال كل أهل السودان، وما أكثرهم .. فالكل يعلم بان البلاد فقدت خط هيثرو في بحر الفساد، وليس من جراء الحظر الأمريكي .. لقد عادت الخطوط الجوية السودانية إلى الحكومة بكل خطوطها وما تبقى من أسطولها وأصولها، ما عدا (خط هيثرو)..!! :: فالشعب يجتهد في نسيان هذا (الفساد)، ولكن مثل هذه التصريحات تفتح جراحات الحزن والغضب.. قبل عام، وكان الحصار الامريكي واقعاُ، قرروا ملاحقة أجنبيين - متهمين في قضية الخط - بالإنتربول..وبذاك الخبر الغريب للغاية صار خط هيثرو - في أذهان الناس - كالآثار التي تتم سرقتها بلا علم السلطات، وكذلك كالبشر الذين يتم تهريبهم بلا علم السلطات أيضا.. فالبلاد لم تتعرض لغزو أجنبي بحيث يسرق الأجانب ملفات (خط هيثرو)، وكذلك هذا الخط لم يكن كائناً في السودان بحيث يهربه الأجانب عبر الحدود.. !! :: ولم يكن الخبر مكتملا على النحو : ( عقب القبض على السودانيين المتهمين في قضية خط هيثرو، السلطات تلاحق الأجانب المتهمين بالإنتربول).. أي لم يرد أي ذكر لأي مواطن سوداني في تفاصيل هذه (الملاحقة القانونية)، وكأن إدارة سودانير ومجلس إدارتها كانت خالية من بني جلدتنا يوم ضاع الخط ( منا) وإنطوى بالقلب (حسرة).. ويومها قلت من ينتظر القبض عليهم ومحاكمتهم، سوف ينتظر طويلاً.. مثول الأجانب أمام المحكمة ليس من مصلحة البعض الموصوف - مجازاً - بالوطنيين.. !! :: فالشراكة في مسؤوليات الإدارة ومجلس الإدارة كانت ( سودانية وأجنبية)، وما تورط الأجانب في بيع خط هيثرو إلا بعلم أو إهمال الوطنيين الذين كانوا في (الإدارة ومجلسها).. وما لم تكن رؤوسنا محشوة بالأسمنت أو الجبص، فأن العقول لا تستوعب أن تتجاوز عدالة المساءلة والملاحقة هؤلاء (الوطنيين) ثم تقفز إلى (الأجانب).. ولكن يبدو أن البعض يعشق في الأفلام الهندية (رقصها)، وفي الأفلام الأمريكية (أكشنها)، ولا يبالي بقصة الفيلم، وهكذا حال من يتابع قصة خط هيثرو..!! :: عقد بيع سودانير - لعارف والفيحاء - يشمل بيع الشركة بكل أصولها ومحطاتها (المحلية والأجنبية)..ولن تجد نصاً يلزم عارف والفيحاء بعدم بيع سودانير - أو أي أصل من أصولها، خطاً كان أو مكتباً - لأية جهة.. وهذا طبيعي، إذ ليس من العقل أن تبيع سيارتك لجارك بشرط عدم بيع المقعد الخلفي أوالزجاج الأمامي لأي مواطن آخر.. وعليه، فان الحظر الأمريكي (شئ) و الفساد السوداني (شئ آ خر).. ولن يَصلح الشئ ما يفسده (الشئ الآخر)..!! fb
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست