الجماعة طبعا بدأوا المفاوضات من اجل الحصول على وكالات الشركات الامريكية الشهيرة مثل جنرال موتورز وفورد وكرايسلزر ووال مارت وغيرها ، لكن اهم شيء في هذه المرحلة هو مطاعم الوجبات السريعة مثل كنتاكي وماكونالد وباسكن اند روبنز وبيتزا هت وبيتزا إن وصب واي والقائمة تطول حتى نكون مثل غيرنا من شعوب الكرة الارضية نأكل الشيبس و ماك شيكن و بان بيتزا وبيج فيلر وغيرها من الاسماء التي تسبب السمنة والكوليسترول والموت البطيء.
ونحن نبشر اهلنا جميعا إن مطاعم الوجبات السريعة في الطريقة ، وحتما ستأتي حتى نأكل الدجاج بالجردل بدلا من البوش والآيس الكريم الحقيقي من باسكن وروبينز ونجلس في مطاعم ممكن نأخذ فيها صور سيلفي وسناب شات حتى نقوم بارسالها إلى شتى انحاء المعمورة ، وخالية تماما من الذباب والقاذورات ، لأن شعار هذه المطاعم النظافة ثم النظافة ثم النظافة . ومن لايستطيع ان يوفر النظافة ويمنع الذباب بتاتا سيخسر الوكالة وتغلق المطاعم. حيث أن مثل هذه الوكالات تحتاج على اقل تقدير 100 مليون دولار تقريبا ،لاقامة البنية الاساسية واستجلاب العمالة الاجنبية والتدريب وشراء الاجهزة ، أول شيء الشركة الام ستقوم باستلام قرابة 5 مليون دولار وديعة (deposit) اذا وجدوت ذبابة في ساندويتش برجر سيتم سحب هذا المبلغ ويروح علينا، بالاضافة إلى سحب الوكالة ، كما ان المطاعم التي ستكون بمواصفات عالمية من جميعه . لكن كيف يتم ذلك والقاذورات من حوله في كل مكان.
والنظافة لن تأتي بين يوم وليلة وهؤلاء الولاة والمحافظين لايهتمون بشيء سواء جمع الاتاوات والعمولات من أجل تسديد فواتير شهر العسل للزوجة الثالثة لكبار المسؤولين ، وتوفير مرتبات للجيوش الجرارة من الموظفين التنابلة من الجماعة والأهل والاصدقاء الذين لايقومون بأي عمل سوى قبض الرواتب الكبيرة بدون عمل. كما تنقصهم الثقافة والكفاءة حتى يقومون باداء عمل مفيد.
وتحقيق ذلك صعب المنال في وجود هؤلاء الموظفين الذين لايرغبون في النظافة ، ويريدون لنا البقاء في مستنقع القاذورات والزبالة والنفايات ( واسمحوا لي باستخدام مثل هذه العبارات غير اللائقة) . حتى قبل رحيل البترول إلى دولة جنوب السودان لم يفكر هؤلاء في اقامة شبكات مجاري او عمل آلية للقضاء على جبال الاوساخ والنفايات ، والاستفادة من تجارب الآخرين في العمل على نقل النفايات وبث ثقافة النظافة بين المواطنين ، وعمل براميل لاستقبال الفضلات المنزلية والصناعية و اقامة حملات اعلامية مكثفة لتوعية المواطنين بدلا من اذاعة برامج اغاني واغني وبنات حواء وغيرها من البرامج المكررة والممجوجة.
بسبب هذه الاطنان من الاوساخ والقاذورات عادت إلينا امراض الكوليرا والتايفوئيد والحمى القلاعية والجرب ، ففي ولاية القضارف كشفت مصادر صحية عن إصابة أكثر من 500 شخصا بمرض الجرب بقرية شاشينا بمحلية القلابات الغربية خلال شهري أغسطس وسبتمبر. وانتقدت المصادر الصحية بشدة وزارة الصحة الولائية على تدخلها المتأخر بعد تفشي المرض، ووجهت المصادر الصحية نداء الي كل المنظمات العاملة في مجال الصحة لإنقاذ المواطنين في قرية شاشينا من مرض الجرب. حتى الكوليرا اطلق عليها الاسهال المائي ولا ادرى ماذا سميت الملاريا.
والنظافة ليس جمع القاذورات والفضلات من الطرقات فحسب ، لكنها منظومة متكاملة تشمل انشاء شبكات المجاري ، واقامة مساكن صحية ونظيفة بالمواد الثابت ، وتوفير مياه الشرب الصحية النقية ، وتوفير خدمات الكهرباء دون انقطاع ، واقامة طرق مسفلتة خالية تماما من الحفر والمطبات، ونشر المساحات الخضراء والزهور في الطرق والاحياء والميادين العامة , وتعليم النشء على عدم رمي الفضلات على قارعة الطريق، وحض الناس على ذلك ومع تشديد العقوبة للمخالف لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.
وكنت اشاهد الفنان القلع عبدالحفيظ في احدى السهرات التلفزيونية يطالب والي الخرطوم بـ 300 قطعة لاعضاء اتحاد الفن الشعبي واتمنى ان اكون قد كتبت اسم الاتحاد صحيحا ،حتى يفي التزامه تجاه الاعضاء الذين انتخبوه ومنحوه ثقتهم. ولكن اقول للاستاذ القلع أنه بدلا من طلب هذا العدد الكبير من الأراضي ويمنح في مناطق السيول ويحدث لهم ماحدث لمنازل اعضاء اتحاد الصحفيين وغيرهم من الذين منحوا اراض وبيوت في مجاري السيول ، انهارت من اول مطرة. بامكانه العمل على اقامة بنايات عملاقة في قطعة ارض صغيرة توفر السكن الصحي الامن الذي يتوفر فيه جميع متطلبات العصرية من امن وكهرباء ومياه وخدمات مختلفة باقل تكلفة وافضل طريقة ، حتى الاخوة الفنانين مشاء الله العدادات شغالة ، ومعظمهم حالتهم المالية افضل من غيرهم بكثير ، ويمكنهم دفع اقساط هذه الشقق في اسرع وقت ممكن ، ومن الممكن أن يكونوا نواة لغيرهم من النقابات والاتحادات لاقامة مساكن عصرية نظيفة بدلا من البهدلة وبناء بيوت تنهار من اول سيل يأتي.
النظافة قبل كل شيء لأن النظافة من الايمان يا جماعة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كنان محمد الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست