*يكاد (فضيل) يكون هو الأمل الطبي الذي (فضل).. *فهو يشعرك أن الطب ما زال بخير في بلادنا رغم تأثره بضروب الانهيار كافة.. *الانهيار الاقتصادي... والتعليمي... والسياسي... و(القِيَمي).. *وهو انهيار طبيعي مع تساهل كليات الطب الخاصة في شروط الانتساب إليها.. *بل إن التساهل بلغ هذا العام حد قبول طلاب بنسب نجاح (65%).. *تخيل؛ فقط نسبة (مرور)- تقريباً- تؤهلك للقب دكتور.. *ومعنى ذلك أننا موعودون بالمزيد من أخطاء التشخيص والعلاج.. *ثم نتساءل بكل براءة الأطفال في أعيننا عن سبب فضائحنا الطبية المتواصلة.. *وعن سبب هروب مرضانا إلى مصر... والأردن... وتركيا.. *وعن سبب سؤال الطبيب المصري لأحد زملائنا (هو حاصل عندكو إيه؟!).. *وهو الصديق محمد عبد القادر الذي هرب بمريضه إلى هناك.. *هرب به مثلما هربت أنا بابنتي... وكما يهرب كثيرون.. *وإن كنا سمعنا هناك عبارة (إيه الكلام الفارغ ده؟) فإن زميلنا سمع السؤال أعلاه.. *السؤال المؤلم حسب صديقنا محمد (هو حاصل عندكو إيه؟!).. *الحاصل أن عندنا جامعات تبيع شهادات الطب (بالغالي) في زمن الأرواح (الرخيصة).. *وأن عندنا وزيرةً للتعليم العالي تكتفي بالفرجة من برج عالٍ.. *وأن عندنا وزيراً للصحة الاتحادية... لا صلة له بالصحة.. *وأن عندنا وزيراً لصحة الولاية هو تاجر... ومستثمر... ورجل أعمال.. *ولأن عندنا عزيزاً بمركز (فضيل) الآن ذهبنا إلى هناك.. *ذهبنا إلى حيث الذي (فضل) لنا من أمل طبي لمعاودة الزميل مبارك البلال.. *وتدهشك (العناية) من لدن المدخل وحتى طابق (العناية المركزة).. *هذا فضلاً عن النظافة... والرعاية... والنظام... والإنسانية.. *أما إنسانية صديقنا مبارك نفسه فتكاد تكون محل إجماع في وسطنا الصحفي.. *ولا أذكر أنني لاقيته عابساً طوال سنوات معرفتي به.. *منذ التحاقي بجريدة (أخبار اليوم) عند صدورها.... وإلى يومنا هذا.. *أو إلى آخر يوم صادفته فيه بجوار صحيفة (الدار).. *يوم أن دارت بيننا (مشاغبات) بخصوص لقاء القمة... نشرها كما هي.. *وجمعت (الدار)- في زمن مضى- بيني وبين الراحل محمد طه.. *جمعتنا معاً في مساهمات بعيدة عن السياسة... وفقاً لفكرة الصديق أحمد البلال.. *وظلت (الدار) القمة في التوزيع... ومبارك القمة في الأخلاق.. *ويظل مركز فضيل القمة في دقة التشخيص الطبي... في زمن انهياراتنا الطبية.. *ويبقى هو ذاته قمة في الإنسانية... في زمن لا إنسانية الأطباء.. *أو البعض الذين (تماهوا) مع روح الاستثمار المتوحش في زماننا هذا.. *وبفضل من الله- وفضيل- تخطى الحبيب مبارك مرحلة الخطر.. *ولكن وضعنا الطبي في قمة الخطر... وموعود بالمزيد منه مع نسبة الـ(65%).. *ثم يسأل المصري (هو حاصل عندكو إيه ؟!!).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة