فعلا كانت أمسية الأماسي، كان الموعد هذه المرة في السادسة مساء السيت السادس عشر من سبتمبر 2017 ، مع معهد بختالرضا والأستاذ حسين الزبير محاضرا والأستاذ عمر الخير معقبا ، فحالف التوفيق مجلة المسرجة للفنون والأداب بأختيارها لهذا الصرح العلمي الثقافي الشامخ ضمن سلسلة ندواتها عن مدن سودانية في
الذاكرة ،بدأتها بمدينة حلفا وتهجير الحلفاويين وحديث شيق مع دكتورمصطفى عبدالجليل ، وأعقب ذلك محاضرة دسمة بصحبة المحامي الناقد السينمائي الأدبي سليل الأسرة العريقة عدنان زاهر،ليفسح الطريق لزميليه حسين وعمر"أبو أمل " ليعزفا مقطوعة موسيقية بارعة عن بخت الرضا مناهجا ومسرحا .
بصراحة لفت أنتباهي المعلم المدرس حسين الزبير فندمت لأني لم أقف له وهو يصطحب معهد بخت الرضا ومستر جريفث وأقرانه وأشراقات المعهد سودانيا وعربيا وعالميا ، ولم أقف للمدرس الثاني عمر وهو يحكي عن مسرح بخت الرضا وذكرياته عن تلك السنين المحفورة في كل شرايينه .
والمدهش جدا التعليقات والتعقيبات الذكية التي أعقبت المحاضرة .
هنيئا للجميع بما سمع وما لم يخطر علي قلبي .
أستهل الأمسية الشاعرعبدالمنعم سيداحمد بموجز سريع للسيرة الذاتية للأستاذ المخضرم حسين الزبيرالذي قضى نصف عمره مدرسا واقفا ، ومن الواضح أنه يعرف تاريخ معهد بخت الرضا ، فأعاننا بأوراق غالية الثمن وهو ما يحدث لأول مرة وهو عمل يشكر عليه وندعو له بالصحة والعافية وطول العمر .
تحدث الزبير بالتفصيل عن
معهد بخت الرضا بمنطقة الدويم على النيل الأبيض الذي أقيم لتأهيل المعلمين ،وعن مناهجه وأبداعات أدرارته وأساتذته وطلابه وعن الكثير الذي لا يمكن مطاردته .
وتحدث عمر تعاونه زوجته الوفية سليمة يوسف السباعي عن ذكرياته في بخت الرضا ومعاصرته لحركة مسرحية منتظمة قادها الأستاذ عبدالرحمن على طه الذي قدم مسرحية (( السودان عام الفين ))وكان عرضها في العام 1934 ثم اخذ من بعده قيادة النشاط المسرحي الأستاذ أحمد الطيب الذي حصل فيما بعد على الدكتوراه من معهد الدراسات الشرقية بجامعة لندن وكان من اوائل من حققوا هذه الدرجة الرفيعة في فلسفه المسرح وكانت رسالته عن المسرح العربي في العام 1941 – ودوره عظيم جدا لأنه أول من سودن وترجم ونقل وقدم مسرح وليم شسكبير فعرض علي مسرح بخت الرضا . الملك لير والعاصفه وهاملت وماكبث وغيرها من خلال ترجمه وسودنه هذه العروض المسرحيه وتبسيطها للعامة بجانب كتابة الاعمال المسرحية القصيرة للمنهج الدراسي ، وبخت الرضا رفدت الحركة المسرحية فيما بعد بفنانين عاشقيين لفنون المسرح ساهموا في النهضة الحقيقية للمسرح في السودان أمثال الفكي عبدالرحمن مؤسس المواسم المسرحية .
بأعتقادي أنها كانت محاضرة أكثر من رائعة ، سيكملها الفنان عبدالعظيم أبراهيم "جوجوي "كعادته " صوت وصورة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بدرالدين حسن علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست